لماذا يجب على جاموس القلق من مواجهة البركان

111 مشاهدة

جاموس سيواجه منافسه البركان، اليوم، بملعب بلك، في بطولة كأس جنوب السودان الوطني في وقتٍ يعتبر فيه مرشحاً بقوة لتخطي عقبة منافسه، وضع قدماً في النهائي قبل مباراة الإياب بالنظر إلى الفوارق الكبيرة للغاية بين الفريقين.

رغم ذلك، فإنه سيكون على الجميع في جاموس القلق من مواجهة البركان بالنظر إلى المستويات التي ظهر بها في البطولة حتى الآن والتي تجعله قادراً على تحقيق مفاجأة جديدة في النسخة الثالثة عشر من البطولة والخروج من اللقاء بنتيجة إيجابية تساعده على تأجيل حسم بطاقة التأهل إلى نهائي مباريات المجموعة الثانية في جوبا حتى مباراة الإياب.



ليس لديه ما يخسره

البركان سيدخل اللقاء بإعتباره الطرف الأضعف والأقل خبرةً وقدرةً وإمكانيات ومرشح للخسارة من أمام جاموس والخروج من البطولة من الدور الثاني بالنظر إلى الفوارق الكبيرة للغاية بين الفريقين على كافة الأصعدة.

مع ذلك، فإن هذا، ربما، يكون السيناريو الأنسب بالنسبة إلى الجميع في الفريق من أجل التمسك والإيمان بكامل حظوظهم الضئيلة في تحقيق المفاجأة والعمل على تحقيق الفوز على جاموس والتأهل إلى النهائي بسبب أنهم سيدخلون اللقاء غير مرشحين لتحقيق الفوز وسيلعبون بدون ضغوطات ولا يبدو بأن لديه ما يخسره.

هذا الأمر، ربما، يكون السلاح الأنسب والدافع الكبير الذي سيعمل الجميع في الفريق على إستغلاله بأفضل طريقةً ممكنة وبذل قصارى جهدهم وتقديم أفضل مستوياتهم من أجل تحقيق الفوز.


عدم الإستسلام

مباراة الإياب أمام كودولي في الدور الأول من البطولة كانت بمثابة تأكيداً على حقيقة أن كلمة الإستسلام غير موجودة تماماً في قاموس البركان، خصوصاً عند النظر إلى السيناريو الدراماتيكي الذي تأهلوا به إلى هذه المرحلة من البطولة.

فقط، يكفي الإشارة إلى أن البركان وبعدما كان مرشحاً بقوة لتكرار تفوقه على كودولي والفوز عليه بسهولة بالغة والتأهل إلى الدور الثاني من البطولة، فإنه وجد نفسه متأخراً في النتيجة بعد مرور دقيقتين فقط على إنطلاقة المباراة، ثم إستقبلت شباكه هدفاً ثانياً في الدقيقة 32، وإضطر للعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 42 بعد طرد مهاجمه المميز مايكل!

كل هذا، يضاف إليه حقيقة أن مدربه أديلينو كان قد قرر إراحة الثنائي أوبيني إدوارد ومزمل زاماني بسبب الإصابة ومعليش باتريك لأسباب فنية، بالإضافة إلى أن الفريق كان يقدم مستويات متواضعة ومخيبة للآمال تماماً وإرتكب لاعبيه الكثير من الأخطاء التي كلفتهم الحصول على عدد من البطاقات الصفراء بشكل ساذج وكان الإرتباك يسيطر على الكثير من لاعبيه!

لكن، ما حدث أن الفريق قد نجح في التغلب على كل تلك المشاكل والصعوبات والتحديات وعاد من بعيد ليقلب الطاولة على منافسه ويتعادل معه 2-2 قبل أن يسجل هدفاً ثالثاً إلا أن الحكم قد نقضه بداعي التسلل.

صحيح أن الفوارق تعتبر كبيرة للغاية بين جاموس وكودولي ويصعب حقاً تكرار مثل هذه العودة الدراماتيكية أمامه، إلا أن البركان قد أثبت بأنه خصم شرس وصعب المراس ولا يستسلم أبداً ويُقاتل حتى النهاية وهو ما سيجعل مهمة جاموس في تحقيق الفوز عليه في غاية الصعوبة والتعقيد.


دكة البدلاء

الفوارق تعتبر كبيرة للغاية وتميل الكفة لصالح جاموس بفارق شاسع عند عقد مقارنة بين العناصر المتوفرة لدى كل فريق، إلا أن أديلينو، المدير الفني لفريق البركان توريت، قدم درساً في كيفية إدارة المباريات والعناصر الموجودة تحت تصرفه والتعامل معها وفقاً لمعطيات كل مباراة على غرار ما حدث أمام كودولي.

بالطبع، قائمة الفريق تعتبر محدودة تماماً ويبدو مؤكداً بأن أديلينو سيقوم بالدفع بأفضل وأقوى قائمة لديه في مباراة اليوم، إلا أنه عرف عنه حسن إدارته لدكة البدلاء والدفع بعناصر قادرة على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منهم للفريق في الشوط الثاني حينما يكون بحاجة إليهم على غرار ما حدث، ذهاباً وإياباً، أمام كودولي.

الذي لا يمكن إيقافه

البركان ظهر منه العديد من اللاعبين الذين تألقوا وقدموا مستويات قوية ومميزة ومبهرة للغاية على غرار قائده أوليو قودفيري، مدافعه المميز سايمون عمر، لاعب الوسط ماثيو تعبان، هدافه مايكل، معليش باتريك، ومهاجمه البديل أوبيني إدوارد الذي أنقذه أمام كودولي ذهاباً وإياباً بنجاحه في التسجيل في المباراتين.

لكن، لاعب واحد فقط كان قد نجح في خطف الأضواء وستكون الأنظار شاخصة نحوه اليوم: مزمل زاماني.

زاماني أظهر حجم القدرات والإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها وقدرته على صناعة الفارق وتقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه وبرز على أنه يعتبر أحد أهم وأفضل اللاعبين في الفريق حالياً، إذ قدم 70 دقيقة في مباراة الذهاب كانت كافية لإقناع الفرنسي نيكولاس ديبوي، المدير الفني لمنتخب جنوب السودان، لإستدعاؤه إلى قائمة المنتخب بعدما سجل هدفاً في اللقاء وكان اللاعب الأبرز والأكثر خطورةً على مرمى كودولي.

بالطبع، هو لم يكتفي بكل ذلك، إذ وجد مدرب الفريق نفسه مضطراً للمغامرة والدفع به في الشوط الثاني في مباراة الإياب، رغم إصابته، في محاولة منه لإعادة الفريق إلى اللقاء وقلب الطاولة على كودولي وخطف بطاقة التأهل إلى الدور الثاني وهو ما نجح فيه بعدما تسبب في معاناة خط دفاع كودولي بمجرد دخوله وتوج نفسه نجماً للقاء بعدما صنع الهدف الثاني لزميله أوبيني إدوارد.
لذا، فإنه إذا ما كان في كامل جاهزيته الفنية والبدنية اليوم، فإنه سيكون قادراً على التسبب في الكثير من المشاكل لدفاع جاموس الذي يعيش فترة تراجع وإنهيار في الأداء مؤخراً.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: