نسخة تاريخية وإستثنائية لبطولة الجمهورية لألعاب القوى  

157 مشاهدة

نسخة تاريخية وإستثنائية من بطولة الجمهورية لألعاب القوى أسدل الستار عليها، اليوم السبت، بملعب بلك، بمشاركة تاريخية وواسعة للغاية من مختلف ولايات جنوب السودان العشرة وإداريتي بيبور وأبيي وبحضور رسمي وشعبي كبير.

البطولة التي لم يصدق أحد أنها ستقام

الكثير من الشكوك والتساؤلات والجدل كانت قد أثيرت خلال الأسابيع القليلة التي سبقت إقامة البطولة، خصوصاً بعد فشل إقامة هذه النسخة في ولاية شمال بحر الغزال في العام قبل الماضي قبل أن يتقرر إقامتها في ولاية الإستوائية الوسطى هذا العام في وقتٍ كان فيه اتحاد جنوب السودان لألعاب القوى يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات من أجل إقامتها في ظل غياب الدعم المادي ومواجهته لمشاكل أخرى متمثلة في طريقة ترحيل البعثات الولائية إلى جوبا.

الواقع أنه كانت هناك أحاديث قد تحولت إلى مرحلة الجهر بدلاً عن السر وسط الكثيرون من المسؤولين في بعض الإتحادات المحلية واللاعبين حول مدى إقامة البطولة من عدمها.

لكن، ما كان لافتاً للغاية هو التأكيدات والتصريحات التي خرج بها العديد من المسؤولين في الإتحاد بدايةً من الرئيس مجوك أيي مورويل ونائبه ورئيس اللجنة المنظمة للنسخة الثانية من البطولة المحامي سايمون أوكينج ساتيرو «كاريكا» بتأكيدهم على إقامة البطولة في موعدها المحدد لها سلفاً وبذلهم لقصارى جهدهم من أجل إقامتها وعدم تأجيلها.

تلك الخطوة، أكد عليها الإتحاد واللجنة المنظمة للبطولة من خلال عقد عدد كبير من الإجتماعات المكثفة مع بعض المسؤولين في الحكومة الإتحادية بدايةً من وزارة الشباب والرياضة وصولاً إلى رئاسة الجمهورية والمستشار الأمني للرئيس.

هنا «ملعب بلك»

ملعب بلك كان شاهداً، على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين، على حدث تاريخي تمثل في إقامة فعاليات النسخة الثانية من بطولة الجمهورية لألعاب القوى التي شاركت فيها ولايات جنوب السودان العشرة بالإضافة إلى إداريتي بيبور وأبيي وكانت إدارية روينق الغائبة الوحيدة عن المشاركة في هذا المحفل التاريخي.

وأقيمت النسخة الثانية من البطولة تحت شعار «الرياضة من أجل الوحدة والسلام».

النسخة الثانية من البطولة التي أقيمت في حاضرة ولاية الإستوائية الوسطى جوبا بعد فترة توقف إمتدت لثلاثة أعوام منذ إقامة النسخة الأولى في ولاية غرب بحر الغزال في عام 2019 نجحت في إستقطاب الرياضيين بمختلف ميولهم وإنتماءاتهم في مختلف المناشط وشهدت حضور رسمي وشعبي كبير ولافت.

ملعب بلك كان بمثابة الوجهة المفضلة للرياضيين على مدى يومين من أجل متابعة هذا الحدث التاريخي الذي يُقام للمرة الأولى في جوبا وللتعرف على الأبطال الدوليين وتشجيعهم.

حضور لافت

قبل إنطلاقة البطولة، كانت التساؤلات تدور حول إذا ما كانت ألعاب القوى تحظى بالتشجيع والإهتمام وبجماهير كبيرة على غرار بقية المناشط مثل كرة السلة، القدم، وغيرها من الألعاب وإذا ما كانت ستشهد حضوراً من كبار المسؤولين وهو ما تابعه الكثيرون وشاهدوه بأعينهم.

الواقع أن الحضور الرسمي كان فوق مستوى التوقعات، فرغم إعتذار كلٍ من المستشار الأمني لرئيس الجمهورية توت قلواك، ونائبة رئيس الجمهورية لشؤون النوع ريبيكا نياندينق، ووزير الشباب والرياضة الإتحادية د. جوزيف قينق أكيج عن الحضور إلا أن عدد الشخصيات الرياضية والمهمة والمسؤولين الذين توافدوا إلى ملعب بلك طوال فترة إقامة البطولة كان كبيراً للغاية.

عدد الشخصيات والمسؤولين الذين تابعوا البطولة كان كبيراً للغاية لدرجة أن المقصورة الرئيسية لملعب بلك لم يكن قادراً على إستيعابهم بسهولة، إذ حضرت بعض الشخصيات المسؤولة في الحكومة المركزية والولايات والإتحادات القومية المختلفة والإتحادات المحلية.

هذا الحضور كان قد تقدمه وكيل وزارة الشباب والرياضة الإتحادية بيتر بابتس أبكر، مدير عام وزارة الثقافة والشباب والرياضة بولاية الإستوائية الوسطى جيمس تاتو، وزيرة الثقافة والشباب والرياضة بولاية أعالي النيل حفظة نياويلا الجاك، مديرة إدارة الشرطة والمناشط الرياضية اللواء شرطة الشنقيطي بوث ضيو، عضو البرلمان القومي الإنتقالي علي عدلان، المنسق الرياضي لولاية أعالي النيل أوغسطينو أوضونق، وغيرهم.

ومن الإتحادات القومية والمحلية في مختلف المناشط تقدمهم رئيس الإتحاد العام لكرة القدم أوغسطينو مدوت وأعضاء من مجلس إدارة الإتحاد على غرار نائبه شارلس أودوار، رئيس لجنة المسابقات أويوال لام، رئيس اللجنة الطبية جورج كوستا، الناطق الرسمي باسم الإتحاد ألبينو كويك، مجاهد علي، رئيس لجنة التحكيم المركزية جانوار فريزر، عضو مجلس إدارة الإتحاد العام لكرة القدم واللجنة الأولمبية الوطنية الأسبق غابريال قينق قينق، نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الأسبق مرجان قسم الله، رئيس إتحاد جوبا المحلي لألعاب القوى جوزيف وليم، رئيس إتحاد ملكال بيتر قاي، رئيس إتحاد أويل مياط دينق، وغيرهم.

إهتمام كبير

كان طبيعياً تماماً أن يولي إتحاد جنوب السودان لألعاب القوى هذه البطولة إهتماماً كبيراً وأن يحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة فيها وبذل قصارى جهده من أجل العمل على إنجاح هذه البطولة وإخراجها بصورة مثالية.

لكن، ما حدث أن الإهتمام كان كبيراً للغاية لدرجة لا توصف إطلاقاً، إذ كان ملعب بلك قد أصبح بمثابة مقراً للإتحاد خلال فترة إقامة البطولة بسبب حرص كل أعضاء مجلس الإدارة وجميع اللجان المساعدة بالإتحاد واللجنة المنظمة للبطولة على التواجد هناك من أجل القيام بعملهم على أكمل وجه.

الواقع أنه كان يمكن متابعة الجهد الكبير المبذول والحرص على إنجاح البطولة ورؤية كل ذلك بسبب أنه كان يمكن لأي شخص متواجد بملعب بلك الإلتقاء بأي شخص من مجلس إدارة الإتحاد أو اللجان المساعدة أو اللجنة المنظمة للبطولة بسهولة وفي أكثر من مرة في فترة وجيزة للغاية.

الحضور لم يقتصر على شخصيات معينة فقط، بل على الجميع تقريباً بدايةً من رئيس الإتحاد مجوك أيي مورويل، نائبه ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة سايمون أوكينج، سكرتير الإتحاد ماركو أكول، أمين المال فرانسيس، ونائب رئيس اللجنة المنظمة للبطولة د. جوك نيال وجميع اللجان الفنية والمساعدة في الإتحاد.

بالطبع، هذا لوحده يعتبر بمثابة تأكيداً دليلاً على أن هؤلاء قد تفرغوا تماماً وتركوا كل شيء خلفهم من أجل العمل على إنجاح هذه البطولة وإخراجها بصورة رائعة ومبهرة.

«أم الألعاب»

البطولة كانت بمثابة فرصة مثالية للغاية من أجل تغيير الإنطباع الذي كان سائداً لدى الكثيرون بأنها لعبة قوة أو عبارة عن ركض وسباقات سرعة فقط، خصوصاً مع التنوع الكبير الذي شهدته هذه النسخة من خلال المشاركة في جميع الألعاب.

البطولة شهدت مشاركة اللاعبين في جميع الألعاب بدايةً من رمي القرص والرمح والجلة، الوثب الطويل، وسباقات 100 متر، 200 متر، 400 متر، 400 تبادل، 4×100، 3 ألف كيلو، 5 ألف كيلو، 10 ألف كيلو، 1500 م، وغيرها.

كل هذه الألعاب، شاركت فيها جميع البعثات الرياضية للبنين والسيدات.

مشاركة تاريخية

كانت هناك الكثير من التساؤلات التي ظلت تدور لوقتٍ طويل قبل إنطلاقة هذه البطولة بفترة طويلة دون أن تكون هناك إجابة عليها بخصوص إحتمالية مشاركة اللاعبين والعدائين الدوليين في هذه البطولة، خصوصاً في ظل تواجدهم خارج البلاد في معسكرات خارجية في دول مختلف في الإقليم.

لكن، رئيس لجنة التدريب المركزية جوزيف رمضان، أزال الغموض والجدل الذي كان دائراً لفترة طويلة من خلال تأكيده على حضور العديد من هؤلاء اللاعبين والعدائين إلى البلاد من أجل المشاركة في هذه النسخة.

بعدها، كان ملعب بلك يستقبل بصورة يومية وعلى مدار اليوم العديد من هؤلاء العدائين واللاعبين الذين حرصوا على مواصلة تدريباتهم فيه، خصوصاً بعد عودتهم إلى البلاد بدايةً من طيل دينق طيل، ياج مجوك، لوشيا وليم، جون أبيج، وغيرهم.

كل هؤلاء، إنضم إليهم بعض اللاعبين الذين كانوا متواجدين في مختلف ولايات البلاد على غرار بخيتة جون، حليمة، اكون، وغيرهم.

عام تاريخي

وتقدم وكيل وزارة الشباب والرياضة الإتحادية بيتر بابتس بالشكر والتقدير للإتحاد على إقامة هذه البطولة بشكل أفضل وأجمل من النسخة الأولى، كما تقدم بالشكر والتقدير لكل الولايات والإداريات التي جاءت للمشاركة في هذه البطولة.

وتأسف على عدم حضور إدارية روينق للمشاركة في هذه البطولة، معرباً عن رغبته في رؤيتها تشارك في النسخة المقبلة.

وأشاد بالنجاحات والإنجازات العديدة التي تحققت في عام 2023 على مستوى كل المناشط، مضيفاً بأن البلاد قد نجحت في كرة القدم من خلال تأهل منتخبنا الوطني تحت 17 و20 عام في التأهل إلى بطولتي كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ معاً، بالإضافة إلى الإنجاز الكبير الذي تحقق في كرة السلة من خلال التأهل إلى نهائيات كأس العالم وبطولة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس لتمثيل كل أفريقيا.

وكشف بأن عام 2024 سيكون عامراً بالكثير من المشاركات التي تعتبر تحدياً كبيراً للبلاد بسبب المشاركة في بطولة جميع عموم أفريقيا، مشيداً بنجاح إتحاد ألعاب القوى من خلال تجهيز منتخبنا الوطني للمشاركة به في هذه البطولة بسبب أننا نعرف حالياً من سيقومون بتمثيلنا فيها.

وجدد إيمانه بقدرة البلاد على تحقيق نجاحات مماثلة لكرة السلة في الألعاب الفردية والأولمبية في عام 2024 في باريس على غرار الملاكمة، مضيفاً بأن هناك بعض التحديات التي تواجههم والتي تتطلب دعم مادي كبير جداً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأوضح بأنه قد وصلتهم الكثير من الدعوات من إتحادات إقليم شرق ووسط أفريقيا «سيكافا» من أجل تنظيم بعض البطولات في الفترة المقبلة على غرار بطولة الألعاب الأولمبية التي إستضافتها البلاد في الفترة الماضية.

كل البلاد في مكان واحد

وتقدم رئيس الإتحاد العام لألعاب القوى مجوك أيي مورويل بالشكر لجميع الولايات والإداريات التي شاركت في هذه البطولة وجميع المؤوسسات والشخصيات التي وقفت ودعمت هذه البطولة وحرصت على إنجاحها.

وأشاد بالمستوى الكبير الذي ظهرت به جميع الولايات والإداريات، كاشفاً بأن هدفهم من إقامة هذه البطولات كان جمع جميع ولايات البلاد والإداريات في مكان واحد معاً، مضيفاً بأن إقامة هذه البطولة لم يكن سهلاً بسبب أنه كانت مخاطرة كبيرة للغاية منهم جميعاً من أجل إقامتها وتنظيمها.

وجدد دعوته للشركات والمؤوسسات والحكومة من أجل دعم الرياضة بسبب أنها تعتبر قادرة على إرثاء دعائم الوحدة والسلام والمحبة بين جميع مكونات البلاد، معرباً عن رغبتهم في إستمرار إقامة هذه البطولة.

وكشف عن تخطيطهم في العام المقبل من أجل إقامة هذه البطولة في ولاية أخرى، داعياً الولايات الراغبة في إستضافة النسخة الثالثة من البطولة بالتقدم بطلب إلى الإتحاد، مضيفاً بأن جوبا وواو سبق لهما إستضافة هذه البطولة وقد حان الوقت على بقية الولايات الثمانية من أجل إستلام الراية والحصول على هذه الفرصة.

وأوضح بأنهم قد نجحوا من خلال هذه البطولة في الوقوف على مستوى جميع اللاعبين والعدائين وإختيار الأفضل والموهوبين من بينهم من أجل تجهيزهم لتمثيل البلاد خارجياً في المستقبل، داعياً بقية اللاعبين والعدائين الذين لم يوفقوا في هذه النسخة من أجل الإستعداد لتحقيق ذلك في النسخة المقبلة.

تكريم

وقام مجلس إدارة الإتحاد العام لألعاب القوى واللجنة المنظمة للنسخة الثانية من بطولة الجمهورية بتكريم العديد من الشخصيات والمؤوسسات والشركات الراعية بعد نهاية البطولات بدايةً من الإتحادات الولائية التي شاركت فيها، الإتحادات القومية المختلفة على غرار اللجنة الأولمبية الوطنية والإتحاد العام لكرة القدم، وزارة الشباب والرياضة الإتحادية.

الحصيلة

بعد نهاية فعاليات المنافسة الرسمية، كانت هناك الكثير من التساؤلات التي تدور حول هوية الولاية التي سيكون لها نصيب الأسد من الميداليات وتفوز بالمركز الأول على مستوى الرجال والسيدات والعام.

كان الجميع ينتظر بشغف لحظة الإعلان عن النتائج النهائية لهذه البطولة في وقتٍ كانت فيه الأصوات تتعالى من كل البعثات بأحقيتها بالتتويج بالمركز الأول قبل أن يتم الإعلان عن فوز ولاية الإستوائية الوسطى بالمركز الأول على مستوى الرجال، غرب بحر الغزال على مستوى السيدات والعام.

البطولة الأفضل والأجمل

رغم كل الجدل الذي كان قد أثير حول هذه النسخة الثانية من البطولة، إلا أنه كان لافتاً للغاية إتفاق الكثيرون من المشاركين فيها من لاعبين في مختلف الألعاب ومسؤولين من الإتحاد العام والإتحادات الولائية على حجم النجاح اللافت والكبير لهذه النسخة.

الواقع أن الهيستيريا ومشاعر الفرحة والذهول التي سيطرت على الكثيرون بعد نهاية هذه البطولة كانت كافية لتوضيح ردة فعلهم عنها، خصوصاً مع إشادتهم بالطريقة التنظيمية ومستوى المنافسة الكبير بين جميع الولايات في جميع الألعاب.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: