جدل كبير أثارته ظاهرة الإعتداء على الحكام وإشهار البطاقات الملونة في مختلف أنحاء جنوب السودان في الفترة الماضية في وقتٍ متزامن، وهو ما قاد الكثيرون للتساؤل حول السبب في حدوث هذه الظاهرة وكيفية الحد من إنتشارها.
هذا الأمر قادنا لإستطلاع أراء بعض المختصين والخبراء والمهتمين من أجل التوصل إلى بعض الإجابات وكانت التفسيرات مختلفة للغاية.
حلول
بالنسبة إلى سيستيليو جوبا، سكرتير إتحاد جنوب السودان السابق والمحاضر في الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، فإن الطريقة الأمثل لإيجاد حل لهذا الأمر يتمثل في ضرورة إقامة بعض ورش العمل للاعبين والإداريين في الفترة المقبلة من أجل تثقيفهم وتوعيتهم والحد من إنتشار ظاهرة إشهار البطاقات الملونة.
جوبا طالب في حديث لـ«هاتريك٢٤» الأندية بالتعامل بإحترافية مع المسألة، مبرراً تكرار الظاهرة إلى عدم فهم اللاعبين والإداريين للقوانين التي تنظم اللعبة، مطالباً بضرورة إقامة ورش عمل من أجل شرح العلاقة بين اللاعبين والحكام والإداريين من أجل الحد من مسألة إنتشار الظاهرة.
من يتحمل المسؤولية؟
وأرجع فيليكس جون لاسو، رئيس نادي الرابطة السابق، إنتشار ظاهرة الإعتداء على الحكام وإشهار البطاقات الملونة بكثافة إلى عدم وعي وثقافة بعض اللاعبين، مشيراً في الوقت ذاته إلى إرتكاب الحكام بعض الأخطاء التحكيمية التي تتسبب في دفع اللاعبين للإعتداء عليهم على غرار ما حدث في رومبيك واو وغيره.
وطالب في حديث لـ«هاتريك٢٤» بضرورة التفكير مطولاً من قبل الحكام قبل إشهار البطاقات الملونة في ظل سوء سلوك بعض اللاعبين في مختلف أنحاء البلاد، داعياً الأندية إلى ضرورة الإلتزام باللوائح والنظم التي تنظم اللعبة من أجل المساهمة في تطويرها.
وشدد على أهمية القيام بمراجعة وتقييم أداء الحكام والوقوف على أخطائهم وأخطاء اللاعبين والإداريين والمدربين ومعرفة إذا ما كانت هناك أخطاء مقصودة أم لا، لافتاً إلى إمكانية مساهمة ذلك في محاسبة كل من يرتكب خطأ أثناء فترة سير البطولات.
المشكلة
بالنسبة إلى دينق دينق أبو كلام، مساعد مدرب منتخب جنوب السودان تحت 20 عام، فإن السبب في تكرار الظاهرة يعود إلى إنخفاض اللياقة البدنية للاعبين، مشيراً إلى التأثير الكبير لمسألة إنخفاض اللياقة البدنية للاعبين على تركيزهم الذهني.
وطالب في حديث لـ«هاتريك٢٤» اللاعبين بالإجتهاد وبذل قصارى جهدهم ومساعدة فرقهم على تحقيق الإنتصارات، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود بعض الأخطاء الإدارية التي يرتكبها الإداريين من خلال إحتجاجهم وضغطهم على اللاعبين من خلال شحنهم أكثر من اللازم ومطالبتهم بضرورة تحقيق الفوز بأي ثمن.
ووصف مسألة الإعتداء على الحكام بالإسلوب غير الرياضي، كاشفاً عن الحاجة إلى توعية وتثقيف كل الرياضيين وتعريفهم بأن حكم اللقاء يعتبر إنسان وغير معصوم عن إرتكاب الأخطاء، مطالباً بإمكانية إتباع أساليب إدارية من أجل الإحتجاج على أي أخطاء تحكيمية بدلاً من الإعتداء على الحكام.
وأشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه المدربين من أجل الحد من حدوث مثل هذه الحالات من خلال تهيئة وتهدئة اللاعبين قبل المباريات وأثناء سيرها من خلال توجيه اللاعبين بإستمرار، لافتاً إلى التأثير الكبير لإنضباط وهدوء المدرب على اللاعبين فوق أرضية الملعب.
الأزمة
وأرجع أبراهام مليط ريك، نائب رئيس إتحاد رومبيك المحلي لكرة القدم، مسألة تكرار حالات إشهار البطاقات الملونة في وجه اللاعبين والمدربين والإداريين إلى الأخطاء التي يرتكبها الحكام أثناء المباريات، مشيراً إلى عدم تأهيل وتثقيف بعض الحكام من أجل التعامل مع حالات إنخفاض اللياقة البدنية للاعبين.
وكشف في حديث لـ«هاتريك٢٤» عن قيام بعض الحكام بإشهار البطاقات الملونة بسبب الإنتماء لبعض الفرق المنافسة، واصفاً ذلك بالخطر الكبير الذي تعاني منه كرة القدم في البلاد، مشيراً إلى تلقيهم شكوى من أحد لاعبي الفرق المنافسة بأن حكم اللقاء يعتبر واحداً من لاعبي الفريق الخصم وهو ما دفعه لإحتساب الأخطاء بشكلٍ كبير ضدهم.
غير معصوم عن الخطأ
ووصف دوبول فول، مدير الحكام باتحاد جنوب السودان لكرة القدم، الإعتداء على الحكام بالسلوك المشين وغير الرياضي، مضيفاً بأن الحكم يعتبر إنسان وغير معصوم عن الخطأ، لافتاً إلى ان ما يحدث في مختلف أنحاء البلاد بأنه شيء طبيعي يحدث في مختلف أنحاء العالم وفي جميع البطولات.
واستنكر في حديث لـ«هاتريك٢٤» حالات الإعتداء على الحكام في المباريات، مطالباً الإتحادات المحلية بضرورة إصدار قرارات رادعة ومحاسبة الأشخاص الذين يعتدون على الحكام من أجل الحد من إنتشار الظاهرة.