لماذا يعتبر الحرية مرشحاً للصعود إلى دوري الأضواء؟

237 مشاهدة

فريق الحرية لعب العديد من المباريات الصعبة والقوية والمعقدة والمهمة للغاية طوال الأسابيع القليلة.

مع ذلك، فإن مباراته أمام الناصر، اليوم، في قمة مباريات الجولة الرابعة عشر في بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا لهذا الموسم، تعتبر الأهم على الإطلاق بالنسبة له هذا الموسم تحت قيادة مدربه شارلس جون «مورينيو» ورئيسه د. جوزيف ماندي بالقياس على مدى صعوبتها وأهميتها ونتيجة مباراة الدور الأول.

الواقع أن هذه المواجهة تعتبر بمثابة المفتاح الأهم لتحديد مسار موسم الفريق بأكمله بسبب أنها تأتي في وقتٍ يقترب فيه أكثر من أي وقتٍ آخر من حجز بطاقة التأهل إلى سنتر ليغ الصعود إلى دوري الأضواء ومع قرب نهاية البطولة، خصوصاً أنه يعتبر كواحد من أقوى وأفضل المرشحين للصعود إلى دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا في نهاية الموسم.

لكن، الأهم من كل ذلك، أنه تعتبر هناك العديد من الأسباب التي تجعله مرشح بقوة لصعود إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم.

الإستقرار الإداري

يبدو لافتاً، حقاً، حجم الإستقرار الإداري الكبير الذي يشهده نادي الحرية حالياً منذ تولي ماندي رئاسته.

الواقع، أنه حتى مع بروز رئيسه دكتور جوزيف ماندي على المشهد الإعلامي والرياضي أكثر، إلا أن ذلك لا يخفي حجم الإستقرار الإداري والعمل والمجهود الكبير الذي يشهده النادي ويقوم به مجلس إدارته بدايةً من مستشاره وحتى أصغر عضو.

ذلك يبدو واضحاً تماماً في حقيقة إدراك الجميع في مجلس إدارة النادي لأدواره ومهامه وقيامه بها على أكمل وجه والتعاون والعمل بشكل جماعي من أجل تحقيق الهدف الأسمى والأكبر المتمثل في الصعود إلى دوري الأضواء.

هذا ينظر إليه على أنه بمثابة المفتاح الرئيسي والعامل الأهم في حجم النجاح الذي يشهده فريق كرة القدم هذا الموسم، خصوصاً في ظل التجهيزات الكبيرة التي قام بها مجلس الإدارة بدايةً من التحضير لإنطلاقة موسم 2023/24 بمعسكر تحضيري قصير في تركيكا ومن ثم الحرص على توفير كافة معينات النجاح وتهيئة الظروف المثالية للجهاز الفني واللاعبين من أجل التركيز على تقديم أفضل ما لديهم وقيادة الفريق على تحقيق حلم الصعود إلى دوري الأضواء.

النتيجة الطبيعية لكل ذلك كانت إقتراب الفريق كثيراً من حجز بطاقة التأهل إلى سنتر ليغ الصعود متصدراً لمجموعته وحفاظه على سجله خالياً من الهزائم بعد مرور 13 جولة على إنطلاقة البطولة.

الرهان الذي لا يخيب أبداً

لم يكن هناك أحداً ليصدق هذا الأمر الواقع إذا ما كان قد قيل له ذلك حينما تولى مورينيو مهمة ومسؤولية تدريب الفريق في بداية الموسم.

الحرية كان قد أعلن حينها عن توقيعه عقداً مدته عام واحد مع مورينيو على أن يتولى إيزاك منصب المدير الفني، ومحمد أحمد مدرب اللياقة البدنية.

بإختصار، لقد كان هناك الكثير من الجدل والشكوك والتساؤلات التي كانت قد أثيرت حول هذه الخطوة، خصوصاً مع تصاعد أسهم مورينيو بعد نجاحه في قيادة منتخب جنوب السودان تحت 20 عام للحلول وصيفاً في بطولة شرق ووسط أفريقيا «سيكافا» والتأهل إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2023 في مصر في وقتٍ كان فيه الحرية ينافس في دوري الدرجة الثانية ويفتقر إلى الإستقرار الفني.

لكن، كل تلك الضجة توقفت تماماً بعد التصريحات التي خرج بها كل من ماندي ومورينيو بعد الإعلان عن التعاقد، إذ قال مورينيو حينها في تصريحات لـ «هاتريك24» إن الحرية يعتبر نادٍ كبير ولديه الكثير من الطموحات المتمثلة في الصعود إلى دوري الأضواء والذهاب بعيداً في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا.

في المقابل، كانت تصريحات ماندي واثقة تماماً بعدما أكد على صحة قرارهم ووصف قرار التعاقد مع مورينيو بأنه الأفضل بسبب أنه يعتبر واحداً من أفضل المدربين في جنوب السودان بالنظر إلى النجاحات التي حققها طوال مسيرته التدريبية وقدراته وإمكانياته التدريبية.

ماندي كان قد بدا واثقاً حينها من صحة قرار مجلس إدارته من خلال تأكيده على قدرة مورينيو على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم المتمثلة في المنافسة على الصعود إلى دوري الأضواء.

بالطبع، مورينيو لم يوعد بشيء حينها بقدر ما كشف عن حاجتهم إلى بعض الوقت من أجل الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات بسبب التغييرات العديدة التي كان قد شهدها الفريق في الفترة الأخيرة وحاجتها إلى الإنسجام والتفاهم.

اليوم، وبعد مرور 13 جولة على إنطلاقة البطولة ومع إقتراب النادي من حجز بطاقة تأهله إلى سنتر ليغ الصعود، فإنه يبدو واضحاً السبب الذي يجعل من الحرية فريقاً مرشحاً بقوة للصعود إلى دوري الأضواء.

الواقع أن الجهاز الفني للحرية بقيادة مورينيو قد نجح بطريقةً ما في إيجاد التوازن اللازم والمطلوب والتحدي وهو ما يبدو ماثلاً في تصدره لجدول ترتيب أندية المجموعة الأولى برصيد 31 نقطة حالياً.

الميركاتو

الحرية كان قد عرف عنه في السنوات القليلة الماضية إبرامه للكثير من التعاقدات في كل فترة إنتقالات في محاولات سعيه الدؤوبة للتأهل إلى دوري الأضواء ولم يكن هذا الموسم إستثناءً.

صحيح أن الفريق كان قد قام بالتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين في فترة الإنتقالات الرئيسية والتكميلية هذا الموسم، إلان أن الفارق يبدو واضحاً للغاية عند النظر إلى اللاعبين الذين تعاقد معهم هذا الموسم وفي السنوات القليلة الماضية.

الواقع أن النادي قد نجح في إدارة سوق الإنتقالات الرئيسية والتكميلية بذكاء وطريقة مميزة للغاية جعلته يقدم مستويات قوية ومميزة ومبهرة للغاية، إذ قام بتدعيم وتعزيز صفوفه في المراكز التي كان يحتاج فيها إلى توفير العمق اللازم والمطلوب وإضافة بعض الخيارات القادرة على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منها وصناعة الفارق.

ماندي كان قد صرح لـ«هاتريك24» في بداية الموسم بأنهم يعملون على ظهور الحرية بشكل مختلف تماماً عن السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أن سبب تعاقدهم مع الكثير من اللاعبين يعود إلى رغبتهم في حل المشاكل التي كان يعاني منها الفريق في معظم خطوطه.

اليوم ومع تبقي أربعة جولات على نهاية البطولة، فإنه يبدو واضحاً تماماً حجم الإضافة اللازمة التي قدمها الوافدين الجدد إلى الفريق ومدى تأثيرهم وإسهامهم في حملته في التأهل إلى دوري الأضواء هذا الموسم، إذ قدم جميع اللاعبين الذين تعاقد معهم في فترة الإنتقالات الرئيسية والتكميلية مستويات قوية ومميزة للغاية بدايةً من الحارس مشاكوس، عبدو، دانييل تاب، رمضان، فايزو، مارتين صامويل، شير، سابرايس، وغيرهم.

الواقع أن معظم هؤلاء اللاعبين يعتبرون من العناصر الرئيسية والمهمة للغاية حالياً بسبب الدور الكبير والمهم الذي لعبوه في إنتصارات الفريق التي وصلت إلى تسعة مقابل أربعة تعادلات في وقتٍ يعتبر فيه صاحب أقوى خط هجوم برصيد 31 هدفاً ودفاع بـ 5 أهداف فقط.

مورينيو كان قد دعا إلى عدم التخوف وطمأن الجميع في الحرية في بداية الموسم من خلال تأكيده على أن التغييرات التي شهدها النادي تعتبر طفيفة وهو ما يبدو ماثلاً في حجم النجاحات والمستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها الفريق حتى الآن.

حقبة ذهبية

مع الدور الكبير الذي قام به مجلس إدارة النادي بقيادة رئيسه ماندي ومدربه مورينيو والنظر إلى المعطيات الراهنة، فإنه يبدو واضحاً للغاية بأن الحرية يعيش حقبة ذهبية تاريخية حالياً.

الواقع أن الحرية قد ظهر في إيجاد المعادلة الصعبة من خلال تقديم مستويات مميزة ومبهرة للغاية مصحوبة بالنتائج في وقتٍ يبدو فيه قادراً تماماً على تخطي هذه الفترة الصعبة والمصيرية والحاسمة من الموسم والصعود إلى دوري الأضواء.

الحرية ظهر هذا الموسم كفريق صعب للغاية وقادر على الفوز على أي خصم يلعب ضده، خصوصاً بعدما إستعاد هيبته وهو ما يبدو ماثلاً في فوزه في تسعة وتعادله في خمس من أصل 14 مباريات لعبها في جميع المسابقات هذا الموسم.

كل هذا، مع عدم تناسي حقيقة أن الأرقام تشير إلى نجاح خط هجومه في تسجيل 31 هدفاً وإستقبال شباكه لخمس ما يجعله صاحب أقوى خط دفاع وهجوم في المجموعة الأولى.

ليس ذلك فحسب، بل أن الأرقام تشير إلى تفوقه على جميع الفرق التي واجهها في البطولة هذا الموسم وهو يعتبر مرشحاً بقوة لتكرار هذا الأمر مع الناصر الذي كان قد فشل في تحقيق الفوز عليه في مباراتهما في الدور الأول.

الفريق بدا قادراً تماماً على تخطي جميع العقبات والتحديات التي تواجهه على جميع الأصعدة ويعرف جيداً ما يتطلبه الأمر لتحقيق الفوز حتى حينما يكون سيئاً ولا تسير الأمور لصالحه في بعض المباريات.

الواقع أن المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها الفريق منذ بداية الموسم تجعل منه مرشحاً بقوة للصعود إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم، خصوصاً بعدما ثبت عدم إعتماده على لاعب معين وإعتباره على أنه نجم الفريق وهو ما بدا ماثلاً في السماح لقائده إيمانويل لوما بالرحيل والإنضمام إلى صفوف جاموس.

ليس ذلك فحسب، بل أنه يصعب حالياً النظر إلى لاعب واحد والإشارة إليه على أنه نجم الفريق، إذ يقدم الجميع في صفوف الفريق بدايةً من حارس المرمى إلى خط الهجوم مستويات مميزة ومبهرة للغاية في وقتٍ أصبح فيه جميع اللاعبين تحت الأضواء والمراقبة من أجل ضمهم إلى صفوف المنتخبات الوطنية المختلفة لجنوب السودان على غرار ما حدث مؤخراً مع مشاكوس لمنتخب تحت 18 عام، دومينيك رياك مع منتخب تحت 20 عام، وسيغالي إسماعيل مع المنتخب الأول.

أكثر من هذا، أنه ثمة مفارقة أخرى تتمثل في حقيقة أن حتى اللاعبين البدلاء ينظر إليهم حالياً على أنهم نجوم الفريق بسبب قدرتهم على صناعة الفارق وتقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منهم وقيادة الفريق إلى تحقيق الإنتصارات حينما يحتاج إليهم بسبب عدم ضمان أي لاعب لموقعه في التشكيلة الأساسية على غرار ما حدث في الفترة الأخيرة.

حسناً، حتى الآن يصعب حقاً معرفة حارس المرمى الأساسي للفريق من بين الثلاثي تايقر ونيكولا ومشاكوس في وقتٍ لا يعتبر فيه هناك لاعباً ضامناً لموقعه في التشكيلة الأساسية في خط الوسط في ظل إتاحة الفرصة لجميع اللاعبين وفقاً لمعطيات كل مباراة وهو ما ينطبق على خط الوسط والهجوم أيضاً.

مع وجود مجموعة مميزة للغاية من اللاعبين على غرار رامي، مجاك، شول، تاب، ديفيد ديريك، دانيال بوسو، صبري، لورومو، عبدو، رمضان، جاستن، مارتن صامويل، شير، سيغالي، فايزو، دوغلاس، بول، سابرايس، وغيرهم، فإنه يبدو واضحاً للغاية بأن الفريق يمتلك جيل مميز للغاية ويعيش حقبة ذهبية يتطلع الكثيرون لرؤيتها تنتهي بصعوده إلى دوري الأضواء.

الدعم الجماهيري

يعتبر الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به الفريق في جميع مبارياته في مختلف الملاعب واحداً من أسباب تفوقه وإعتباره واحداً من أقوى وأفضل وأوفر المرشحين حظاً للصعود إلى دوري الأضواء هذا الموسم.

هذا بداو اضحاً في جميع المباريات التي لعبها الفريق في مختلف مبارياته في جميع الملاعب هذا الموسم، إذ أصبح معتاداً مشهد رؤية الجماهير تقوم بالتجول داخل جوبا في مختلف الملاعب وراء فريقها من أجل تشجيع ومؤازرة اللاعبين وحثهم على تحقيق الإنتصارات.

بالطبع، هذا لا يعتبر مفاجئاً إطلاقاً بالنظر إلى تشديد الجميع في الفريق على مدى أهمية الجماهير وحاجة الفريق إليها من أجل تحقيق أهدافه وتطلعاته وهو ما بدا واضحاً في تصريحات كل من ماندي ومورينيو واللاعبين.

مورينيو كان قد قال في تصريحاته في بداية الموسم بأن الحرية سيكون قادراً على تحقيق أهدافه في ظل الدعم والدور الكبير الذي يقوم به مجلس إدارة النادي والجماهير وهو ما عاد وأكد عليه في أكثر من مناسبة.

ماندي، أيضاً، لم يكن إستثناءً من هذا الأمر ودعا في أكثر من مناسبة الجماهير إلى مؤازرة الفريق والوقوف خلفه والرفع من معنوياتهم، إذ كان قد صرح في شهر سبتمبر الماضي بأن دور الجماهير يعتبر مهماً للغاية ولا يقل أهميةً عن دورهم في مجلس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين من خلال حضورهم في تدريبات الفريق ورفع معنويات اللاعبين وحرصهم على تشجيعهم.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: