ما هي أسباب نجاح جنوب السودان في كرة السلة؟

454 مشاهدة

بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على إستقلال جنوب السودان، بدا واضحاً صعود منشط كرة السلة إلى واجهة الأحداث لتصبح حديث الشارع الرياضي في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد النجاحات والإنجازات التي حققها منتخب جنوب السودان لكرة السلة في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمشاركة في مسابقة كأس العالم لعام 2023.

هذا الأمر قاد الكثيرون للتساؤل عن الأسباب التي تجعل جنوب السودان ناجحاً في منشط كرة السلة، وهو ما حاولنا الإجابة عنه من خلال إستطلاع أراء الفنيين والخبراء.

وقال أتير نوي، رئيس إتحاد رومبيك المحلي لكرة السلة، ان السبب في ذلك يعود إلى توصلهم إلى حقيقة إختيار الرجل المناسب ووضعه في المكان المناسب، خصوصاً فيما يتعلق بإختيار لول دينق وإنتخابه كرئيس لإتحاد كرة السلة، واصفاً هذا الأمر بالمهم بسبب التطور الكبير الذي شهده المنشط منذ توليه منصب الرئيس وفهمه للعبة بشكلٍ جيد ومعرفته لكل ما يحتاجه الأمر من أجل تحقيق النجاح.

وأوضح في حديث ل«هاتريك٢٤» ان النجاح كان متوقعاً من قبل الكثيرون بسبب تميز البلاد في هذا المنشط منذ قبل الإستقلال عن السودان، مناشداً الدولة والقائمين على الرياضة بالعمل على دعم المنشط من أجل الإستمرار في تحقيق النجاحات وحتى لا يأتي يوم ويضطرون للإجابة فيه عن السؤال حول أسباب تراجع البلاد في هذا المنشط.

وبدوره يقول بشارة رجب، سكرتير لجنة التدريب المحلية بإتحاد جوبا المحلي لكرة السلة، ان الجنوبيين قد بدأوا ممارسة اللعبة منذ وقتٍ طويل وأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، مضيفاً انهم قد أصبحوا يفهمونها بشكلٍ جيد بدايةً من المراحل السنية، كاشفاً عن وجود بعض اللاعبين الذين بدأوا اللعب في أعمار تتراوح بين 21 و30 ونجحوا في فرض أنفسهم على غرار بول منوت الذي بدأ اللعب في سن الـ21.

وأضاف في حديث لـ«هاتريك٢٤» انه كان مدرباً في الكنغو برازافيل وقد عرف سرعة الإستجابة للعبة، بالإضافة إلى قيام بعض القادة السياسيين بإستخدامها في أجندتهم السياسية على غرار ما كان يفعله السودانيين ضد الجنوبيين قبل الإستقلال، كاشفاً عن نجاح الجنوبيين في تحقيق الإنجازات رغم كل ذلك.

وأضاف قائلاً:”الآن أصبحنا دولة ونعمل من أجل المساهمة في تطوير اللعبة، هناك العديد من المدربين المميزين على غرار هداف ميوين، وليم دينق، ونيكولا مكواج وقد ساهم ذلك في تشجيع الكثيرون من أبناء الوطن بقيادة لول دينق من أجل تحقيق النجاح”.

وأكد وليم دينق، نجم فريق ناشيونال السابق، ان جنوب السودان قد بدأت اللعبة تنتشر فيها منذ قديم الزمان، مضيفاً انهم كانوا يسيطرون على اللعبة قبل الإستقلال سواء كان ذلك على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى البطولات العربية.

وأوضح في معرض حديثه لـ«هاتريك٢٤» انه إذا ما توفرت البنية التحتية المطلوبة فقد تكون البلاد الأفضل على مستوى البلاد على مستوى العالم في ظل الكوادر الفنية المميزة التي يمتلكها حالياً، مؤكداً على مساهمة الجنوبيين في تطوير اللعبة في العديد من الدول العربية على غرار ليبيا، مصر، قطر، السعودية، الأردن، سلطنة عمان، وغيرها.

وتساءل عن السبب الذي يدفع البلاد تفشل في المنشط في ظل النجاحات التي حققها أبنائها قبل وبعد الإستقلال، مشيراً إلى وجود عدد كبير من المدربين الذين كانوا بمثابة أعمدة أساسية في التطور الذي شهدته الدول العربية والأفريقية في اللعبة في السنوات التي سبق الإستقلال.

وكشف عن حاجة البلاد إلى البنية التحتية اللازمة من أجل الإستمرار في تحقيق النجاحات على المستوى القاري والدولي في ظل النشاط الكبير لأبنائه في مختلف الدوريات الكبرى، لافتاً إلى قدرة هؤلاء على المساهمة في تطوير المنشط والإستمرار في تحقيق النجاحات، مشيداً بالدور الكبير الذي يقوم به القائمين على أمر الأكاديميات.

وأشار إلى انه كان يدرب إحدى الأندية الليبية وقد وضع خطة من أجل تطوير أكاديمية الفريق وقد تسبب ذلك في إستمرار الفريق في تحقيق النجاحات والتتويج بالبطولات الوطنية وإحتكار تمثيل ليبيا في البطولات القارية والدولية، مناشداً الجميع بإتباع سياسة إنشاء الأكاديميات والعمل على تطويرها رغم الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد حالياً.

وكشف دومينيك جوك، سكرتير نادي نمرة تلاتة، عن رغبة اللاعبين الجنوبيين وإجادتهم للعبة منذ قديم الزمان، مشيراً إلى الإمكانيات والقدرات المميزة التي يمتلكونها وعقليتهم، مضيفاً ان ذلك قد ساهم كثيراً في النجاحات التي حققتها البلاد في الفترة الماضية.

وأوضح في حديث لـ«هاتريك٢٤» بأن اللاعبين الجنوبيين كانوا يسيطرون على الفرق والمنتخبات الوطنية قبل الإستقلال عن السودان وكان طبيعياً أن يواصلوا على هذا النهج في ظل وجود العديد من اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الكبرى على الصعيد القاري والدولي، مؤكداً على مساهمة الإستقلال في وصول البلاد إلى مراحل متقدمة في البطولات القارية.

وكشف عن وجود العديد من الأطفال الذين بدأوا في ممارسة اللعبة على مستوى الأكاديميات، مؤكداً ان ذلك سيساهم في النهوض بالمنشط وتطوره وإنفجاره بشكلٍ كبير في المستقبل في ظل وجود أشخاص مثل وليم دينق، هداف ميوين، شرنوبي، ونيكولا مكواج.

وناشد وزارتي التربية والشباب والرياضة الإتحاديتين بالتعاون والتنسيق من أجل المضي قدماً في كيفية تطوير اللعبة بدايةً من المدارس، لافتاً إلى ان ذلك سيضمن رفع قدرات اللاعبين فنياً منذ الصغر وانه سيساهم في ظهورهم بشكلٍ مميز في المستقبل، مشيراً إلى وجود رغبة كبيرة للغاية من قبل اللاعبين والمدربين في تطوير اللعبة.

وأشار إلى ان النجاحات التي حققها المنتخب الوطني في الفترة الماضية لم تأتي من فراغ بل نتيجةً للمجهودات الكبيرة التي بذلها الجميع بقيادة لول دينق، مضيفاً ان التحدي الماثل الآن يتمثل في كيفية المحافظة على إستمرار تواجد البلاد في المراحل المتقدمة في البطولات القارية.

وقال ليك جونسون ملوال، نجم وقائد فريق سيتيزن، ان السبب في نجاح البلاد في اللعبة يعود إلى وجود العديد من اللاعبين في الدوريات الكبرى في مختلف أنحاء العالم، واصفاً تلك النجاحات بالطبيعية بسبب الخبرات والقدرات والإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها البلاد في اللعبة.

وأوضح في حديث لـ«هاتريك٢٤» بأنهم كانوا يسمعون منذ الصغر عن وجود بعض الشخصيات الرياضية في المنشط وقد وجدوهم أمامهم، مشيراً إلى ان ذلك قد ساهم كثيراً في وصول البلاد إلى مراحل متقدمة جداً في تصفيات كأس العالم، مؤكداً على ان وجود لول دينق قد ساهم في ذلك، كاشفاً عن حاجة البلاد إلى وضع خطط إستراتيجية مميزة من أجل الإستمرار على هذا النهج.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: