«كروان» الذي تم التعاقد معه لنقل التجربة المغربية إلى جنوب السودان  

299 مشاهدة

كان لافتاً حقاً التوقيت الذي إختاره إتحاد جنوب السودان لكرة القدم للإعلان عن تعاقده مع المغربي سيدي محمد كروان من أجل تولي منصب المدير الفني لمنتخب جنوب السودان للسيدات بعقد مدته عامين قابل للتمديد لفترة أخرى.

هذه الخطوة جاءت قبل أقل من أسبوع على مواجهة المنتخب لمنافسه مصر في التصفيات المؤهلة للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات لعام 2024 في المغرب وفي وقتٍ تشهد فيه كرة القدم النسائية تراجعاً ملحوظاً على صعيد الأندية والمنتخبات وتراجع الإهتمام بمنتخب السيدات مقارنةً بالمنتخب الأول.

رغم كل ذلك، فإن هذه الخطوة كانت كافية لإثارة الكثير من الجدل، الشكوك، والتساؤلات بخصوص ما سيقدمه المدرب الجديد للمنتخب وكرة القدم النسوية في جنوب السودان.

الرجل الذي ينتظر منه صناعة الفارق

السير الذاتية بالنسبة إلى كروان تشير إلى أنه قد بدأ العمل بشكل رسمي في مجال التدريب في عام 2009 بعد الحصول على الرخصة الإبتدائية، حصل بعدها على الرخصة الأفريقية «دي» بعدها بعام، «سي» في 2011، «بي» من الإتحاد الأوروبي كمدرب لياقة بدنية، شهادة إعادة تدوير الرخص الرياضية «سي» في 2016، الرخصة «بي» في 2016، وأخيراً الرخصة الأفريقية «إيه» في عام 2022.

بالنسبة إلى مسيرته المهنية، فقد تركز عمله لوقتٍ طويل في مدينة المحمدية، إذ بدأ عمله كمدير تقني في مدرسة زيناتا في الفترة بين عامي 2009 و2011، ثم غادره من أجل الإنضمام إلى الجهاز الفني لنادي شباب المحمدية كمساعد ومدرب لياقة بدنية في الفترة بين عامي 2011 و2012، ثم شغل المنصب ذاته في نادي يوصوفيا بيرشيدي بين 2013 و2014، ثم عاد للعمل كمساعد مدرب في شباب المحمدية لمدة موسمين 2014/15 و2015/16.

بعدها، إتجه للعمل كمدرب في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في موسم 2016/17، ثم عاد للعمل كمساعد مدرب في شباب المحمدية لمدة موسمين 2017/18 و2018/19.

بعد سنواتٍ من العمل، كان الوقت قد جاء ليقوم كروان بدور الرجل الأول للمرة الأولى في مسيرته على الإطلاق بعدما تولى منصب المدير الفني لفريق إتحاد فقيه بن صالح في موسم 2019/20، ثم تكرر الأمر مجدداً مع فريق إتحاد المحمدية الذي تولى فيه منصب المدير الفني في موسم 2020/21، وعاد للعمل كمساعد مدرب في فريق جينيسيس سبورت سواليم في موسم 2021/22، ومساعد مدرب في شباب المحمدية في موسم 2022/23.

بعد وقتٍ طويل على بدايته لمسيرته، كان الوقت قد جاء ليخطو كروان قفزة كبيرة وتاريخية للغاية في مسيرته بتولي منصب المدير الفني للمرة الثالثة بعدما أصبح المدير الفني لمنتخب جنوب السودان للسيدات.

واقع مأساوي

كروان سيتولى منصب المدير الفني لمنتخب جنوب السودان للسيدات في وقتٍ تشهد فيه كرة القدم النسوية في جنوب السودان وضعاً كارثياً وصعباً للغاية على صعيد الأندية والمنتخبات، خصوصاً بعد فشل إتحاد جنوب السودان لكرة القدم في تنظيم بطولتي الدوري والكأس في الموسم الماضي، بالإضافة إلى توقف النشاط الرياضي في جوبا في الموسم الماضي.

كل هذا يضاف إليه حقيقة تراجع منتخب جنوب السودان وأنديته مقارنةً بدول الإقليم والقارة، إذ خرج فريق ياي جوينت ستارز من الدور الأول من تصفيات شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) المؤهلة للمشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا للسيدات لهذا الموسم ليتأكد لدى الجميع بأن الفوارق لا تزال كبيرة وشاسعة للغاية بيننا وبين دول الإقليم، وبين ياي جوينت ستارز وبقية الأندية في جنوب السودان من جهةً أخرى!

ليس ذلك فحسب، بل إن الإنهيار الكبير الذي تشهده كرة القدم النسائية في جنوب السودان قد وصل إلى ياي جوينت ستارز الذي كان قد إحتكر جميع البطولات المحلية والقومية في السنوات القليلة الماضية بعدما واجه الكثير من الصعوبات والتحديات على الصعيد الإداري والفني من أجل المشاركة في تصفيات سيكافا في الشهر الماضي.

مع واقع مثل هذا، فإنه يبدو واضحاً للغاية حجم الحدي الذي سيواجهه سيدي محمد كروان، المدير الفني الجديد لمنتخب جنوب السودان للسيدات، من أجل المساعدة والمساهمة في الصعود بالمنشط واللعبة في المستقبل القريب.

التجربة المغربية

رغم معرفة الجميع بوضعية كرة القدم النسائية في جنوب السودان حالياً، فقد قرر إتحاد جنوب السودان لكرة القدم المغامرة والرهان على قدرات وإمكانيات كروان ومدى نجاحه في نقل التجربة والطفرة الكبيرة التي حققتها كرة القدم المغربية على صعيد الأندية وجميع المنتخبات الوطنية في السنوات القليلة الماضية إلى جنوب السودان.

الواقع ان تصريحات مايكل دانيال، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية بإتحاد جنوب السودان لكرة القدم، في المؤتمر الصحفي الخاص بتقديم المدرب الجديد كانت بمثابة تأكيداً ودليلاً دامغاً على إعجاب الإتحاد بتجربة المغرب وإتخاذهم قراراً بالسير على خطاها وهو ما يبدو ماثلاً في التوقيع مع كروان.

بالطبع، لا يبدو بأن جنوب السودان لديه الكثير ليخسره من خلال محاولة نسخ التجربة المغربية بالنظر إلى الفوارق الكبيرة للغاية بين الجانبين على كافة الأصعدة والتي تصب في صالح المغرب.

مع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أن الإتحاد سيحتاج إلى توفير الحد الأدنى للنجاح والمتطلبات التي يحتاجها كروان من أجل إحداث أي تأثير حقيقي طفيف على المنتخب وكرة القدم النسائية في جنوب السودان.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: