في أي حدث افريقي، مكان كرة قدم جنون السودان معروف ولا يحتاج لمن يدلل عليه.
وعلى خارطة شرق ووسط إفريقيا، من يريد أن يدرك قيمة هذه الكرة وقامة نجومها، عليه أن يقرأ التاريخ، ومن يقرأ في سطور التاريخ عن جنوب السودان ورياضتها، سيجد هناك أرقاما خاصة هي من فسح المجال كي يصبح المكان معروفاً واستثنائياً ومخصصاً، لمن تميز في فكره بالتخطيط، ولمن أبدع في عمله، بالتنظيم وفنون الإدارة.
خرجنا بتعادلٍ بطعم الفوز، ودعمنا من مرة وشرفنا كل أشقائنا، من شرق افريقيا، وتأهلنا للدور نصف النهائي في سيكافا.
ماضٍ يحكي واقع ما وصلت إليه كرة جنوب السودان، والهدف من استذكار الماضي ووقائع النجاح فيه وسيلة أسلك اتجاهاتها من أجل الوصول لتلك الحقيقة التي تؤكد، بأن لأي نجاح بداية، وبداية النجاح جنوب السودان في مجال الرياضة يبدأ من حيث قيادة سخرت الغالي والنفيس حتى وصلت بما عملت، وقدمت إلى مبتغى المكان المفروش بالورود والمطرز بالمنجزات.
تاريخٌ حافل في ماضيه، وحافل في حاضره، وربما المستقبل، كذلك سيكون حافلا بالمزيد، أقول ربما، في وقت أرى فيه البوادر حاضرة من خلال الناشئين الذين أسعدونا البارحة وهم يتأهلون كرقم فرائحي جديد يضاف لقائمة تلك الأرقام التي تعنى الذهب، ولا شيء سوى الذهب يمكن له أن يروي طموح من ارتبط برياضة هذا الوطن والانتماء لها حبا إن شاءلله.
منتخب جنوب السودان للناشئين تأهل، وللتأهل معانٍ تخصنا، وتخص أهلنا من داخل، بل وإلى آخر نقطة في حدود السودان الشمالي.
وهذه المعاني قد تحددها المنافسة وطبيعتها، كما قد تختصر في التأهل فقط، بل اللقب وتحقيقه، لكن الإضافة الأهم في كل المعاني، هي أن القمة مع البطولة مع المستويات العالية، لكنها مزيج جنوبي يخلق في نهايته الشكل المطلوب لكرة القدم داخل ميادينها.
إعلاميا قد نخفق كالعادة وتمر الفرحة المرسومة على وجوه تلك الفئة الشابة التي تأهلت للناشئين دونما يكون لها في أوراقنا وأفكارنا موقع، كون كفة الميزان في النقد والتحليل والمناقشة تنحاز وينحاز ميلها للأندية، وما عدا الأندية، ها نحن اليوم، وبالتحديد في هذه المرحلة، نشهد على إقصاء مثل ما تحقق للأمر والأبيض، والسبب بالدرجة الأولى انتماء ضيق للنادي وتجاهل تام للمنتخب.
لماذا نتجاهل دعم هذه المواهب الناشئة؟ ويا ترى هل من خلل يجب أن يصحح في مثل هذا الجانب؟
السؤال مفتوح وما بعد آخر علامة استفهام، كما أتمنى من القلب، أن نقف محاسبين لأنفسنا التي قصرت بحق المنتخبات الجنوبية التي نالت ثناء من هم مجاورين لنا فيما نحن.
عموما مبروك لمنتخبنا للناشئين التأهل، ومبروك لإدارته وللاعبيه ولمدربه هذا المنجز، ونتمنى أن تكون بداية لتحقيق المزيد من الإنجاز، والإنجاز الحقيقي أن نرى ونشاهد هؤلاء الشباب مع مقبل الأيام والأسابيع والشهور والسنين أعمدة متينة في قائمة المنتخب الأول إن شاء الله.
ـ ختاماً
ماذا يدور بين الإتحادين العام والمحلي في جوبا؟ أتمنى أن نجد الإجابة.