يوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري سيبقى خالداً في الأذهان بالنسبة إلى الكثيرون في سيمبا، خصوصاً بالنسبة إلى اللاعب أيوب ألفريد، إذ كان شاهداً على حدث إستثنائي بالإعلان عن ميلاد موهبة جديدة من منجم المواهب الذ لا ينضب أبداً.

أنا «أيوب ألفريد»

نتيجة المباراة كانت تشير إلى التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في مباراة سيمبا وباجور، يوم الخميس الماضي، بملعب بلك، في الدور ربع النهائي في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لموسم 2023/24 وكانت الأمور تسير بوتيرة هادئة قبل أن يجد سايمون جيمس، المدير الفني لفريق سيمبا، نفسه مضطراً للتدخل بعدما توقف نجم الفريق ومهاجمه ستيفن جون بالكرة بطريقة مفاجئة في إحدى الهجمات وسقط على الأرض ليطلب المدرب من الواعد واليافع أيوب الإستعداد للدخول بديلاً له.

صحيح أن ستيفن طلب من المدرب عدم إجراء التغيير وعاد إلى الملعب مجدداً قبل أن يسقط على الأرض، للمرة الثانية، لينهض أيوب من مكانه ويدخل بديلاً عنه.

حينها، كانت مشاعرة الحيرة والدهشة والذهول والتساؤلات تسيطر على الكثيرون بسبب أنهم كانوا ينظرون إلى عدم جدوى هذه الخطوة وأن المدرب قد إستعجل في إجراء هذا التبديل، خصوصاً أن الفريق كان في أشد الحاجة إلى خبرة وقدرات وإمكانيات ستيفن في هذا التوقيت العصيب من المباراة من أجل قيادتهم إلى الفوز وتخطي عقبة باجور والتأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة.

لكن، كل شيء تغير تماماً وتحولت مشاعر الدهشة والذهول تلك إلى فرحة عارمة وغير مسبوقة بعدما نجح صامويل دوك في وضع سيمبا في المقدمة بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 60 لتصبح النتيجة 2-1 قبل أن يخطف أيوب ألفريد الأضواء بعدما نجح في ترك بصمته في اللقاء بتسجيله الهدف الثالث لسيمبا في الدقيقة 65.

منجم المواهب الذي لا ينضب

هدف أيوب قابله الكثيرون في سيمبا بإحتفالية تاريخية ولوقت طويل أكثر من أي هدف آخر سجله الفريق في المباراة، ليس بسبب أنه قد آمن نتيجة المباراة فقط لسيمبا، بل بسبب أنه كان بمثابة الإعلان عن ميلاد موهبة جديدة قادمة من منجم المواهب الذي لا ينضب أبداً.

صحيح أن تلك كانت المباراة الثانية التي يشارك فيها أيوب مع سيمبا في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم، إلا أنها كانت بمثابة اللحظة التي تعرف فيها الكثيرون عليه وفرصة مثالية تماماً بالنسبة إليه من أجل تقديم نفسه إلى الجميع كموهبة قادمة وصاعدة بقوة.

الواقع أن الطريقة التي سجل بها أيوب هدفه في مرمى باجور تكشف عن حجم الموهبة والقدرات والإمكانيات الكبيرة والمميزة للغاية التي يتمتع بها اللاعب، إذ لم يتوانى في وضع الكرة أعلى الزاوية اليسرى لحارس مرمى باجور بعدما سدد من خارج منطقة الجزاء!

ربما، يكون مفاجئاً بالنسبة إلى الكثيرون بروز موهبة اللاعب أيوب في هذا التوقيت، إلا أنه لا يبدو مفاجئاً للغاية بالنسبة إلى سيمبا الذي عرف بأنه يعتبر منجم المواهب الذي لا ينضب أبداً بعدما خرج منه العديد من اللاعبين المميزين في الموسم الماضي.

فقط، يكفي الإشارة إلى أن سيمبا كان قد خرج منه إلى منتخب جنوب السودان تحت 20 عام كل من أوطون سايمون، توين شول، أوشايا، وتيتو وإنضم إليهم هذا الموسم أيوب ألفريد ليصبح الموهبة الأحدث التي يخرجها الفريق.

الذي يشق طريقه إلى النجومية

بطريقةً أو بأخرى، فإنه لا يبدو بأن هدف أيوب في مرمى باجور سيغير الكثير بخصوص وضعيته في صفوف سيمبا هذا الموسم، إلا أن الواقع يشير إلى أن طريقة التعامل معه والنظر إليه ستختلف في الفترة المقبلة بدايةً من مباراة الفريق أمام جاموس، اليوم، بملعب بلك، في إطار مباريات الدور نصف النهائي في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم.

على الأغلب، أن أيوب سيواصل الجلوس على دكة البدلاء مع إتاحة الفرصة له بين الحين والآخر من أجل تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه، مساعدة الفريق على تحقيق الإنتصارات، وإظهار كامل قدراته وإمكانياته وإثبات نفسه وأحقيته بالمشاركة أساسياً مع الفريق.

لكن، ما يبدو مؤكداً بأنه سيحصل على دقائق أكثر في الفترة المقبلة وسيلعب دوراً مهماً للغاية في قيادة خط هجوم الفريق هذا الموسم بعدما أظهر نفسه كواحداً من اللاعبين المميزين والقادرين على مساعدة الفريق.

أيوب لا يبدو بأنه مطالب بإثبات شيء لأحد، إلا أنه قد قدم نفسه كواحد من المواهب الصاعدة والبارزة التي لديها شيء تسعى لتقديمه في الفترة المقبلة.