مشاكل يحتاج إتحاد جوبا للعمل على إيجاد حلول لها

344 مشاهدة

موسم 2023/24 الذي كان قد إنطلق وسط ظروف إستثنائية صعبة ومعقدة للغاية متأخراً عن التوقيت المعتاد ببضعة أسابيع بسبب توقف النشاط الرياضي في جوبا لمدة عام كامل، كانت ولا تزال، تواجهه الكثير من الصعوبات والتحديات التي تعتبر كفيلة بفشله في ظل التحديات والصعوبات العديدة التي واجهتها الأندية منذ إنطلاقة الموسم.

لذا، فإنه سيكون على اللجنة التسييرية لإتحاد جوبا المحلي لكرة القدم العمل على إيجاد حلول ناجعة للمشاكل والأزمات التي واجهتها الأندية طوال الفترة الماضية والعمل على تفادي حدوثها في النصف الثاني من الموسم إذا ما كان يطمح في إنهاء الموسم بدون أي مشاكل أخرى.

أزمة التنسيق

كانت هذه واحدة من المشاكل والأزمات التي إضطر الجميع لمواجهتها طوال النصف الأول من الموسم، إذ تسببت أزمة عدم التنسيق بشكلٍ جيد، بين الإتحاد وبقية اللجان المساعدة، في تأجيل العديد من المباريات في الدرجات الثلاث لأسباب لم تكن منطقية تماماً وكان من الممكن تفادي حدوثها.

الواقع أنه لم يكن يمر أسبوع من دون أن يشهد تأجيل بعض المباريات في مختلف الدرجات الثلاث لأسباب واهية تماماً ومتفاوتة على غرار مسألة عدم تخطيط الملعب بسبب عدم التواصل مع المسؤول عنه، عدم إحاطة بقية اللجان المساعدة بالتغييرات الطارئة على جداول المباريات في توقيت مناسب، عدم إخطار الأندية بالتغييرات على مواعيد مبارياتها مبكراً وغيرها من الأسباب.

أزمة المباريات المؤجلة

هذه تعتبر واحدة من الأزمات الأكثر إلحاحاً وأهميةً التي سيكون على الإتحاد العمل على إيجاد حلول ناجعة لها مبكراً، خصوصاً مع إحتمالية قيامه بإصدار برمجة ضاغطة للغاية لمباريات الدور الثاني في مختلف الدرجات الثلاث على غرار ما حدث في النصف الأول من الموسم.

لذا، فإن اللجنة التسييرية ستحتاج إلى مراعاة مسألة المباريات المؤجلة للكثير من الأندية في الدور الثاني في الدرجات الثلاث في وقتٍ سيكون عليها الحرص على حسم مسألة إذا ما كانت ستلعب المباريات المؤجلة أولاً أم سيتم برمجتها لتلعب أثناء مباريات الدور الثاني من البطولات الثلاث.

مشاكل الحكام

هذه كانت واحدة من أكثر الأزمات التي أخفقت اللجنة التسيرية للإتحاد في التعامل معها في النصف الأول من الموسم دون التوصل إلى أي نتائج ملموسة، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة حوافز إدارة المباريات، التنسيق بشكلٍ جيد مع لجنة التحكيم المحلية، النقص الكبير في عدد الحكام، وجدول المباريات الضاغط والمزدحم.

مسألة زيادة حوافز إدارة المباريات بالنسبة إلى الحكام لا تزال واحدة من القضايا المهمة التي ينبغي العمل عليها من خلال التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف، خصوصاً مع تنازل الأندية عن مداخيلها من المباريات في جميع المسابقات هذا الموسم.

واحدة من القضايا الرئيسية أيضاً تتمثل في مسألة عدم التنسيق بشكل جيد ومبكر للغاية مع الحكام ولجنتهم ما تسبب، بالتالي، في تأخر إنطلاقة بعض المباريات، إلغائها، وتأجيلها في وقتٍ يبدو فيه عدد الحكام العاملين ضئيل للغاية هذا الموسم مقارنةً بالموسم الماضي على الأقل.

لكن، المسألة الأكثر أهميةً وإلحاحاً فيما يتعلق بالحكام تتمثل في الأزمة المزدوجة المتمثلة في قلة عددهم مقارنةً بجدول المباريات المزدحم والتأثير السلبي لذلك على أدائهم وتطورهم وتقدمهم وهو ما بدا ماثلاً للغاية هذا الموسم من خلال إنخفاض مستوى الكثيرين منهم مقارنةً بالمواسم الماضية بسبب إضطرارهم لخوض عدد مباريات أكبر في كل أسبوع في ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد ما يتسبب في الكثير من الأخطاء بسبب عدم التركيز الذهني وعدم الحصول على وقتٍ كافي من أجل الراحة والتعافي وإلتقاط الأنفاس والعمل على مراجعة الأخطاء وتفادي تكرارها مجدداً.

بالطبع، اللجنة التسييرية للإتحاد تحتاج إلى الجلوس مع لجنة التحكيم المحلية والحكام من أجل معرفة مشاكلهم والوقوف على الصعوبات والتحديات التي تواجههم والعمل على إيجاد حلول لها، خصوصاً بعد المشاكل العديدة التي واجهها الحكام من أجل إدارة المباريات في النصف الأول من الموسم والأزمات التي أدت إلى تأجيل الكثير من المباريات في مختلف الدرجات الثلاث.

الملاعب

موريس فيليكس، رئيس اللجنة التسييرية لإتحاد جوبا المحلي لكرة القدم، بدا مدركاً لهذه النقطة التي تمثل تحدياً كبيراً للغاية خلال حديثه في فعاليات ختام النسخة الثالثة عشر لبطولة كأس جنوب السودان في جوبا لهذا الموسم عندما إشتكى من أزمة النقص الحاد في عدد الملاعب ومواجهتهم لتحدي آخر يتمثل في تأجير الملاعب الموجودة لإقامة المناسبات عليها من قبل شيوخ الأحياء.

لكن، مع تواجد ريتا دومينيك، وزيرة الثقاقة والشباب والرياضة بولاية الإستوائية الوسطى، في المقصورة الرئيسية وإستماعها إلى تلك الشكوى والمطالب التي قدمها رئيس الإتحاد ووعدها لهم بالعمل على حل هذه الأزمة، فإنه سيكون على مجلس إدارة الإتحاد العمل والتعاون والتنسيق مع الوزارة لمعالجة هذه الأزمة، خصوصاً مع وجود عدد كبير من المباريات المؤجلة في مختلف الدرجات الثلاث.

البرمجة الضاغطة

هذا الأمر كان قد أثار الكثير من الجدل، الشكوك، والتساؤلات وكان محل سخرية بالنسبة إلى الكثيرون في بداية الموسم بعد الإعلان عن روزنامة المباريات – خصوصاً دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا – لدرجة أن الكثيرون تساءلوا عن جدوى تسمية كل جولة بالأسبوع في وقتٍ يلعب فيه كل فريق ثلاثة مباريات في الأسبوع الواحد!

مع ذلك، فإن هذا الأمر كان مبرراً للغاية بالنسبة إلى اللجنة التسييرية وكانت محقة فيما ذهبت إليه في النصف الأول من الموسم بسبب إنطلاقة موسم 2023/24 متأخراً عن موعده المعتاد والطبيعي ببضعة أسابيع، إلا أنه لا يبدو بأن هناك مبرراً للإستمرار على هذا النحو في النصف الثاني من الموسم بسبب وجود متسع من الوقت لإقامة مباريات الدور الثاني في الدرجات الثلاث.

التعامل مع النصف الثاني من الموسم ينبغي أن يتم بشكلٍ مختلف تماماً عن الطريقة التي تم التعامل بها مع النصف الأول، وهو ما سيتطلع إليه الكثيرون في الفترة المقبلة لرؤية الطريقة التي ستتعامل بها اللجنة التسييرية مع هذا الوضع.

القادمون من السودان

صحيح أن أزمة جوزيف معليش، نجم فريق كتور والمنتخب الوطني الأول، كانت ما تسببت في إنفجار وتصاعد هذه الأزمة ليجد الكثيرون من اللاعبين الذين إنضموا إلى العديد من الأندية في إتحاد جوبا في فترة الإنتقالات الرئيسية الإستثنائية الماضية أنفسهم موقوفين عن اللعب إلى أجل غير مسمى.

مع ذلك، فإن اللجنة التسييرية لإتحاد جوبا ستحتاج لإيجاد مخرج من هذه الأزمة قبل إغلاق فترة الإنتقالات التكميلية الراهنة من خلال العمل والتعاون والتنسيق مع الإتحاد العام لإيجاد حل لها، خصوصاً مع تعاقد العديد من الأندية مع العديد من اللاعبين القادمين من السودان في فترة الإنتقالات الماضية.

هذه الأزمة تتطلب إيجاد حلول ناجعة وسريعة لها حتى تستطيع الأندية التفكير في خياراتها بخصوص هؤلاء اللاعبين وإتخاذ القرار المناسب بشأنهم عن طريق الإحتفاظ بهم أو إنهاء التعاقد معهم واللجوء إلى سوق الإنتقالات من أجل تدعيم وتعزيز صفوفها بشكلٍ جيد قبل إنطلاقة النصف الثاني من الموسم.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: