عندما يواجه الحرية منافسه جاموس، اليوم، بملعب بلك، في إطار مباريات الدور الأول من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم، فإن الأنظار ستكون شاخصة صوب شارلس جون «مورينيو»، المدير الفني لفريق الحرية، لرؤية ما سيقدمه مع الفريق في مغامرته الجديدة معه.
الذي إعتاد على اللعب مع الكبار
كان مفاجئاً للغاية بالنسبة إلى الكثيرون الخطوة التي أقدم عليها نادي الحرية من خلال نجاحه في الظفر بتوقيع مورينيو وإقناعه بتولي منصب المدير الفني بسبب أنه كان متوقعاً توليه منصب نادٍ يلعب في دوري الأضواء.
بالطبع، لا يبدو بأن مورينيو كان سيقدم على القبول بهذه الخطوة إذا لم يقتنع بالمشروع ويقدم إليه مجلس إدارة نادي الحرية بقيادة رئيسه د. جوزيف ماندي ضمانات ويتأكد من حجم الطموح والتطلعات التي يسعى النادي لتحقيقها.
لكن، ما هو مؤكد بأن هذه الخطوة تعتبر مفيدة للغاية بالنسبة إلى الطرفين في ظل سعي كل طرف لتحقيق أهدافه وطموحاته، إذ يتطلع نادي الحرية للتقدم خطوة إلى الأمام في مشروعه الطموح الذي يسعى من خلاله للصعود إلى دوري الأضواء والذهاب إلى أبعد مدى ممكن في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا.
مورينيو بدوره، رغم أنه ليس لديه شيء يسعى لإثباته بعد النجاحات والإنجازات الكبيرة التي حققها على مدى السنوات القليلة الماضية، فإنه يطمح بدوره لإعادة الإعتبار إلى نفسه على مستوى الأندية وإثبات أنه لا يزال يتمتع بالزخم اللازم والمطلوب لتحقيق النجاحات مع الأندية بعدما قاد منتخب جنوب السودان تحت 20 عام للحلول وصيفاً في بطولة شرق ووسط أفريقيا «سيكافا» الماضية والتأهل إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2023 في مصر.
مورينيو الذي إعتاد على التدريب في دوري الأضواء بعدما سبق له قيادة كلٍ من الهلال، المريخ، الرابطة، وسيتي سيقود الحرية هذا الموسم في محاولة لقيادته للصعود إلى دوري الأضواء واللعب مع الكبار في الموسم المقبل.
المغامرة
يبدو مؤكداً للغاية بأن هذه التجربة تعتبر بمثابة مغامرة كبيرة بالنسبة إلى الطرفين.
رغم ذلك، فإنه كان لا بد منها إنطلاقاً من الأهداف التي يعمل كل طرف على تحقيقها، خصوصاً في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا التي أصبحت بمثابة عقدة بالنسبة إلى مورينيو في النهائيات بعدما خسر مرتين من قبل رفقة الهلال والمريخ في وقتس يسعى فيه الحرية للوصول إلى أبعد من الدور الثالث الذي كان قد وصل إليه في الموسم الماضي.
بالنسبة إلى مورينيو، فإنه بعد تجارب مختلفة مع أندية الدرجة الأولى، فإنه يخوض تحدياً مختلفاً للغاية هذا الموسم مع نادٍ يلعب في الدرجة الثانية ويطمح معه لكتابة تاريخ جديد يقوده فيه لمحاولة تحقيق ما فشل فيه مع الهلال والمريخ ومحاولة قيادته للتتويج باللقب والتأهل إلى دوري الأضواء.
الحرية بدوره، يبرز بإعتباره الطرف الفائز من هذه المغامرة بسبب أنه سيقوده فنياً اسم كبير وسبق له إثبات نفسه وتحقيق الكثير من النجاحات مقارنةً بالمدربين الذين سبق لهم تولية مسؤولية تدريبه.
حقبة جديدة للحرية
هي حقبة جديدة في تاريخ النادي ينتظر أن تكلل بنجاح تاريخي، خصوصاً بعد التغييرات العديدة التي شهدها النادي في الموسمين الماضيين على صعيد اللاعبين والمدربين وتزامن ذلك مع تزايد طموح مجلس إدارته في الذهاب بعيداً في الكأس والتأهل إلى دوري الأضواء.
يبدو صعباً، بالطبع، التكهن بالطريقة التي ستسير بها هذه المغامرة بالنسبة إلى مورينيو والحرية، إلا أنه يبدو مؤكداً بأنها تعتبر مغامرة مثيرة للغاية يتمثل هدفها في محاولة جعل الحرية قادراً على مقارعة الكبار ويعيد مورينيو الإعتبار إلى اسمه.
التحدي يبدأ، اليوم، في وقتٍ يتمثل فيه الهدف في محاولة الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا والتأكد من إنهاء الموسم بالصعود إلى دوري الأضواء.