الحرية سيخوض مواجهة صعبة ومعقدة للغاية عندما يلتقي مع منافسه إمتداد بلك، اليوم، بملعب الزهرة، في ديربي حي قيم، في قمة مباريات الجولة السادسة في بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا لهذا الموسم.
لكن، ما هو مؤكد أن الأضواء ستكون شاخصة صوب شارلس جون «مورينيو»، المدير الفني لفريق الحرية، في ظل تراجع نتائج الفريق مؤخراً في وقتٍ سيحتاج فيه إلى إيجاد طريقةً لحل بعض المشاكل التي يواجهها الفريق حالياً من أجل إعادته إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات.
العودة إلى المسار الصحيح
مورينيو كان قد نجح في قيادة الحرية لتجاوز خيبة الأمل التي كان قد تعرض لها في بداية الموسم بعدما خرج من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا من الدور الأول بعد خسارته من أمام جاموس بركلات الترجيح وينتظر منه أن يجد طريقةً للقيام بالأمر، مجدداً، اليوم.
الفريق عانى من تراجع في النتائج في الجولتين الماضيتين رغم إستمراره في تقديم ذات المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي عرف بها، إذ تعادل مع كل من النيل والناصر بنتيجة 1-1 وسيتطلع الكثيرون لرؤية ردة فعل الفريق أمام إمتداد بلك وإذا ما كان سينجح في إعادته إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات، خصوصاً في ظل الصعوبات والتحديات العديدة التي يواجهها في الفريق حالياً.
الواقع أن مورينيو تنتظره مجموعة كبيرة للغاية من المشاكل التي ينبغي أن يكون قد عمل على معالجتها خلال الأيام القليلة الماضية التي أعقبت مباراة الناصر، خصوصاً مع دخول البطولة مراحل تزداد فيها المباريات صعوبةً وتعقيداً يوماً بعد الآخر.
الضغوطات
تراجع نتائج الفريق يتزامن مع إنتفاضة منافسيه على حجز بطاقة التأهل إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم عن هذه المجموعة، خصوصاً مع إمكانية خسارته لصدارته في حالة فشله في تحقيق الفوز اليوم ونجاح بقية منافسيه، خصوصاً نياكورين، في الفوز على الإتحاد.
لذا، فإن مورينيو سيكون عليه إيجاد طريقةً للتعامل مع هذا الضغط الذي يتزامن مع حاجة الفريق للعودة إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات بأسرع وقتٍ ممكن، خصوصاً بعدما خسر أفضليته والدفعة المعنوية التي كان قد حصل عليها في بداية الموسم بتحقيقه لثلاثة إنتصارات متتالية ونجاحه في الحفاظ على شباكه نظيفة وهو ما إنعكس سلباً على الفريق بعدما كان متوقعاً منه إستغلال هذا الزخم من اجل تجاوز هذه الفترة الصعبة وتحقيق الإنتصارات والإحتفاظ بصدارته لجدول ترتيب المجموعة الأولى لوقتٍ أطول.
أزمة الغيابات
لم تكن النتيجة هي التي خسرها الحرية أمام الناصر بعدما تعادل معه إيجابياً بهدف لكل فريق فقط، بل كانت هي واحدة من الخسائر العديدة التي خرج بها الفريق من اللقاء بعدما تعرض الثلاثي لومورو، دانييل تاب، وديفيد ديريك للطرد ما يعني، بالتالي، أنه سيدخل مباراة اليوم وهو يفتقد لخدمات ثلاثة من لاعبيه الأساسيين والمهمين والمؤثرين.
هذا الثلاثي يعتبر من العناصر الأساسية والمهمة للغاية في الفريق وقد لعب دوراً كبيراً ومؤثراً في إنتصاراته الثلاثة الماضية وتصدره لجدول ترتيب المجموعة الأولى، ما يعني بأنه سيكون أمام تحدي مضاعف يتمثل في إيجاد طريقةً لملء الفراغ الذي سيخلفه غيابهم عن المواجهة أمام إمتداد بلك.
صحيح أن الفريق يمتلك مجموعة مميزة للغاية من الخيارات والعناصر المتنوعة القادرة على ملء الفراغ الذي سيخلفه غياب هذا الثلاثي، إلا أن التحدي يكمن في حقيقة أنه يحتاج إلى إيجاد طريقةً لإيجاد التوازن المطلوب في تشكيلته والعمل على إعادة الحرية إلى مساره الصحيح وطريق الإنتصارات في ظل هذه الظروف الصعبة.
اللمسة النهائية
صحيح أن الفريق قد نجح في التسجيل في مرمى الخصوم في جميع المباريات التي لعبها في جميع المسابقات منذ بداية الموسم وهو ما أدى إلى عدم شعور الكثيرون بحجم هذه الأزمة ومدى عمقها، إلا أنها كانت واضحة تماماً في ظل إفتقار خط الهجوم إلى التركيز واللمسة النهائية أمام المرمى.
مدى معاناة الفريق هجومياً وإفتقار مهاجميه إلى التركيز أمام المرمى تبدو ماثلة في حجم الفرص العديدة التي يقومون بإضاعتها في المباريات على غرار ما حدث في المباراتين الماضيتين أمام النيل والناصر، إذ كانت الفرص التي أضاعها كل من سيغالي، بول، توبو، سابرايس، دوغلاس، ومويانق في المباراتين كفيلة بقيادته للفوز بفارق كبير ومريح جداً من الأهداف.
تلك الأزمة تجسدت بوضوح وبدت ماثلة تماماً في المواجهة الأخيرة أمام الناصر بالتحديد بعدما أضاع المهاجمين، خصوصاً سيغالي وسابرايس، عدد من الفرص بشكل غريب حقاً وسط دهشة وإستغراب زملائهم في الفريق.
لذا، فإنه ينبغي ان يكون مورينيو قد عمل على معالجة هذه الأزمة إذا ما كان يطمح لإعادة الفريق إلى مساره الصحيح ووضع حداً لنزيف النقاط المستمر والإحتفاظ بصدارته لجدول ترتيب المجموعة الأولى والذهاب بعيداً في سباق المنافسة على خطف بطاقة الصعود إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم.
الدفاع
يصعب، حقاً، تصديق حقيقة أن شباك الفريق قد إستقبلت ثلاثة أهداف في آخر ثلاثة مباريات لعبها في البطولة بعدما كان قد حافظ على نظافتها في أول مباراتين!
الفريق إفتقد تماماً إلى الصلابة الدفاعية التي عرف بها وعانى كثيراً من أجل الخروج بشباكه نظيفة أمام نياكورين، النيل، والناصر بعدما إستقبلت شباكه ثلاثة أهداف بسذاجة وسهولة تامة في أوقات مختلفة من هذه المباريات الثلاث، خصوصاً في المباراتين أمام النيل والناصر.
مع ذلك، فإن هذا التراجع الكبير في الأداء الدفاعي الذي عرف به الفريق يمكن تفهمه عند النظر إلى أزمة الغيابات المتفاوتة التي عانى منها في خط الدفاع وحراسة المرمى في الفترة الأخيرة، إذ عانى من أزمة في مركز حراسة المرمى بعد تعرض تايقر للإصابة وغياب مشاكوس بسبب مشاركته مع منتخب جنوب السودان تحت 18 عام في بطولة شرق ووسط أفريقيا «سيكافا»، بالإضافة إلى غياب عبدو بسبب الإيقاف في وقتٍ سيفتقد فيه، اليوم، إلى خدمات لومورو بسبب الإيقاف.
كل هذه الأسباب أدت إلى هذا التراجع الكبير في أداء الفريق دفاعياً وجعلته يستقبل مثل هذه الأهداف الغريبة في وقتٍ سيحتاج فيه مورينيو إلى التعامل مع هذا الأمر وأن يجد له حلول ناجعة.
لوما
أداء نجم خط وسط الفريق طرح العديد من علامات الإستفهام في الفترة الأخيرة في ظل تراجع مستواه وخسارته لموقعه في التشكيلة الأساسية بعدما جلس على دكة البدلاء أمام نياكورين والنيل قبل أن يستعيد موقعه في التشكيلة الأساسية أمام الناصر ويخرج مستبدلاً أيضاً!
الواقع أن هذا الأمر ينظر إليه على أنه يعتبر واحداً من الأسباب التي أدت إلى تراجع نتائج الفريق مؤخراً، خصوصاً بعد المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي كان قد ظهر بها في بداية الموسم ومشاركته في جميع المباريات في جميع المسابقات.
لوما ظل لسنوات يعتبر واحداً من العناصر الرئيسية والمهمة والتي لا يمكن الإستغناء عنها في الحرية إطلاقاً، إلا أنه يعيش فترة من تراجع في المستوى هذا الموسم وسيحتاج مورينيو إلى إيجاد طريقةً لإستخراج الأداء الأفضل منه وإقناعه ببذل مجهود أكبر من أجل إستعادة موقعه في التشكيلة الأساسية للفريق ومساعدته للعودة إلى طريق الإنتصارات.