القرار الذي دفع عمر مايكل لإستعادة ذاكرة التألق في توقيت مثالي

354 مشاهدة

كان لافتاً للغاية الخطوة التي أقدم عليها جون ألير «جونقو»، المدير الفني لفريق جاموس، قبل مباراة الفريق المهمة والصعبة أمام الحرية في إطار مباريات الدور الأول في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم بإستبعاد عمر مايكل لواتي من قائمة الفريق لهذه المواجهة.

هذا القرار الجريء والشجاع كان كافياً لإثارة الكثير من الجدل، الشكوك، والتساؤلات حول مدى جدوى وصحة تلك المخاطرة والمغامرة التي كان قد أقدم عليها جونقو من خلال إضعافه من حظوظ الفريق في التأهل إلى الدور الثاني من البطولة.

لكن، اليوم، ينظر الكثيرون إلى تلك الخطوة بشيء من الإحترام والتقدير بسبب ما ترتب عليها من تبعات والفائدة التي عادت للفريق في ظل نجاح عمر في إستعادة ذاكرة التألق وتقديمه مستويات قوية ومميزة ومبهرة للغاية منذ ذلك الوقت.

الدرس الذي لن ينساه أبداً

صحيح أن عمر يعتبر لاعباً مهماً للغاية ولا يمكن الإستغناء عنه إطلاقاً بسبب القدرات والإمكانيات المميزة التي يتمتع بها وقدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه.

لكن، تلك الخطوة كانت بمثابة رسالة من جونقو بالنسبة إلى الجميع في جاموس بأنه ليس هناك لاعباً فوق الفريق ولا يمكن الإستغناء عنه إطلاقاً مهما كانت مكانته وقدراته وموهبته، وهو الدرس الذي يبدو بأن عمر قد إستوعبه جيداً بسبب التغييرات الكبيرة التي طرأت عليه منذ ذلك الوقت.

فقط، يكفي الإشارة إلى أن ذلك الدرس قد دفعه للإلتزام والإنضباط في التدريبات وبذل قصارى جهده من أجل العودة إلى التشكيلة الأساسية وهو ما تحقق له من خلال مشاركته في آخر ثلاثة مباريات لعبها الفريق في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا.

ليس ذلك فحسب، بل أنه ظهر بشكل قوي ومميز ومبهر للغاية وقدم مستويات رائعة ليقود بها الفريق لتحقيق إنتصارات كبيرة على التحدي، سيتي، والشعلة.

الواقع أن ذلك الدرس يبدو بأن عمر قد إستوعبه بشكل كبير وأخذ الأمر على عاتقه على محمل الجد ولا يبدو بأنه سينساه أبداً.

الموهوب الذي نعرفه

بالطبع، قرار الإستبعاد عن قائمة الفريق لمباراته أمام الحرية دفع عمر للعمل على إستعادة مكانته في التشكيلة الأساسية أولاً، إظهار كامل قدراته وإمكانياته، إثبات نفسه وإظهار قدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه، إثبات أنه يعتبر لاعباً مهماً ومؤثراً للغاية ولا يمكن الإستغناء عنه، وإظهار السبب الذي دفع جاموس للتعاقد معه بمقابل مادي ضخم في الموسم الماضي.

الواقع أن عمر يبدو حالياً أفضل مقارنةً بما كان عليه الوضع في بداية الموسم، إذ يكفي الإشارة إلى المستويات المميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها في مباريات الفريق أمام التحدي، سيتي، والشعلة ولعبه دوراً كبيراً في الإنتصارات الكبيرة التي حققها جاموس مؤخراً.

عمر كان قد لعب دوراً رئيسياً ومحورياً للغاية في تسجيل جاموس لـ14 هدفاً في آخر ثلاثة مباريات لعبها في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا، إذ أسهم في تسجيل أربعة من آخر عشرة أهداف سجلها جاموس في مرمى الخصوم من خلال لعبه لأربعة تمريرات حاسمة!

لكن، ما هو أهم من ذلك بكثير أنه يبدو واضحاً للغاية بأنه يستمتع حقاً بكل لحظة وكل دقيقة يشارك فيها مع الفريق في الفترة الأخيرة، إذ يمكن التأكيد على ذلك من خلال الإشارة إلى الطريقة المميزة للغاية التي صنع بها الهدف الثالث لجاموس في مرمى التحدي بعدما تبادل الكرة بطريقة رائعة مع سيسي.

هدف سيسي الثاني في مرمى الشعلة، أيضاً، يعتبر واحدة من اللحظات التي تجلت فيها عبقرية ومهارة وموهبة عمر مايكل بعدما تسلم كرة طويلة وراء المدافعين ليقوم بترويضها بطريقة رائعة قبل أن يراوغ مدافعين بطريقة مذهلة ثم يلعب الكرة على طبق من ذهب لسيسي الذي حولها إلى هدف.

التحدي الكبير

كل هذا، يعني بأن لواتي قد إستعاد ذاكرة تألقه في التوقيت المثالي تماماً بالنسبة إلى جاموس بعد وصوله إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا للموسم الثاني على التوالي، ما يزيد من حجم المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتقه بالفعل.

عمر سينتظر منه أن يلعب دوراً كبيراً من خلال قيادة جاموس لتخطي عقبة سيمبا، اليوم، والتأهل إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخ الفريق، وبالتالي المنافسة على التتويج باللقب.

لواتي سيكون عليه إستحضار كل خبراته وقدراته وإمكانياته الكبيرة وموهبته من أجل مساعدة جاموس على تخطي عقبة سيمبا، خصوصاً أن الفريق يبدو بحاجة إليه حالياً أكثر من أي وقتٍ مضى.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: