قال جيمس مجوك قاو، بطل دول شرق ووسط أفريقيا وجنوب السودان، في الكيك بوكسينغ انه في إنتظار موعداً لمقابلة رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت من أجل تقديم حزام بطولة الكيك بوكسينغ الذي توج به بالإضافة إلى ميدالية خاصة كان قد حصل عليها بإعتباره بطلاً لدول شرق ووسط أفريقيا، كاشفاً عن سعيه لتقديم دعوة رسمية للرئيس من أجل حضور البطولة التي ستستضيفها يوغندا في الفترة المقبلة، مناشداً حاكم ولاية الإستوائية الوسطى بالتدخل من أجل إيجاد حلاً لمشكلة مركز الشباب.
وناشد جيمس، في حوار مع «هاتريك»، رجال الأعمال بضرورة دعم خططه المستقبلية والخاصة بفتح مراكز للتدريب في كلٍ من واو وجوبا، مؤكداً أنه يعتبر شخص مشهور أيضاً ولا يقل عن أطيانق مو ولول دينق.
متى بدأت لعب الكيك بوكسينغ؟
بدأت ممارسة الرياضة عن طريق كرة القدم بالخرطوم وأويل، لعبت في عدة أندية محلية منذ عام 2008 م وكان هنالك أحد أبناء عمي يمارس منشط الكيك بوكسينغ وقام بتعليمي كيفية الدفاع عن نفسي لمدة ثلاث أشهر، كنت حينها أتبع لقوات دفاع جنوب السودان حتي تم تحويلي إلى جوبا في مهمة رسمية.
خلال فترة عملي في جوبا بدأت بمشاهدة مقاطع فيديو وأفلاماً عن الكيك بوكسينغ وإستفدت منها كثيراً حتي عام 2012م، وأثناء إحدى جولاتي وصلت إلى مركز الشباب وبدأت بالتدريب لبعض الوقت قبل أن أقوم بالتسجيل في عام 2014 وقد أصبحت أفضل ومميز بعد الكثير من التدريبات حتى جاء إلي المدرب أوفيرو أوكيلو في إحدى الأيام وشجعني وطالبني بالإستمرار على هذا المستوى لأنني سأكون بطلاً لجنوب السودان وأفريقيا يوماً ما ثم قام بإختياري في إحدى المرات لخوض بعض المباريات التنافسية على مستوى البلاد وكان شيئاً رائعاً أن أنجح في الفوز في مباراتي الأول.
ماذا يعني لك أوفيرو؟
لقد أخبرني من أول مرة بأنه يثق في قدراتي وإمكانياتي وقد أصبح بمثابة سنداً لي في مسيرتي لاحقاً وكنت أدخل المباريات دون وضع إعتباراً لوزن خصمي وكنت قادراً على الفوز في تلك المباريات بإستمرار حتى جاء موعد تمثيلي للبلاد خارجياً في يوغندا، إذ لعبت ضد شخص كان وزنه 82 كيلو وكان وزني 70 وتفاجأت بأن هذا الشخص كان يتحرك في الحلبة كأن وزنه 70 كيلو إلا أنني نجحت في الفوز عليه وبدأ اسمي في الإنتشار على مستوى يوغندا ووسائل الإعلام في البلاد.
حينما عدت إلى جوبا، اتصل بي شخصاً لا أعرفه وقال لي بأنه قد سمع باسمي في إحدى الإذاعات وطالبني بالإستمرار على هذا المستوى لأنه يرى بأن الأشخاص الذين يصبحوا مشهورين يتركون المنشط دون أن تنجح الدولة في الإستفادة منه وطالبني بعدم فعل ذلك، إلا انني اخبرته أن ذلك يحدث بسبب عدم توفر المال من أجل الإستمرار في ممارسة المنشط والمشاركة في البطولات القارية والدولية بسبب التكاليف الكبيرة التي يتطلبها هذا الأمر.
لقد أكدت له بأنني لن أترك المنشط وسأواظب من أجل الدفاع عن نفسي بسبب انني لم أحترف هذه اللعبة من أجل الأموال لإدراكي بأن الأموال ستأتي لاحقاً حينما أصبح مشهوراً وأحقق العديد من النجاحات في هذا المنشط، إذ شاركت بعدها في إحدى البطولات في يوغندا في عام 2016 وأصبحت فيها بطلاً لشرق ووسط افريقيا وتم تكريمي من بعض الدول على غرار يوغندا والكونغو ورواندا وغيرها.
في عام 2018 لعبت ضد اليوغندي رومالندو وفزت عليه، كما لعبت في السودان في عام 2019 ونجحت في الفوز بها ولا أزال بطلاً لشرق ووسط افريقيا في الكيك بوكسينغ حتى الآن، لقد كان هناك بعض الأبطال السابقين إلا أنهم لم ينجحوا في إيقافي والفوز علي.
هل حصلت على أي دعمٍ من أي جهة؟
لا، لم أحصل على الدعم من الحكومة أو أي جهة أخرى رسمية وكل ما أفعله يأتي إعتماداً على مجهوداتي الخاصة رفقة المدرب أوفيرو أوكيلو الذي يتكفل بدفع كل التكاليف من أمواله الخاصة وقد تفاجأت في إحدى المرات بإنسحاب خصمي في إحدى البطولات من مواجهتي بسبب انه كان قد سمع بقوتي وفشل بطل يوغندا في الفوز عليه وهذا حدث في عام 2021 في القاهرة أمام بطل مصر.
كيف تم معالجة هذا الموقف؟
اللجنة المنظمة للبطولة طالبتني بدفع 75 ألف دولار أمريكي نظير الحصول على الحزام لأنهم قالوا بأنهم قد اشتروه بمبلغ مالي كبير ولم أكن أملك تلك الأموال المطلوبة وكانت الحجة هي ان وزني 82 كيلو ولم يتم منحي الموافقة إلى بعد التأكد من وزني ليلاً في الفندق وكان متوقعاً أن نشارك في البطولة العربية في شهر أغسطس الماضي إلا أنه تم تأجيل البطولة لأجلٍ غير مسمى.
ماهي التحديات والصعوبات التي واجهتك في مسيرتك كبطل لأفريقيا وجنوب السودان بصفة عامة؟
هناك الكثير من التحديات والصعوبات التي واجهتني منها عدم وجود المال، فرغم أنني قد أصبحت بطلاً لجنوب السودان وافريقيا إلا انني لا أمتلك بيتاً خاصاً بي في العاصمة جوبا ولا يتوفر لدي وسيلة للتحرك إلا أن ذلك لم يمنعني إطلاقاً من مواصلي نشاطي لأنني قد تعلمت على كيفية مواجهة هذه الصعوبات والتغلب عليها في ظل تدربي على اللعب جائعاً ودون شرب كمية كافية من الماء وهذا ما نفعله قبل إنطلاقة أي بطولة كبرى.
أتوقع أن يكون هناك إهتماماً كبيراً ببطل البلاد وأن تتوفر لدي وسيلة للحركة على أقل تقدير، إذ قمت بزيارة عدد كبير من الدول ويتم إستقبالي بشكلٍ جيد إلا أنه لا يتم الإهتمام بهذا الأمر هنا.
بعدما أصبحت بطلاً، هل نجحت في مقابلة أي من المسؤولين؟
أول شخص قابلته كان دكتور ألبينو بول ضيو، وزير الشباب والرياضة بالحكومة الإتحادية، في شهر يوليو في العام الماضي وكان قد وعدني بالترتيب لعقد لقاء مع رئيس الجمهورية ولا زلت أنتظر أن يوفي بوعده.
في ديسمبر الماضي ذهبت إليه في مكتبه من أجل معرفة آخر التطورات في هذا الموضوع إلا أنه أكد لي سعيه من أجل حدوث ذلك في فترة وجيزة جداً، كما ان هناك شخص آخر يسمى أكوج منيل يعمل بمكتب الرئيس قام بإعطائي مبلغٍ من المال وهو أول شخص يقوم بذلك منذ بدايتي ممارسة هذه اللعبة. وقد حفزني ذلك كثيراً وشجعني على بذل المزيد من الجهد.
