خميس ليون.. حينما تختار الأسطورة اللحظة المثالية للإعتزال

240 مشاهدة

وسط إنشغال الكثيرون بتتويج المريخ بلقب بطولة كأس جنوب السودان العام، أعلن خميس ليون، قائد فريق المريخ ونجم المنتخب الوطني السابق، إعتزاله لعب كرة القدم بشكلٍ نهائي.

****

خطوة الاعتزال هذه، ربما، تكون قد وضعت الجميع في المريخ أمام المعادلة الصعبة: الفرح بالتتويج باللقب أم محاولة فهم وإستيعاب قرار الإعتزال.

ببساطة، لأن قرار الإعتزال قد نزل كالصاعقة بدون سابق إنذار وأي مقدمات.

صحيح أن خميس قد فقد الكثير من قدراته وإمكانياته التي عرف بها في السنوات القليلة الماضية بسبب تقدم في العمر.

لكن، رغم ذلك، فإنه ليس هناك أحداً كان يتوقع أن يقرر الإعتزال بهذه السرعة وهذا التوقيت، خصوصاً إذا ما أخذنا في الإعتبار مدى أهميته والدور الكبير الذي كان يقوم به مع الفريق مؤخراً.

****

ليون كان قد وجد طريقة للنجاح في المعادلة الصعبة المتمثلة في الإستمرار في تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه للفريق داخل وخارج الملعب وتقديم أفضل إضافة ممكنة للفريق.

بإختصار، أهمية ليون كان أخذ في الإزدياد والتعاظم في الفريق في السنوات القليلة الماضية في وقتٍ كانت فيه الحاجة إليه تزداد يوماً بعد الآخر.

هذا لأنه كان يقوم بدور يتخطى مجرد اللعب مع الفريق، إذ كان يقوم بنقل خبراته الكبيرة وما تعلمه في كرة القدم خلال مسيرته المهنية الطويلة العامرة بالنجاحات مع معظم الأندية التي لعب لها إلى الجيل الصاعد والأصغر سناً.

خميس لم يكن يكتفي بالقيام بدوره القيادي فقط من خلال قيادة فريقه وتوجيه بقية زملائه، بل كان يقوم بما يتخطى ذلك من خلال قيادة تدريبات الفريق ومساعدة الآخرين على التأقلم والإنسجام في الفريق بسهولة.

مشهد رؤيته يقوم بقيادة تدريبات الفريق وتوجيه بقية اللاعبين على الخط أو من مكانه في دكة البدلاء كان قد أصبح معتاداً بالنسبة إلى الكثيرون.

****

كل هذا مع عدم تناسي حقيقة أنه كان يلعب أساسياً ويقدم أفضل ما لديه حينما يكون الفريق في أشد الحاجة إلى خدماته وخبراته وقدراته وإمكانياته.

هذا يضاف إليه حقيقة أنه لم يكن خصماً على الفريق، بل كان دائماً قادراً على ترك بصمته وتأثيره من خلال تسجيل الأهداف وصناعتها والتحكم في مجريات وإيقاع اللعب.

يمكننا كتابة مجلد كامل عن المباريات التي نجح فيها في تغيير سيناريو اللقاء والنتيجة النهائية.

فقط، يكفي العودة إلى ثلاثة مشاهد في ثلاثة مباريات في ثلاثة بطولات مختلفة نجح فيها في فعل ذلك، إذ يمكن البدء بمباراة المريخ ضد كتور في دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا في الموسم الماضي التي دخل فيها بديلاً وقاد فيها فريقه للفوز والقضاء على آخر آمال كتور في المنافسة على التتويج باللقب.

مباراة أخرى كان فيها صاحب المشهد الأخير وخطف الأضواء من الجميع وهي المواجهة ضد كتور ذاته في نهائي بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا هذا الموسم.

****

رغم كل ذلك، فإن المشهد الأخير الذي سيظل عالقاً في الأذهان إلى الأبد ويتذكره به الجميع هو دخوله بديلاً في الشوط الثاني في نهائي بطولة كأس جنوب السودان العام وقيادته المريخ للفوز على نجوم الصومعة الرنك ومن ثم التتويج باللقب وهو يحمله في النهاية.

هذه الخطوة لا بد من أنها قد تسببت، بالتأكيد، في حالة من الحيرة والدهشة والإنقسام الكبير في المريخ – إدارة وأقطاب وجهاز فني ولاعبين وجماهير – بسبب مدى أهميته.

لا بد من أن الكثيرون قد أصابتهم الحيرة والدهشة حالياً ما بين إحترام قراره ومن يحاولون إثناؤه عن قراره والعدول عنه وتأجيله حتى نهاية الموسم المقبل على أمل الاستفادة منه في بطولة كأس الاتحاد الافريقي.

لكن، ما يجعل الأمر برمته أسطورياً هو أن ليون قد أحسن إختيار اللحظة المثالية للإعتزال ليظل يتذكره الناس على أنه أسطورة حية قررت الإعتزال وهو في قمة مستوياته وكان قادراً على العطاء أكثر.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: