دور المدرب، أي مدرب في كرة القدم، هو دور نظري لا يتجاوز الورق، أما على الميدان فالدور الأهم هو دور اللاعب متى ما قدم ما لديه من حماس، وإصرار، وتنفيذ محكم للخطة المرسومة، فالهدف سيتحقق وغاية الإنتصار والمكسب مهما أضحت صعبة أو معقدة، إلا أنها ستصبح في نهاية المطاف بمثابة الرقم الصحيح الذي يجعلنا نفرح ونسر بالنتائج.
دائماً، وهنا مكمن الخلل، نرمي باللائمة على المدربين في الخسارة التي تحدث في مناسبة ما نحاول إيجاد الحلول.
لكن، هذه الحلول سرعان ما تصبح من المعجزات، والسبب كل السبب، أننا نقدم رؤية العاطفة على حساب المنطق، فنضيف لقناعاتنا وآرائنا المزيد من السقوط.
قائمة من المدربين جلبناهم بالآف الدولارات دونما أن نحقق من وراء هذا النتائج المطلوبة.
نتسرع مرة في الحكم، ومرات نتحول إلى (منظرين) فنحيد اللاعب من سلبيات تهاونه ولا نجد أكثر من مدرب نضربه بسياط نقد قاسٍ ليس له مبرر!
لكي نبني الثقة في نفس اللاعب، علينا البدء في دراسة تجاربنا السابقة، تلك التجارب التي لعبت فيها (الخسارة) لعبتها فغابت أنظارنا عن ملامسة التصحيح وأصبحنا فقط نردد أقصوا المدرب واجلبوا لنا آخر.
على اللاعب، أي لاعب مسؤولية تفوق مسؤوليات المدربين، وإذا ما استوعب هذا اللاعب الدور المناط به داخل الميدان، فهو بمثل هذا الأسلوب سيساهم في تحقيق هدفين: الأول نجومية تسجل لذاته وثانياً إثبات قدرته على إنجاح أي مدرب حتى لو كان هذا المدرب لا يزال في بداية عمره مع مهمة ومهنة التدريب.
في ملاعبنا، اللاعب الجنوبي موهوب، بل إن موهبته تفوق أحياناً أسماء نالت من الصيت الشيء الكثير، هذا من حيث الموهبة، أما من حيث ثقافة التعامل مع المباريات وتنفيذ الأدوار داخل الميدان، فالأمر برمته يحتاج إلى (تعليم) و(تثقيف) وتوعية تكون بدايتها من داخل أسوار الأندية لا أن تبقى هذه المهمة مسؤولية تقع على كاهل المعنيين بإدارة شؤون المنتخب.
فهل نستوعب نحن (المنظرين) هذه الحقيقة، بل هل تستوعب الأندية كامل مسؤولياتها فتصنع لنا لاعباً يحمل الثقة والوعي والثقافة؟ أتمنى.
ختاماً
انطلقت قبل أيام فترة إنتقالات اللاعبين في جميع انحاء البلاد وسط غياب إتحاد جوبا المحلي بعد أن تم إيقاف نشاطه في بداية يناير الماضي.