ماذا تقول بخصوص عدم نجاحك في الإلتقاء بأي مسؤول آخر، خصوصاً الرئيس؟
أنا بطل شرق ووسط افريقيا منذ يوليو 2021م ولست بطلاً لولاية، لذا من المهم بالنسبة لي مقابلة رئيس الجمهورية من أجل إهداء الحزام له على غرار ما يحدث في بقية المناشط في بقية الدول، إلا ان الناس ينظرون لي على انني شخص لا يمتلك أي شيء بسبب لا أمتلك أي سيارة فاخرة من أجل السماح لي بمقابلة الرئيس وأرى بأن المسألة ليست هكذا، فالعالم بأكمله يعرف جنوب السودان وقد نجحت في رفع علم البلاد عالياً على غرار ما حدث مع لول دينق مع كرة السلة وقد تم السماح له بمقابلة الرئيس، فلماذا لا يسمح له بمقابلتي أم ليس هناك إهتماماً ببقية المناشط؟!
هل حدث ذلك بسبب ان لول دينق يمتلك المال وكان يلعب باسم المملكة المتحدة ولعب في أمريكا ونجح في تحقيق إنجاز كبير مع منتخبنا الوطني لكرة السلة أم لسبب آخر؟
نحن جميعاً نفتخر بذلك إلا انه يجب على القائمين بأمر مكتب الرئيس مواجهة التحديات التي تواجه أبطال جنوب السودان في جميع المناشط لأن مقابلته تعتبرة مهمة للغاية من أجل أخذ مباركته على غرار ما يحدث مع بطل يوغندا الذي يعتبر صديقاً شخصياً لرئيس يوغندا ورغم ذلك قد نجحت في الفوز عليه في عام 2021.
لماذا هذا الإصرار على مقابلة الرئيس؟
لأنني أرى بأن هذا سيزيدني قوة في المسابقات القارية والدولية القادمة في نهاية هذا الموسم وتعطيني الدافع وتجعلني أكثر شهرةً على مستوى افريقيا والعالم، فإذا ذهبت إلى أي دولة يتم إستقبالي بشكلٍ جيد وأفضل مما يحدث لي هنا في بلادي، فبطل يوغندا دائماً ما يقوم بتقديم الدعوة لرئيس الجمهورية من أجل حضور مبارياته التنتافسية وهو سيحضر مباراتي القادمة ضده وهذا سيرفع من معنوياته ومن المفترض أن يتم تسهيل إجراءات مقابلة الرئيس لي بسبب انني ألعب باسم البلاد.
أستطيع تحقيق فائدة كبيرة للرئيس إذا ما قام بمقابلتي من خلال الربط بين اسمه واسمي والترويج لنا سوياً.
ما هي خطتك المستقبلية بعد إعتزال اللعب؟
أكبر تحدي يواجهني هو المال وإذا ما توفر لدي ذلك فإنني أسعى لفتح مراكز تدريب في جوبا وواو، فالآن يوجد مركز واحد فقط على مستوى البلاد وهو مركز الشباب وقد تم إعطاؤه لبعض الأشخاص للإستثمار فيه، فهل يعقل هذا؟ أتمنى أن يتدخل المسؤولين لإيقاف ما يحدث.
كلمة اخيرة؟
أناشد رجال الأعمال الوطنيين بدعمي للمشاركة في البطولات القارية والإقليمية خلال نهاية الموسم الحالي بشكل أفضل، إضافة إلى دعم مشروعي المستقبلي لبناء مركز لتدريب الشباب في كيفية الدفاع عن انفسهم، كما أناشد حكومة ولاية الإستوائية الوسطى بالنظر إلى الأجيال القادمة وإيقاف العمل في مركز الشباب.