من بين التحركات التي شهدتها الساحة الرياضية في جوبا في الأيام القليلة الماضية، كانت الأخبار المتعلقة بالمدربين هي الشأن الأكثر تداولاً وإثارةً للجدل، الشكوك، والتساؤلات.
في غضون أسبوع فقط، قام كتور بالإعلان عن عدم تجديد تعاقده مع مدربه بيتر جيمس، أقال مونيكي محمد آدم، وفعل عمارات ذات الأمر مع وليم مايور!
أي حراك مثل هذا؛ كان سيعتبر طبيعياً في الظروف العادية.
لكن، الحقيقة أنه قد حدث في ظروف غير عادية إطلاقاً، فالأندية الثلاث التي قامت بذلك كانت هي التي سيطرت على الساحة المحلية في جوبا في الموسم الماضي، إذ فاز مونيكي بلقب كونجو كونجو ليغ، توج عمارات بلقب كأس جنوب السودان المحلي، بينما توج كتور بلقب كأس رمضان!
في ظروف مثل هذه، كان متوقعاً أن تقوم هذه الأندية بتجديد الثقة في أجهزتها الفنية، تقوم بتدعيم صفوفها بشكلٍ جيد في فترة الإنتقالات الماضية، وتفعل المستحيل من أجل الإستمرار على ذات النهج والمنافسة على التتويج بكل البطولات المطروحة على الساحة.
صحيح أن كل نادٍ كانت له أسباب.
لكن، ما يهمني في الأمر هو الجزء المتعلق بنادي مونيكي، كتور وعمارات يعتبران منافسان دائمان على التتويج بالبطولات على مدى السنوات القليلة الماضية، ولا يبدو بأن هذا يعتبر شيئاً إستثنائياً، بينما يعتبر الأمر مختلفاً للغاية فيما يتعلق بنادي مونيكي.
نحن نتحدث عن نادٍ حديث عهد بمنصات التتويج، لا يعتبر منافس دائم على التتويج بالبطولات، وليست لديه الأرضية الصلبة التي تتوفر لدى منافسيه، وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبةً وتعقيداً على عاتق الرجل الذي جوزيف أقوير مييك (جو كول) الذي خلف محمد آدم في منصب المدير الفني.
هي مهمة تعتبر مستحيلة بلا شك.
الكثير من التحديات سيكون على جو كول مواجهتها، بدايةً قيادة فريق واجه خيبة أمل كبيرة بعدما فشل في التتويج بلقب الدوري الوطني في الموسم الماضي، بالإضافة إلى أنه سيكون عليه مواجهة تحدي خسارة كلٍ من بوغبا وربما ريحان.
تحدي آخر يتمثل في حقيقة أن جو كول قد جاء في وقتٍ لم يقم فيه النادي بالكثير من التحركات في فترة الإنتقالات، بالإضافة إلى أن ذكرى تجربه السابقة مع قوديلي لا تزال في الأذهان!
صحيح أنه قد خاض عدة تجارب أخرى بعد قوديلي مع الغزالة والهلال واو، إذ نجح في قيادة الغزالة للوصول إلى نهائي مسابقة كأس جنوب السودان العام وخسر أمام المريخ جوبا.
ما يدعو للتخوف في ذلك أنه قد مضى وقتٍ طويل على آخر مرة قاد فيها فريقاً. مع ذلك، فإن هذا لا يدعو للذعر، الخوف، والتشكيك في قدراته، إذ برهن عن قدراته وإمكانياته من قبل وأثبت قدراته على التعامل مع مختلف الضغوطات، والمشاكل، والتحديات التي تواجهه.
كل الأمل، حالياً، في أن يجد جو كول طريقةً لإعادة تقديم ذات المستويات القوية التي قدمها مع الغزالة والهلال مع مونيكي في الموسم الجديد، خصوصاً انه يعرف ما يريده دائماً، كيف يفعل ذلك.
فقط، كل ما يحتاجه جو كول لإظهار ما يستطيع فعله مع مونيكي هو الوقت، فإذا ما حصل على ذلك، فإن نجاحه لن يكون مفاجئاً على الإطلاق.