رحيل كريستوفر غابريال عن عمارات يونايتد في فترة الإنتقالات الرئيسية الإستثنائية الراهنة وإنضمامه إلى صفوف كتور في صفقة إنتقال حر جاء ليثير الكثير من الجدل، الشكوك، والتساؤلات بخصوص ما تعنيه هذه الخطوة بالنسبة إلى نادي عمارات يونايتد، خصوصاً أن كريستوفر لم يكن مجرد لاعباً عادياً، بل كان واحداً من أهم وأفضل اللاعبين والقادة في الفريق على مدى السنوات الأربعة الماضية.
نهاية حقبة تاريخية زاخرة بالألقاب
رحيل كريستوفر جاء ليعيد إلى الأذهان مجدداً الخطوة التي كان قد سبقه إليها كل من عمر مايكل لواتي ومايكل ماركو وغيرهم في الموسم الماضي، خصوصاً إن الثنائي كان يعتبر من الأعمدة الرئيسية والمهمة في النادي، وكان قد لعب دوراً كبيراً للغاية في النجاحات والإنجازات العديدة التي كان قد حققها في السنوات القليلة الماضية.
مع ذلك، فإن رحيل كريستوفر بالتحديد، ربما، يكون أكثر إيلاماً وصعوبةً على الإدراك والفهم والتعويض بالنسبة إلى الكثيرون في النادي بسبب أنه يأتي ليكتب النهاية لحقبة تاريخية كانت زاخرة بالألقاب والنجاحات بالنسبة إلى النادي بعدما كان قد صعد إلى القمة محلياً وقومياً بعدما توج بلقب كأس جنوب السودان المحلي في جوبا مرتين، كأس جنوب السودان الوطني مرة واحدة، ووصافة بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا مرة واحدة، وشارك في بطولة كأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكونفدرالية».
بإختصار، لقد كان واحداً من اللاعبين الذين لعبوا دوراً محورياً ورئيسياً في إستقرار النادي على كافة الأصعدة وساعده على تحقيق كل تلك النجاحات في السنوات القليلة الماضية.
لكن، ما يجعل الأمر أكثر صعوبةً وتعقيداً أن هذه الخطوة لها الكثير من الدلالات السلبية على النادي.
الفترة الإنتقالية مستمرة
كان الإعلان عن إنتخاب الجمعية العمومية للنادي لمجلس إدارة جديد بقيادة قرقوري باسيلي، تعيين النيجيري إلفيس يامبا في منصب المدير الفني، رحيل كل من عمر وماركو، وتدعيم وتعزيز صفوف الفريق بشكل جيد ينظر إليه الكثيرون على أنه بمثابة الإعلان عن بداية حقبة جديدة في النادي قبل إنطلاقة الموسم الماضي.
لكن، ما حدث بعد بضعة أشهر من ذلك كان تأكد الكثيرون بأن النادي لا يزال يعيش فترة إنتقالية متقلبة ويفتقد إلى الإستقرار على كافة الأصعدة، خصوصاً بعدما تعاقب على منصب المدير الفني للفريق أكثر من ثلاثة مدربين في ظرف ستة أشهر فقط في وقتٍ كان فيه يعاني على صعيد الأداء والنتائج ويواجه شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا بعد نهاية الدور الأول من البطولة.
بطريقةً أو بأخرى، يمكن القول بأن النادي كان واحداً من المحظوظين والمستفيدين من الأزمة التي نشبت بين مجلس إدارة إتحاد جنوب السودان لكرة القدم ونظيره في جوبا والتي على إثرها توقف النشاط الرياضي حتى نهاية الموسم!
مع ذلك، فإن ما لم يكن متوقعاً بالنسبة إلى الكثيرون أن يفشل النادي في إقناع كريستوفر غابريال والتوصل معه إلى إتفاق يقضي بتجديد عقده مع الفريق، خصوصاً أنه يعتبر واحداً من اللاعبين الأساسيين والمهمين والمؤثرين وكان ينتظر منه لعب دور محوري ورئيسي وقيادة الفريق للخروج من هذه الفترة الإنتقالية الصعبة.
اللاعب كان ينتظر منه أن يكون حجر الأساس في الفترة القادمة في النادي ويستمر في لعب ذات الدور القيادي والمحوري الذي إعتاد عليه ويساعد اللاعبين الجدد على الخروج بالنادي إلى بر الأمان.
خسارة فادحة
الآن، ومع رحيله عن صفوف الفريق وإنضمامه إلى كتور في صفقة إنتقال حر بعد نهاية عقده، فإنه يمكن القول بأن عمارات قد تعرض لخسارة فادحة تماماً.
الواقع أن جميع الأطراف تعتبر رابحة تماماً من الصفقة: كتور، اللاعب، والبطولات المحلية في جوبا بإستثناء عمارات يونايتد.
بالطبع، الفريق لم يخسر قائده، أحد لاعبيه الأساسيين والمهمين والمؤثرين، أحد المساهمين في نجاحاته في حقبته الذهبية، ولاعب لا يزال يحتاج إليه لتجاوز فترته الصعبة فحسب، بل أنه خسر واحداً من أهم اللاعبين في مركزه في الفريق والدوري بأكمله، لاعب يصعب تعويضه بسهولة، ولاعب كان سيحتاج إليه كثيراً في الفترة المقبلة بسبب الخبرات والقدرات والإمكانيات المميزة التي يتمتع بها.
سؤال المليون دولار
ليس واضحاً إذا ما كان رحيل اللاعب عن النادي قد حدث بسبب عدم توصلهم إلى إتفاق، رغبة اللاعب في الرحيل، أم رغبة النادي في عدم التجديد له؟
لكن، ما يبدو مؤكداً أن ذلك يقود للتساؤل إذا ما كان النادي سيسعى لتدعيم وتعزيز صفوفه في خط الدفاع بشكل جيد ومميز في فترة الإنتقالات الرئيسية الراهنة، خصوصاً أنه سيبدأ حقبة جديدة بدون كريستوفر غابريال وسيحتاج إلى ركيزة أساسية يبني عليها من أجل تفادي خيبة الأمل التي كان قد تعرض لها في الدوري في الموسم الماضي.