أعلن إتحاد جنوب السودان لكرة القدم حظر وإقامة وتنظيم البطولات المجتمعية بملعب بلك إلى أجل غير مسمى.
وأوضح الإتحاد، اليوم، في تصريح صحفي نشره في صفحته الرسمية في موقع التواصل الإجتماعي الشهير (فيسبوك) بأنه قد قرر حظر إقامة جميع البطولات المجتمعية بملعب بلك في المستقبل وحتى آخر إشعار آخر بسبب سلامة جميع الأفراد الذين يشاركون في أنشطة كرة القدم بالغة الأهمية.
وشدد على أنه لن يتسامح مع أي إجراءات أخرى أو أي حلول وسطى.
وأدان الإتحاد بقوة الحوادث الأخيرة وحالات العنف وغزو الملعب التي شهدها ملعب بلك في مباريات البطولات المجتمعية في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنه كان قد سهل إقامة مثل هذه البطولات بملعب بلك رغم عدم قيامه بتنظيمها.
وأعرب عن قلقه للغاية من السلوك السيء لبعض الجماهير من مختلف المجتمعات في تلك البطولات، مشيراً إلى أن أعمال العنف تلك تقوض روح اللعب النظيف وتشكل تهديداً لسلامة ورفاهية اللاعبين والمسؤولين والمشاهدين.
وأوضح الإتحاد في بيانه بأنه كان قد أتاح ملعب بلك لإقامة البطولات المجتمعية فيه ولم تكن لديه القدرة للسيطرة على التدابير الأمنية لتلك المباريات والبطولات، منوهاً إلى أن الأمن وجميع الترتيبات الإدارية والفنية كانت مسؤولية الجهات المنظمة لتلك البطولات.
وحث جميع قادة المجتمعات وعشاق كرة القدم للترويج لثقافة الإحترام واللعب النظيف والتعايش السلمي خلال بطولات كرة القدم، كاشفاً عن تشجيعه للتعاون معه من أجل وضع جميع التدابير الأمنية المناسبة لأي أحداث مستقبلية.
وأكد على إلتزامه بتعزيز بيئة آمنة وشاملة لتطوير وتعزيز كرة القدم في جنوب السودان، مشيراً إلى إستمراره في العمل مع المجتمعات والأندية وأصحاب المصلحة من أجل التأكد من أن بطولات كرة القدم تسير بطريقة تدعم القيم الرياضية.
ويأتي هذا القرار على خلفية تصاعد أحداث الشغب في الفترة الأخيرة في البطولات المجتمعية.
وكان ملعب بلك قد شهد أعمال شغب ثلاثة مرات في الشهرين الماضيين بدايةً بأحداث الشغب الجماهيري التي كانت قد تسببت في إلغاء نهائي بطولة شهداء أويل بين فريقي أويل الشمالية وبيبور في السابع عشر من شهر يوليو الماضي.
وكانت المباراة قد توقفت في الدقيقة 92 في وقتٍ كانت النتيجة تشير إلى تقدم بيبور على أويل الشمالية 2-1 قبل إلغائها على أثر قيام الجماهير بإقتحام أرضية الملعب للإحتجاج على هدف لفريق بيبور كان قد إحتسبه حكم اللقاء.
وإعترضت الجماهير على الهدف وطالبت الحكم المساعد الثاني وحكم اللقاء بإلغاؤه وعدم إحتسابه بسبب عدم صحته وإستخدام اللاعب مونداي أوجولو ليديه بدلاً عن رأسه من أجل تسجيل الهدف.
وخرج طاقم التحكيم – المكون من دوبول فول كحكم وسط وشان جبريل مساعد أول وأكون كويج مساعد ثانٍ وتوماس كولفينج كحكم رابع وأونيلو مليك كمراقب فني – الذي كان قد أدار المباراة تحت حماية الشرطة قبل أن يتم إصطحابه إلى المقصورة الرئيسية ثم إخراجه من ملعب بلك في وقتٍ حاولت فيه الجماهير التعدي عليهم بالضرب قبل أن تقوم برميهم وقذفهم بالحجارة والحصى وقارورات المياه والمشروبات الغازية بعد فشلهم في تحقيق مرادهم.
وسمع صوت إطلاق النار في الملعب وأمام المدخل الرئيسي لملعب بلك في وقتٍ شهد فيه المدخل تدافع جماهيري كبير في وقتٍ كانت فيه قوات الأمن تحاول إخراج ضيوف الشرف الذين كان قد تمت دعوتهم لحضور المباراة ولم يتضح بعد إذا ما كانت هناك خسائر في الأرواح وإصابات.
وقامت الجماهير الغاضبة والمحتجة بتحطيم الكراسي والأدراج والطرابيز وسور الملعب قبل أن تحتشد أمام المداخل المؤدية إلى الملعب.
وقامت الشرطة بإستدعاء قوات إضافية قبل أن تصل سيارتين محملة بأفراد من وحدة مكافحة الشغب والتي إستخدمت العصا والهراوات من أجل تفريغ الجماهير وإخراجها من ملعب بلك وقامت بتبادل القذف بالحجارة معهم قبل أن تقوم بمطاردتهم داخل الأحياء القريبة من الملعب وتعود بعد فترة من أجل تأمين الملعب والممتلكات.
وكان قد إحتشد الملعب بالمئات الذين جاءوا لحضور النهائي وسط حضور رسمي وشعبي كبير تقدمه كلٍ من دكتور ألبينو بول ضيو وزير الشباب والرياضة في جنوب السودان، ولوكولي امي بولن رئيس إدارية بيبور، وسيبيستيانو أوشان وزير مجلس الوزراء في ولاية شمال بحر الغزال، وحسن إسماعيل كوني وزير الثقافة والشباب والرياضة في إدارية بيبور، ودكتور أدير مشار وكيل وزارة الصحة في جنوب السودان، وشارلس أودوار نائب رئيس إتحاد جنوب السودان لكرة القدم، وجادين جادا عضو مجلس الولايات في جنوب السودان، وأتينج ويك السكرتير الصحفي السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان، وغيرهم.
وتكررت أحداث الشغب مرتين في بطولة رومبيك للمحافظات.