يعجبني شول بيتر حبيبو بمهارته، ويطربني جوزيف معليش بموهبته، وإن أضفت لهذا الثنائي المزيد، فهنالك توماس تونق وبقية أخرى لا تزال هي التأكيد على أن كرة القدم في جنوب السودان ولادة ومعينها لا ينضب.
هؤلاء نرى فيهم بعضاً من ملامح المستقبل، ولن أقول كل المستقبل لكون ذلك مرهوناً بمدى القدرة على ثبات المستوى، وحيوية العطاء الفني والمهاري للاعب.
في كل عام تنجح الأندية في إبراز العديد من المواهب وتجيد في صناعتها، وهذا دليل على أن لدينا المقومات في بناء كرة قدم فاعلة، ومؤثرة، ومنافسة سواء على صعيد النادي أو على صعيد المنتخب الوطني.
بالطبع لا نختلف حول حالة الضعف التي أفرزت لنا نتائج غير مقبولة في السنوات الأخيرة، لكننا على عكس هذا، نتفق جميعاً على حقيقة أننا لم نحسن عملية توظيف وصقل مثل هذه المواهب، والسير بها في مسارها السليم، والسبب في تصوري يعود إلى قصور النظرة والتخطيط الفني غير سليم الذي تأثر كثيراً بقرارات التغيير في منظومة التدريب.
ذلك أن النادي ما إن يبدأ في الإستقرار، فيصدر قرر إلغاء عقد المدرب وجلب بديل آخر يأتي ليعصف بكل مكتسبات المرحلة، ويبدأ من نقطة الصفر حال ذلك في النادي كحال الوضع في المنتخب وهكذا.
دورينا ليس بتلك القوة كما يعلم الكل ومجال كرة القدم رحب وواسع وجغرافيتنا كبيرة وهذه تعد مقومات إيجابية لبناء كرة محترفة وقوية، لكن السؤال هل طبيعة العمل المحيط بهذه المقومات يأخذ صفة التكامل والإيجابية أم أنه على النقيض سلبياً ؟
أعتقد بأن الجزء الأخير من السؤال هو أقرب للصواب، فالأندية تعمل والمحيطين بالمنتخبات يعملون، لكن صلة الربط بين الوضعين يبقى غير سليم حتى اللحظة، ومن هذا المنطلق أقول تلك المواهب التي نراها اليوم قد يصبح مصيرها نفس المصير الذي آلت إليه قائمة كبيرة تفاءلنا بنجوميتها، لكننا في الأخير صدمنا بنهايتها، والسبب، يكمن أولاً وأخيراً، في (وضع عام) يحتاج للكثير من الجهد والعمل والبناء والإحترافية.
عموماً أتمنى هذه المرة أن يكون لهذه المواهب البارزة في دورينا اليوم قدرة على تغيير الصورة الفنية لمنتخباتنا في القادم، بدايةً من التصفيات التي نلعبها الآن وانتهاءاً بكأس الأمم الإفريقية.
إن كتب لنا التأهل، فذلك هو الأمل والأمنية التي تراودنا.