هذه الصور تعتبر كافية للإجابة عن سؤال المليون دولار: هل يعمل إتحاد جنوب السودان لكرة القدم بمبدأ المساءلة والمحاسبة؟
بالتأكيد، لست هنا في حاجة للإجابة عن هذا السؤال، فالجميع يعرف كيف يتم التعامل مع مثل هذه المواضيع من قبل مجلس إدارة الإتحاد.
من قبل كانت لجنة المسابقات، ثم اللجنة الإعلامية، وآلان جاء الدور على لجنة الإستثمار لإبهارنا بأحدث الطرق والإبتكارات في عالم التسويق!
ما هو الهدف الذي يسعى إليه مستثمرٍ ما حينما يدخل في صفقة شراكة مع إحدى الجهات؟
بالطبع، هو يبحث عن ما يعود إليه بالفائدة، عاجلاً أو آجلاً، بغض النظر إذا ما كان يستهدف العائد المالي أو المعنوي وما يسهم في تحسين صورته.
لكن، الوضع هنا، يبدو محتلفاً تماماً وتبدو الأضرار أكثر من الفوائد بالنظر إلى ما حدث في مباراة أولمبيك الرنك وهولي فاميلي رومبيك في بطولة دوري جنوب السودان الممتاز.
هذه المشاهد، قادتني لطرح الكثير من التساؤلات التي ظلت بدون إجابة حتى الآن.
الواقع ان هذه المشاهد تعتبر أضرارها على الإتحاد ولجنة الإستثمار أكثر، بل انها تبدو كافية تماماً لهدم أي تقدمٍ يشهده هذا الملف الحساس، خصوصاً انها تأتي في وقتٍ يُنادي فيه الإتحاد بضرورة الإستثمار في الرياضة.
مع ذلك، فإن السؤال الأكثر إلحاحاً وأهميةً هو: هل تم فسخ العقد الموقع بين الإتحاد وشركة بيبيتو كوتش؟
لا أعرف.
لكن، كل المعطيات تشير إلى انه لا يزال سارياً بدليل الإستمرار في تقديم جائزة نجم المباراة على غرار ما حدث في مباراة أولمبيك وهولي فاميلي والهلال ونايل سيتي.
لذا، إذا كنت مسؤولاً في الشركة لطالبت بتوضيح مكتوب بخصوص ما حدث في مباراة أولمبيك وهولي فاميلي من قبل الإتحاد ممثلاً في لجنة الإستثمار.
ببساطة، لأن هذا سيكون كافياً للإجابة عن ما حدث، وإذا ما كان ذلك مقصوداً ورسالة أرادت اللجنة إرسالها لي أم حدث بشكل غير مقصود.
لكن، بالنظر إلى وجود أمثلة وشواهد على طريقة التعامل مع المستثمرين والشركات، فإن هذا يبدو شيئاً طبيعياً ولا يبدو بأنه سيتم التحقيق فيه أو الخروج بتوضيح بخصوص ما حدث.
بالطبع، الشواهد تعتبر كثيرة جداً. فقط، يكفي الإشارة إلى ما حدث في الموسم الماضي بنقل المرحلة الأخيرة من بطولة دوري جنوب السودان الوطني من جوبا إلى واو دون إخطار الشركة الراعية، بالإضافة إلى ما حدث في إفتتاح إستاد جوبا الوطني.
أي مستثمر قد يُقدم على خطوة جريئة، مثل هذه، بالإستثمار في كرة القدم في جنوب السودان في ظل هذه البيئة الطاردة؟
نتحدث عن بيئة لا يتوفر فيها الحد الأدنى والمقبول لجذب ودفع المستثمرين والشركات لمجرد التفكير في إتخاذ هذه الخطوة فقط، ناهيك عن التفكير في إتخاذها وجدوى ذلك.
ثم، بعد كل هذا، نتساءل بسذاجة، عن سبب رفض الشركات والمستثمرين الإنخراط في الرياضة والإستثمار فيها.
لا عجب، إذا ظل المستثمرين ورجال الأعمال يرفضون التفكير في إتخاذ هذه الخطوة في المستقبل القريب في ظل هذه الأوضاع والبيئة الطاردة.
لكن، ما يمكن التأكيد عليه، ان بطولة دوري جنوب السودان الممتاز جاءت لتؤكد، تكشف، وبوضوح مدى ضحالة فكر وضعف الكثير من اللجان في الإتحاد.