كانت النتيجة تشير إلى تقدم جاموس في النتيجة على البركان بهدف دون مقابل بعد مرور 73 دقيقة على بداية اللقاء حينما دفع جون ألير، المدير الفني لفريق جاموس، باللاعب نويل فريزر «جدو» بديلاً في الشوط الثاني.
لكن، بعد مرور 16 دقيقة فقط على دخوله بديلاً، كانت الأوضاع قد إنقلبت تماماً وكان اللاعب ذاته يحتفل بالهدف الرابع لفريقه في مرمى البركان ليقود جاموس للفوز على البركان برباعية نظيفة ووضع قدماً في نهائي مباريات المجموعة الثانية في جوبا في إطار مباريات دوري المجموعات في بطولة كأس جنوب السودان الوطني لهذا الموسم.
كل هذا، كان كافياً لوضع اللاعب تحت الأضواء وإثار الكثير من التساؤلات قبل مباراة الإياب اليوم.
صديق دكة البدلاء
حينما آمر جونقو الثنائي سيسي وجدو بالنهوض في الدقيقة 70 من أجل القيام بعمليات الإحماء تأهباً للدفع بهما في الدقائق المتبقية من اللقاء، كانت الأضواء قد تركزت بالكامل حول سيسي لأسباب يعرفها الجميع تماماً ويحفظها كل متابع لجاموس عن ظهر قلب.
لكن، لا بد من البعض كانوا يتساءلون سراً عن جدوى قرار الدفع باللاعب رقم 7 وما يستطيع أن يقدمه لفريقه في الدقائق المتبقية من اللقاء، خصوصاً في ظل الظروف العصيبة التي كان يمر بها الفريق في المباراة بعد إخفاق الثلاثي برعي، إزبون، وديفيد في زيادة غلة أهداف جاموس في مرمى البركان من خلال إضاعتهم للكثير من الفرص التهديفية المحققة.
بالطبع، ذلك كان مبرراً تماماً بالنسبة إلى الكثيرون بسبب أن تلك كانت المرة الأولى التي يستعد فيها جدو للدخول والمشاركة منذ بداية هذه البطولة، إذ ظل بمثابة صديق دائم لدكة البدلاء في ظل المنافسة الكبيرة والشرسة على حجز مقعد دائم في التشكيلة الأساسية في خط هجوم الفريق في ظل المستويات الكبيرة والمميزة للغاية التي كان يقدمها كل من سيسي، برعي، إزبون، ريدنتو، وديفيد الذي إقتصرت مشاركته على هذه البطولة فقط.
جدو كافح وعانى كثيراً منذ بداية الموسم بسبب عدم حصوله على دقائق لعب كافية من أجل إظهار موهبته وكامل قدراته وإمكانياته، إثبات مدى أحقيته بالمشاركة أساسياً وقدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه، إذ إقتصرت مشاركاته في بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي على عدد قليل للغاية من الدقائق وكان صعباً للغاية حصوله على الفرصة في ظل هذا الوضع.
المنقذ
لكن، ما ظل ثابتاً، رغم كل ذلك، كان حقيقة أنه ظل قادراً على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه، مساعدة الفريق وإنقاذه من المعاناة حينما يحتاج إليه، وقيادته لتحقيق الإنتصارات على غرار ما حدث أمام كل من لولوقو وتلانقا في الدوري والبركان في الكأس.
هذا، بالتحديد، كان ما فعله نويل بعدما نجح في الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات، ونقل تألقه إلى الساحة القومية، وأمام جمهور أكبر، ومستوى تنافسي أعلى بعدما نجح بعد دقيقتين فقط على دخوله بديلاً، ومن أول لمسة له، في إظهار السبب الذي يجعله بمثابة المنقذ، واللاعب الذي يستعين به جونقو حينما تتأزم الأمور وتزداد معاناة الفريق.
فقط، 16 دقيقة كانت كل ما إحتاجه جدو من أجل تتويج نفسه نجماً للقاء بعدما تألق وترك بصمته في المباراة من خلال تسجيل هدفين وصناعة هدف ليقود جاموس لإكتساح البركان برباعية نظيفة.
مع ذلك، فإن ما تأكيده، هنا، أن تلك لم تكن المرة الأولى التي ينجح فيها اللاعب في ترك بصمته مع الفريق بعد دخوله بديلاً، إذ كان قد فعل ذلك في مباراة جاموس ضد لولوقو في الدوري بعدما دخل بدلاً عن سيسي المصاب ليقود فريقه للفوز، بينما كانت الحالة الوحيدة النادرة التي شارك فيها أساسياً في مباراة تلانقا ونجح فيها، أيضاً، في قيادة فريقه للخروج بنقاط المباراة الثلاث كاملةً.
سؤال المليون دولار
مع إقامة مباراة الإياب اليوم، عودة جاموس من ملعب البركان بفوز كبير برباعية نظيفة، إقامة مباراة الإياب في ملعبه، وفي ظل المستوى الرائع والمميز الذي كان قد ظهر به نويل في مباراة الذهاب، فإن السؤال الأكثر إلحاحاً وأهميةً، حالياً، يتمثل في إذا ما كان جونقو سيقوم بإتاحة الفرصة لجدو من أجل اللعب أساسياً، للمرة الأولى، منذ إنطلاقة النسخة الثالثة عشر من بطولة كأس جنوب السودان الوطني.
بالطبع، يبدو صعباً للغاية معرفة ما يُفكر فيه المدرب قبل مباراة الإياب، إلا أنه وفي ظل المعطيات الراهنة ومع تقديم موعد إقامة هذه المواجهة لتقام اليوم بدلاً عن غداً، فإنه لن يكون مفاجئاً إطلاقاً إذا ما قرر إتاحة الفرصة له من أجل البدء أساسياً لإتاحة الفرصة لإظهار كامل قدراته وإمكانياته وإعطاء لاعبيه الأساسيين والمهمين والمؤثرين الفرصة من أجل إلتقاط الأنفاس والتعافي والإستعداد بشكل أفضل للنهائي المرتقب مع المريخ في حالة عدم حدوث أي مفاجأت في مباراتي الإياب بين جاموس والبركان والمريخ وسوبر ستارز.