تنطلق، اليوم، في كل من أويل وجوبا والرنك لاحقاً، النسخة الثالثة عشر من بطولة كأس جنوب السودان الوطني في وقتٍ يتوقع فيه المنافسة على التتويج باللقب أكثر صعوبةً وتعقيداً وإثارةً هذا الموسم.
مع ذلك، فإنه يتوقع أن ينحصر سباق المنافسة على التتويج بلقب بطولة كأس جنوب السودان الوطني لهذا الموسم بين كل من المريخ بانتيو، جاموس جوبا، الهلال واو، وسوبر ستارز بور بدرجاتٍ متفاوتة وغونزاكا رومبيك بدرجة أقل.
بالطبع، هذا لا يعني إستبعاد إحتمالية حدوث مفاجئة غير متوقعة، إلا أن هذه الفرق الأربعة تعتبر الأقوى والأفضل والأوفر حظاً للتتويج بلقب هذه النسخة من البطولة.
المريخ بانتيو.. الطامح للصعود إلى منصات التتويج القومية
صحيح أن فريق المريخ سيكون عليه مواجهة الكثير من الصعوبات والتحديات وإيجاد طريقةً للتغلب عليها من أجل التتويج باللقب بدايةً من تخطي عقبة منافسه ميشيون ياي في الدور الأول من البطولة ومن ثم التأهل إلى الدور الثاني وبعدها الفوز في المواجهة الفاصلة لتحديد بطل المجموعة الثانية في جوبا والتأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة.
لكن، ما لا يمكن إخفاؤه أن الفريق يعتبر الأقوى والأفضل والأوفر حظاً للتتويج باللقب هذا الموسم بالنظر إلى المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها في جميع المسابقات منذ الموسم الماضي بعدما نجح في التتويج بالثنائية المحلية في بانتيو ووصل إلى مرحلة متقدمة في هذه البطولة قبل أن يحقق إنجازه الأكبر بالحلول وصيفاً في بطولة الدوري الوطني.
بالطبع، نجاحات الفريق لم تتوقف هنا فقط، بل أضاف إليها تتويجه بلقب بطولة كأس جنوب السودان المحلي في بانتيو لهذا الموسم، للمرة الثانية على التوالي، ليعود للمشاركة في هذه البطولة القومية وهو أكثر رغبةً وعزيمةً وإصراراً للتتويج بها في وقتٍ يتصدر فيه جدول ترتيب بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في بانتيو لهذا الموسم برصيد 28 نقطة بعد مرور 11 جولة على إنطلاقة البطولة.
ما يجعل من الفريق صاحب الحظوظ الأوفر للتتويج باللقب هو الثورة التي قام بها هذا الموسم بعدما قامت إدارته بثورة كبيرة من خلال إعادة بناء الفريق بالكامل من خلال التخلص من أغلب اللاعبين الذين كانوا قد قادوه للنجاحات والإنجازات في الموسم الماضي وتعاقده مع عناصر أغلبها من النجوم الدوليين والذين سبق لهم خوض تجارب أكبر من تلك التي تتوفر لدى جميع اللاعبين في بقية الفرق المشاركة في هذه البطولة.
نتحدث، هنا، عن فريق قام بتدعيم وتعزيز صفوفه في آخر نافذتي إنتقالات بالتعاقد مع عناصر سبق لها المشاركة في الكثير من البطولات الأفريقية على مستوى الأندية والمنتخبات على غرار جمعة جينارو، أتير توماس، دومينيك أبوي، أقوير جوزيف، كلمنت بيدو «قوري»، عمر صالون، شريف تفاحة، أوموت سبت، وغيرهم.
كل هذا، مع عدم تناسي حقيقة أنه يقوده جهاز فني يتمثل في كل من المدرب جون كندو ومساعده ريتشارد جاستن في وقتٍ قامت إدارته بصرف الكثير من المبالغ الطائلة من أجل تحقيق حلم التتويج بإحدى البطولات القومية.
لذا، فإن أي شيء آخر يحققه الفريق في هذه البطولة بإستثناء تتويجه باللقب سيكون بمثابة فشلاً ذريعاً تماماً للمشروع الطموح للنادي الذي يتطلع لتحقيق حلم التتويج ببطولة قومية.
الهلال واو.. الكبير الذي يتسلح بالعراقة والتاريخ للتتويج بلقبه المفضل
بعد إخفاقه في التتويج بأي من البطولات المحلية في واو في الموسم الماضي وخسارته لقبي الكأس والدوري لصالح كل من المريخ والسلام، فإن الهلال يعود للمشاركة في بطولة كأس جنوب السودان الوطني لهذا الموسم في وقتٍ يعتبر فيه التتويج باللقب هدفه الأول الذي لا يريد التنازل عنه ولن يقبل بأقل منه.
الهلال يعود للمشاركة في بطولته المفضلة في وقتٍ يعتبر فيه أكثر الأندية المشاركة فيها تحقيقاً للنجاحات والإنجازات فيها، خصوصاً بعدما كان قد توج بلقبها في الموسم الماضي.
الفريق يعود للمشاركة في هذه البطولة في وقتٍ يعيش فيه فترة مميزة للغاية على صعيد الأداء والنتائج في جميع المسابقات هذا الموسم، إذ نجح بطريقة دراماتيكية في التتويج بلقب بطولة كأس جنوب السودان المحلي في واو لهذا الموسم بعدما كان قد خرج منها قبل أن يعود إليها بعدما كسب الشكوى التي كان قد تقدم بها ضد سانتوس بسبب عدم قانونية مشاركة أحد لاعبي الأخير في مباراتهما في الدور ربع النهائي من البطولة ليعود ويكمل مشواره في البطولة بالفوز باللقب بعدما تغلب على منافسه التقليدي والأزلي الغزالة في النهائي.
ما هو أهم من كل ذلك، أنه يتصدر جدول ترتيب بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في واو لهذا الموسم بفارق كبير عن أقرب مطادريه ومنافسيه المباشرين على التتويج باللقب ولا يزال يحتفظ بسجله خالياً من الهزائم في جميع المسابقات منذ بداية الموسم ويعتبر مرشح، أيضاً، للتتويج بلقب الدوري المحلي وإنهاء الموسم بالتتويج بالثنائية المحلية في واو هذا الموسم.
الفريق يتسلح بمجموعة مميزة للغاية من اللاعبين وبقيادة مدربه موسى دينق أتيم الذي يخوض مغامرته التدريبية الأولى على الإطلاق بالبلاد وبجهاز فني يضم إلى جانبه مدرب اللياقة البدنية برين جورج وهو ما يجعل من الهلال أحد أقوى المرشحين للتتويج بلقب هذه البطولة.
الواقع أن الفريق وبما لديه من قدرات وإمكانيات وعراقة وتاريخ وخبرات قادر على الذهاب بعيداً في سباق المنافسة على التتويج باللقب والإستمرار في كتابة التاريخ من خلال العودة إلى منصات التتويج القومية والفوز بلقبه المفضل، إلا أنه سيكون عليه أولاً مواجهة التحديات والصعوبات العديدة التي تنتظره في هذه البطولة بدايةً بتخطي عقبة منافسه السكة حديد أويل في الدور الأول من البطولة.
جاموس جوبا.. الذي يقوده الطموح للإستمرار في كتابة التاريخ
بغض النظر عن الطريقة التي سينتهي بها هذا الموسم بالنسبة إلى جاموس، إلا أنه يمكن التأكيد على أنه سيبقى واحداً من المواسم التاريخية والتي ستظل خالدة في الذاكرة والأذهان بالنسبة إلى الكثيرون في النادي على الإطلاق بسبب الإنجاز الكبير الذي كان قد حققه هذا الموسم بعد تتويجه بلقب بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا، للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح بذلك أول نادٍ ينافس في بطولة دوري الدرجة الثانية في جوبا ينجح في التتويج بلقب هذه البطولة.
مع ذلك، فإنه لا يبدو بأن هناك أحداً في النادي إطلاقاً يرغب في أن يتم تذكرهم بذلك الإنجاز فقط بالنظر إلى المعطيات الماثلة حالياً، خصوصاً بعد المشاركة التاريخية في بطولة مابيندوزي الدولية الودية التي إستضافتها زنزبار، مؤخراً، في الفترة بين يومي الثامن والعشرين من شهر ديسمبر وحتى الثالث عشر من شهر يناير الجاري.
لا بد من أن الكثيرون في جاموس يرغبون في مطاردة أحلامهم وطموحاتهم والذهاب إلى أبعد مدى ممكن، خصوصاً في ظل النتائج والمستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها الفريق في جميع المسابقات منذ بداية الموسم ونجاحه في التتويج بلقب بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا وتصدره لجدول ترتيب المجموعة الثانية في بطولة دوري الدرجة الثانية في جوبا لهذا الموسم وقيادته سباق المنافسة على خطف إحدى بطاقتي الصعود إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم.
جاموس وقع بالفعل على موسم تاريخي وإستثنائي من خلال نجاحه في التتويج بلقب الكأس وقيادته سباق المنافسة على حجز إحدى بطاقتي الصعود إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم في وقتٍ حافظ فيه على سجله خالياً من الهزائم محلياً، إلا أنه يمكن التأكيد على أن النادي لم يكتفي بكل ذلك، بل يرغب في مطاردة حلم المنافسة على التتويج بلقب بطولة كأس جنوب السودان الوطني لهذا الموسم في مشاركته التاريخية الأولى فيها.
صحيح أن الفريق يعتبر أقل خبرةً وتجربةً مقارنةً ببقية المرشحين على التتويج باللقب على غرار الهلال واو والمريخ بانتيو، إلا أنه يتسلح بعامل الرغبة في الإستمرار في كتابة التاريخ وملاحقة حلمه ومحاولة تحقيق مفاجأة جديدة من خلال التتويج بلقب هذه البطولة على غرار ما حدث هذا الموسم بتتويجه بلقب الكأس في جوبا.
الواقع أن الفريق لديه من القدرات والإمكانيات والخبرات ما يجعله أحد أقوى وأفضل وأكثر الفرق حظوظاً للتتويج بلقب البطولة هذا الموسم، إذ يعول على جهازه الفني الذي يقوده كل من جون ألير وكندي سنترلينو ومجموعة مميزة للغاية من اللاعبين الدوليين السابقين والحاليين بقيادة كل من مايكل ماركو، عمر مايكل لواتي، إيزاك يودا، بنجامين لاكو، كاربينو كواي، إزبون معليش، يوسف مرسال، وهداف بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم: يوحنا فاولينو.
سوبر ستارز بور.. الذي يسعى لمحاكاة نجاحات نده التقليدي
سوبر ستارز بور يعود للمشاركة في البطولات القومية من خلال بطولة كأس جنوب السودان الوطني لهذا الموسم في وقتٍ يتطلع فيه الكثيرون في النادي للذهاب بعيداً والمنافسة بجدية على التتويج باللقب ومحاكاة ذات النجاحات والإنجازات التي كان قد حققها غريمه الأزلي ونده التقليدي السلام في الموسم الماضي.
سوبر ستارز يعود للمشاركة على المستوى القومي بعدما إبتعد عنها في الموسم الماضي بعد هيمنة السلام على جميع البطولات المحلية والقومية من خلال تتويجه بثنائية الدوري والكأس في بور ودوري جنوب السودان الوطني وكأس سوبر جنوب السودان الوطني، ما يجعله يطمح في مشاركته في هذه البطولة لمحاولة السير على ذات الخطى.
صحيح أن سوبر ستارز يعود للمشاركة في هذه البطولة في وقتٍ لا تصب فيه الترشيحات في صالحه على غرار بقية الفرق المشاركة في هذه البطولة، خصوصاً أنه يعود للظهور على المستوى القومي بقائمة أضعف وأقل بكثير مقارنةً بالتي كانت موجودة لديه في الموسم الذي كان قد توج فيه بالثنائية المحلية.
مع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أنه لا يزال يحتفظ بمجموعة مميزة للغاية من لاعبيه الأساسيين والمؤثرين بقيادة قائده دينقو ونجم منتخب جنوب السودان مبيور روبن في وقتٍ تبدو فيه الرغبة في محاولة كتابة التاريخ كبير للغاية لدى الكثيرون في النادي حالياً.
حتى مع تضاءل فرص تتويجه باللقب، إلا أن الواقع يشير إلى أنه لا يمكن إطلاقاً إستبعاد الفريق من سباق المنافسة على التتويج باللقب في ظل الخبرات العديدة التي راكمها في مشاركاته الماضية على المستوى القومي.
غونزاكا رومبيك.. الذي يتطلع لإنهاء مغامرته بالتتويج باللقب
غونزاكا، بطل مسابقة كأس جنوب السودان المحلي في رومبيك في الموسمين الماضيين، يعود للمشاركة في بطولة كأس جنوب السودان الوطني لهذا الموسم في وقتٍ يأمل فيه إنهاء مغامرته ومشاركته فيها بشكل أقوى وأفضل من الذي كان قد ظهر به فيها في الموسم الماضي.
الفريق كان قد أنهى مشاركته المثيرة للجدل في البطولة في الموسم الماضي في المركز الرابع في جدول الترتيب العام بعدما خسر مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع من أمام السلام أويل في وقتٍ كان قد خسر فيه بطاقة التأهل الثانية إلى النهائي بالفعل بعد خسارته من أمام نجوم الصومعة الرنك الذي حل وصيفاً في النهاية.
لكنه، يعود للمشاركة فيها هذا الموسم وهو أكثر رغبةً وإصراراً على إنهاء مغامرته من خلال التتويج باللقب ويبدو مستعداً أكثر من أي وقتٍ مضى لتحقيق ذلك.
مع ذلك، فإن مهمته في الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في البطولة هذا الموسم والمنافسة على التتويج باللقب تعتبر أكثر صعوبةً وتعقيداً مقارنةً بما كان عليه الوضع في الموسم الماضي، خصوصاً مع فقدانه عدد كبير من لاعبيه الأساسيين والمهمين والمؤثرين الذين قادوه للحلول رابعاً في البطولة في الموسم الماضي بسبب رحيلهم وإنضمامهم إلى أندية أخرى في وقتٍ ستكون فيه المنافسة على حجز إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة في غاية الصعوبة والتعقيد.
صحيح أن غونزاكا سيبدأ مشواره في الدور الأول من البطولة بمواجهة الفائز من المواجهة الفاصلة بين فريقي وولفز تونج وبورتيت يونايتد يرول، إلا أن مهمته في التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة لن تكون سهلة إطلاقاً وسيحتاج إلى الظهور بشكل أقوى وأفضل.