ما الذي قد يمنع منتخب جنوب السودان لكرة السلة من حجز إحدى بطاقات التأهل إلى مسابقة كأس العالم؟ إطلاقاً، لا يبدو بأن هناك سبباً لذلك، خصوصاً إذا ما أخذنا في الإعتبار كل المعطيات الراهنة التي تُشير إلى قدرته على فعل ذلك.
دعوني، هنا، أقتبس الأنشودة الرسمية الخالدة والأسطورية لجماهير ليفربول وأقول بأن المنتخب لن يسير لوحده أبداً هذه المرة، فبعدما كان سبباً في إدخال الفرحة في نفوس المواطنين الجنوبيين في مختلف أنحاء البلاد والعالم طوال الفترة الماضية وكان مصدراً لسعادتهم، فرحتهم، وفخرهم بعدما كان يلعب في التصفيات بدون دعم ومؤازرة وتشجيع حقيقي، فالوضع يختلف تماماً هذه المرة.
المنتخب سيحظى بدعم كبير هذه المرة ولن يشعر أحد من اللاعبين والجهاز الفني والإداري بالوحدة إطلاقاً، إذ سيحصل على دعم ومساندة وتشجيع مباشرةً من المدرجات وهو شيء إفتقد إليه طوال الفترة الماضية ونجح في تحقيق نتائج إيجابية في غيابه، فكيف سيكون الأمر في وجوده؟!
لا بد أن تونس قد شهدت توافد أعداد كبيرة للغاية من الجنوبيين في الأيام القليلة الماضية من مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن الوفد الكبير الذي سافر إلى هناك من جوبا، أمس، وضم العديد من المسؤولين والجماهير وهو شيء سيعود بفائدة كبيرة للمنتخب.
هذا الأمر لا بد من انه سيخفف من حدة صدمة التواجد في مجموعة صعبة للغاية تضم إلى جانبه كلٍ من السنغال، مصر، والكونغو برازافيل، بالإضافة إلى دخول مرحلة الحسم والتي تعتبر أكثر صعوبةً وتعقيداً مقارنةً ببقية المراحل السابقة من التصفيات، بالإضافة إلى أنها تتطلب التضافر والحرص على الظهور بمستوى قوي ومميز وبذل جهدٍ كبير.
كل هذا ينبغي أن يدفعنا للتفاؤل والثقة والإيمان بقدرته على تكرار ذات المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها طوال المراحل السابقة من التصفيات ومواصلة مشواره في التصفيات والتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
المسؤولية الموضوعة على عاتق الجهاز الفني والإداري واللاعبين تعتبر كبيرة للغاية بلا شك، إلا أنهم سيكونوا على قدر مستوى التطلعات والتوقعات وقادرين على التغلب على كل التحديات والصعوبات التي قد تعترض طريقهم إذا ما لعبوا بذات الروح القتالية والغيرة التي ظهروا بها من قبل.
أكثر من كل هذا، أن الطريقة التي تقام بها المرحلة الأخيرة من التصفيات والتي تتطلب خوض ستة مباريات، حقيقة انه يتأهل من كل مجموعة الأول والثاني إلى النهائيات مباشرةً ويُضاف إليهم أفضل الثوالث يعني الكثير ويزيد من حظوظ المنتخب في التأهل، خصوصاً أن هناك الكثير من الفرص من أجل التأهل.
الآن، يتوفر لدى اللاعبين الدافع والحافز والطموح والشغف والرغبة، ولا ينقص ذلك سوى الحرص على الظهور بشكلٍ قوي ومميز من أجل التأهل.