حينما يواجه يامبيو منافسه سانت ميري، اليوم، بملعب الحرية، في إطار مباريات دور الـ32 من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في يامبيو لهذا الموسم، فإن الأنظار ستكون شاخصة صوب يامبيو ستار لرؤية ما سيقدمه الفريق بشكله الجديد بعد التغييرات العديدة التي شهدها هذا الموسم.
مفترق طرق
كان إعلان دانيال فطر، المدير الفني السابق ليامبيو ستار، تقدمه بإستقالته من منصبه في شهر مارس الماضي بمثابة الإعلان عن نهاية حقبة تاريخية للنادي بعدما قاده للتتويج بثلاثة ألقاب: الكأس مرتين والدوري مرة واحدة في غضون عامين فقط.
لكن، ما أثار الجدل حينها كان ما كشف عنه دانيال فطر بعدما أرجع سبب تقدمه بإستقالته من منصبه إلى عدم وجود بيئة صالحة للعمل تشجع على الإستمرار.
صحيح أن فطر لم يفصح عن كل شيء. لكن، هذا كافياً للتوصل إلى حقيقة أنه لم يحظى بالدعم الكافي والمطلوب من إدارة النادي من خلال القيام بتلبية كل متطلباته وتعزيز وتدعيم صفوف الفريق في سوق الإنتقالات من أجل مواصلة هيمنته على البطولات المحلية لفترة أطول.
هذا تأكد من خلال المستويات المتواضعة والمخيبة للآمال التي ظهر بها الفريق في بطولة كأس جنوب السودان الوطني في الموسم الماضي وخروجه منها بعد نتائج كارثية أمام المريخ الذي توج لاحقاً باللقب وإخفاقه فيما بعد في الإحتفاظ بلقب الدوري الذي خسره لصالح نايل سيتي.
اليوم يبدو النادي في مفترق طرق بالقياس إلى حقيقة أنه لم يشهد الكثير من التغييرات التي كان قد طالب بها دانيال فطر قبل تقدمه بإستقالته من منصبه.
حقبة جديدة مختلفة
صحيح أن الوضع حالياً يبدو مختلفاً تماماً مقارنةً بما كان عليه في الموسم الماضي بالقياس على التغييرات العديدة التي شهدها بعد نهاية الموسم الماضي بالإعلان عن تعيين أزيزيان مفوريفوهي مدرباً جديداً لفريق ودخول سوق الإنتقالات الصيفية بقوة.
النادي نشط كثيراً في سوق الإنتقالات الرئيسية الماضية وقام بتعزيز وتدعيم صفوفه بالعديد من اللاعبين الذين تعاقد معهم في محاولة لقيادته في حقبته الجديدة التي يتطلع فيها للبقاء في القمة.
الفريق ظهر بشكل مختلف تماماً في مبارياته التحضيرية تأهباً لإنطلاقة الموسم الجديد في يامبيو من خلال المستويات القوية والمميزة التي ظهر بها والنتائج التي حققها.
لكن، الواقع أنه لا يمكن إعتبار كل ذلك بمثابة معياراً للوقوف على مستويات الفريق ومدى قدرته على الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات في الموسم الجديد.
تحدي العودة إلى القمة
ربما، كان الكثيرون في النادي يفضلون بداية حملة الدفاع عن لقب كأس جنوب السودان المحلي في يامبيو الذي إحتكره الفريق في الموسمين الماضيين بمواجهة خصم أقل من سانت ميري، إلا أن القرعة قالت كلمتها وليس هناك مفراً من مواجهة تحدي سانت ميري.
مواجهة سانت ميري لا تعتبر بمثابة نهائي مبكر وإختبار لحجم التقدم الذي أحرزه النادي بعد التغييرات العديدة التي شهدها هذا الموسم فحسب، بل أنها بمثابة إختباراً على مدى تماسك النادي وقدرته على إستعادة ذاكرة التألق والمستويات القوية والمميزة التي عرف بها، العودة إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات، والمنافسة بجدية على التتويج بثنائية الدوري والكأس هذا الموسم.
يامبيو ستار يبدو مرشحاً ينظر إليه حالياً على أنه الطرف الأقوى والأفضل مقارنةً بسانت ميري بالنظر إلى أن الأخير لم يكن أفضل حالاً بعدما شهد أيضاً بعض التغييرات هذا الصيف بدايةً من رحيل مدربه إيمانويل أليسون وبعض اللاعبين وتعويضهم بآخرون.
لكن، هذا لا يعني بأن المهمة ستكون سهلة إطلاقاً في وقتٍ سيتم فيه إعتبار أي شيء آخر بخلاف الوصول إلى نهائي الكأس بمثابة فشلاً ذريعاً للنادي وعودة عدة خطوات إلى الوراء.