كيف حدث هذا التحول الكبير في مونيكي؟ هذا، ربما، يكون واحداً من أكثر الأسئلة إلحاحاً وأهميةً حالياً بالنظر إلى حجم التغييرات العديدة والكبيرة التي شهدها النادي منذ بداية الموسم وتحوله من نادٍ كان يطمح للإبتعاد عن مناطق الخطر والصراع على تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا في نهاية الموسم إلى آخر ينافس على التتويج باللقب وإنهاء دوري الأضواء في المركز الثاني في جدول الترتيب.
رجل الطواريء
بعد نهاية مباريات الدور الأول في بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا لهذا الموسم، كانت الكثير من الشكوك والتساؤلات تدور بخصوص مستقبل مونيكي في الدور الثاني من البطولة بعد رحيل سايمون جيمس عنه من أجل تولي منصب المدير الفني لفريق الملكية.
بالطبع، الكثير من الغموض كان يحيط بمستقبل مونيكي حينها بسبب أن سايمون كان المدرب الرابع الذي يتولى هذا المنصب منذ بداية الموسم – ما بين دائم ومؤقت – في وقتٍ كان فيه الفريق يعاني الكثير من الصعوبات والتحديات والمشاكل داخل وخارج الملعب وكان الكثيرون يتخوفون من إمكانية إستمرار معاناته ودخوله في سباق المنافسة على تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في نهاية الموسم.
السؤال الأهم، حينها، كان يتعلق بخصوص الشخص التالي الذي سيصبح المدرب الخامس الذي يتولى منصب المدير الفني لمونيكي هذا الموسم؟
لكن، سريعاً ما حسم النادي أمره من خلال التوصل إلى إتفاق مع المدرب خميس رحال ماركوني المعروف بـ«ويلسون ماركوني» من أجل تولي منصب المدير الفني لمونيكي ليصبح بذلك المدرب الخامس الذي يتولى هذا المنصب منذ بداية الموسم.
هذه الخطوة أثارت الكثير من الجدل حينها، ليس بسبب قيام كل من ماركوني وسايمون بتبادل الأدوار في مونيكي والملكية فحسب، بل حول الأسباب التي دفعت الملكية لإقالة ماركوني من منصبه في وقتٍ كان فيه الفريق يتصدر جدول الترتيب بفارق مريح عن بقية الفرق ويقود سباق المنافسة على التتويج بلقب كونجو كونجو ليغ لهذا الموسم ويقدم مستويات قوية ومميزة ومبهرة للغاية.
ماركوني كان قد أظهر حجم القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها والتي تجعله واحداً من المدربين الشباب المميزين بعدما تولى منصب المدير الفني للملكية لفترة قصيرة ليجني بذلك ثمار عمله وذكاؤه وصبره وإجتهاده بعدما وصل إلى النادي كلاعب ثم عمل كمدير كرة، مساعد مدرب، ومدرب.
الواقع أنه حتى مع الإنتقادات التي تزامنت مع هذه الخطوة، إلا أنه لم يكن لدى النادي ما يخسره بسبب الظروف الصعبة التي واجهها منذ بداية الموسم في وقتٍ كان فيه ماركوني يبحث فيه عن تحدٍ جديد من أجل إعادة الإعتبار إلى نفسه وإظهار حجم القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها وإثبات نفسه.
الذي يصنع ربيع مونيكي
اليوم وبعد مرور ثمانية جولات على توليه منصب المدير الفني لفريق مونيكي، يبدو بأن رهان الإدارة على ماركوني كان صائباً بالنظر إلى النتائج والمستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي حققها الفريق منذ توليه منصب المدرب.
ليس ذلك فحسب، بل أن الفريق يعيش حالياً فترة مميزة للغاية على صعيد الأداء والنتائج ويشهد إستقراراً كبيراً تحت قيادة ماركوني مقارنةً بما كان عليه الوضع طوال الفترة الماضية مع بقية المدربين الذين تعاقبوا على منصب المدير الفني.
فقط، يكفي الإشارة إلى أن مونيكي قد حصل على 18 نقطة من أصل 21 من سبعة مباريات لعبها تحت قيادة ماركوني، إذ خسر مباراة واحدة فقط كانت أمام الهلال بينما فاز على كل من المريخ، عمارات يونايتد، الملكية، سيتيزن، أطلع برة، والزلزال ليبصم بذلك على واحدة من أفضل الفترات في تاريخ النادي الحديث.
الواقع أن مونيكي قد وجد ضالته أخيراً في ماركوني بعد فترة من الفراغ والمعاناة مع بقية المدربين، إذ يبدو التحول والتطور والتحسن الكبير الذي شهده النادي تحت قيادته لافتاً للغاية ولا يمكن الإختلاف حوله إطلاقاً، إذ يتواجد الفريق حالياً في المركز الثالث في جدول الترتيب برصيد 35 نقطة وبفارق عشرة نقاط عن الملكية المتصدر.
مونيكي لم يتغير فحسب، بل أنه قد تغير بدرجة كبيرة للغاية إذ تعتبر هذه أول مرة يحقق فيها إنتصارات متتالية منذ بداية الموسم وقد حدث هذا تحت قيادة ماركوني في وقتٍ يقدم فيه العديد من اللاعبين مستويات مميزة ومبهرة للغاية ويحقق فيه الفريق الإنتصارات مصحوباً بأداء مميز ومبهر.
صحيح انه لا تزال تتبقى لمونيكي خمس مباريات في البطولة أمام كل من الرابطة، قوديلي، فيفا ستار، رينبو، وكتور، إلا أنه يبدو قادراً على الخروج منها بمكاسب كبيرة للغاية ما يعني بأن النجاح في إنهاء الموسم في المركز الثاني أو الثالث في جدول الترتيب سيعتبر بمثابة إنجازاً كبيراً بالنسبة للفريق وله بالنظر إلى الظروف الصعبة التي عاشها النادي هذا الموسم وإلى الفترة الصعبة التي تولى فيها منصب المدير الفني.