لماذا فاز جنوب السودان على الكونغو؟

250 مشاهدة

من كان يتوقع نجاح منتخب جنوب السودان في الفوز على الكونغو برازافيل، في الكونغو، والظفر بثلاث نقاط غالية وثمينة بعد الفوز عليه 2-1؟ على الأرجح، قلة فقط كانت تتوقع ذلك.

منتخب جنوب السودان كان قد واجه العديد من الصعوبات والتحديات قبل مباراته مع الكونغو برازافيل في الجولة الثالثة من دور المجموعات في التصفيات المؤهلة للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة في ساحل العاج وأثير الكثير من الجدل والشكوك والتساؤلات بخصوص قدرته على الخروج من اللقاء بنتيجة إيجابية بسبب إختيارات الإيطالي ستيفانو كوزين، المدير الفني لمنتخب جنوب السودان، وطريقة سير الإعداد وتأخر المنتخب في السفر إلى الكونغو.

كل هذا يقود لطرح واحداً من أكثر الأسئلة إلحاحاً وأهميةً حالياً: لماذا فاز منتخب جنوب السودان على الكونغو برازافيل في الكونغو رغم كل ذلك.

هذا ما نحاول الإجابة عنه، هنا.

العزيمة والإصرار

كان هذا آخر ما تبقى لدى الجميع في المنتخب بعد الظروف والتحديات العديدة التي واجهوها قبل إنطلاقة هذه المرحلة من التصفيات، بالإضافة إلى الوضعية الصعبة التي كان يعاني منها المنتخب بعد ظهوره بشكلٍ متواضع ومخيب للآمال في الجولتين الماضيتين وخسارته من أمام مالي وغامبيا.

الرغبة والإصرار والعزيمة والدافع كان كبيراً للغاية لدى اللاعبين وهو ما أكد عليه بيتر مكير، قائد منتخب جنوب السودان، في تصريحاته في مطار جوبا الدولي قبل سفر بعثة المنتخب إلى الكونغو، إذ دعا اللاعبين إلى الإيمان بحظوظهم والتمسك بآمالاهم والقتال من أجل الفوز على الكونغو.

ذلك بدا جلياً وواضحاً للغاية في الأداء القوي والروح القتالية والحماس الذي لعب به اللاعبين وقتالهم من أجل الفوز على الكونغو في ملعبهم وأمام جماهيرهم، إذ لم يتوقفوا عن القتال واللعب من أجل الفوز حتى عندما إضطروا للعب بعشرة لاعبين بعد طرد بيتر مكير ذاته قبل ربع ساعة على نهاية اللقاء.

تلك الأشياء كانت بمثابة الدرس الذي تعلم منه اللاعبين وعملوا على تفاديه بعد الهزيمة الصعبة أمام مالي والتي خسرها المنتخب في أقل من عشرة دقائق فقط، إذ واصلوا القتال رغم كل شيء ونجحوا في تحقيق الفوز في توقيتٍ قاتل تماماً.

الرغبة في التغلب على التحديات

بالطبع، كان هذا واحداً من الأسباب الرئيسية التي قادت جنوب السودان للفوز على الكونغو، خصوصاً أن المنتخب كان قد واجه الكثير من الصعوبات والتحديات طوال فترة الإعداد التي سبقت هذه المباراة بدايةً من عدم الإعداد بشكلٍ جيد، الظهور بمستوى فني متواضع ومخيب للآمال في المباراة الودية أمام نجوم جوبا، التأخر في السفر إلى الكونغو، اللعب خارج الأرض وبدون جماهير، والإضطرار للعب بعشرة لاعبين لربع ساعة كاملة.

الفرصة الأخيرة

جنوب السودان كان قد دخل اللقاء وليس أمامه خياراً آخر سوى الفوز إذا ما كان يطمح للإبقاء على آماله وحظوظه في الإستمرار في التصفيات والمنافسة على حجز إحدى بطاقات التأهل إلى المرحلة المقبلة من التصفيات قائمةً حتى الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

جنوب السودان كان قد دخل اللقاء وهو يتواجد في المركز الأخير في جدول ترتيب مجموعته بصفر من النقاط بعدما خسر في أول جولتين في التصفيات من أمام مالي وغامبيا وكانت الخسارة ستقضي على آخر آماله في الإستمرار في التصفيات.

لذا، كان هذا بمثابة دافع وحافز أكبر بالنسبة إلى اللاعبين من أجل القتال على فرصتهم الأخيرة وتقديم كل شيء ممكن من أجل تحقيق الفوز والعودة من هناك بنقاط المباراة كاملةً.

«الأندردوغ»

حقيقة أن جنوب السودان قد دخل اللقاء بإعتباره الطرف الأضعف، مرشح لتلفي خسارة جديدة من أمام الكونغو، ظهوره بأداء متواضع ومخيب للآمال في مباراتيه أمام مالي وغامبيا، أنه لم يكن لديه ما يخسره إطلاقاً، وشبح الخروج من التصفيات مبكراً جعلته ينجح في تحقيق مفاجأة كبيرة للغاية من خلال تغلبه على الكونغو برازافيل في الكونغو وتحقيق فوزه الأول في التصفيات.

جنوب السودان إحتاج إلى الإيمان وإدراك واقع أنه يدخل اللقاء بإعتباره الطرف الأضعف وهو ما بدا ماثلاً من طريقة اللعب المتحفظة للغاية التي إتبعها المنتخب في فترات متفاوتة من اللقاء، إذ سيطر منتخب الكونغو على مجريات اللقاء وتحكم في إيقاع اللعب وإستحوذ على الكرة حتى وصل معدل إستحواذه إلى نسبة 75% في الكثير من فترات اللقاء.

ذلك يمكن تعضيده من خلال الإشارة إلى ترك جنوب السودان الكرة والإستحواذ لمنتخب الكونغو والإعتماد على الهجمات المرتدة وهو ما سمح له بتحقيق مفاجأة كبيرة والفوز على الكونغو في ملعبه وأمام جماهيره.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: