لماذا يجب علينا القلق من مشاركة «النجوم الساطعة» في أمم أفريقيا للشباب؟

252 مشاهدة

منتخب جنوب السودان تحت 20 عام سيبدأ مشواره في بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب لعام 2023 في مصر، اليوم، بمواجهة الكنغو في وقتٍ يتطلع فيه الكثيرون لرؤية ما سيقدمه المنتخب في البطولة وإذا ما كان قادراً على تكرار ما حققه في بطولة شرق ووسط افريقيا للشباب في السودان.

مع ذلك، فإن الكثيرون يشعرون بالخوف والقلق من عدم قدرة المنتخب على تحقيق شيء في البطولة ومعاناته ومكافحته من أجل تكرار تلك النجاحات والإنجازات، خصوصاً أن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للشعور بالخوف والقلق.

سؤال المليون دولار

الكثيرون من قادة مجلس إدارة إتحاد جنوب السودان لكرة القدم قد قاموا طوال الفترة التي أعقبت نجاح منتخب تحت 17 و20 عام على التوالي في التأهل إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2023 في الجزائر ومصر على ترديد عبارة أن عهد المشاركة في البطولات الخارجية من أجل التمثيل فقط قد ولى وأنه قد بدأ عهد جديد تدخله منتخباتنا الوطنية المختلفة في المشاركة في أي بطولة وهي تسعى للذهاب بعيداً في تلك البطولات والمنافسة على التتويج بها.

بعبارةً أو بأخرى، فإنه يصعب حقاً القبول بصحة تلك الأقاويل والتصريحات بسبب أن الوقت لا يزال مبكراً للغاية للحديث عن الرغبة الجادة في الذهاب بعيداً في البطولات الخارجية والمنافسة على التتويج بها في ظل الفوارق الكبيرة للغاية بين منتخباتنا الوطنية المختلفة والمنتخبات التي إعتادت على التتويج بالبطولات.

هذا يضاف إليه حقيقة ان الفوارق تعتبر كبيرة للغاية بين منتخباتنا مقارنةً بدول الإقليم المتقدمة على غرار يوغندا ناهيك عن المنتخبات الكبرى في وقتٍ لا توجد فيه أرضية أو إرث كبير يمكن بناء تلك التصريحات عليه.

لكن، ما يدعو للشعور بالخوف والقلق أكثر من كل ذلك أن تتسبب تلك التصريحات في رفع مستوى التوقعات والتطلعات وزيادة حجم الضغط والأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتق المنتخبات الوطنية، خصوصاً منتخب الشباب الذي يبدأ بطولته في كأس أمم افريقيا للشباب اليوم.

تلك الفرضية والتصريحات ستخضع للتجربة في هذه البطولة وأي إخفاق لمنتخب الشباب وخروجه من الدور الأول سيضع الجميع تحت المجهر وسيعرض قادة الإتحاد لإنتقادات كبيرة بسبب رفعهم لمستوى التوقعات والتطلعات وسيكون عليهم تحمل أي فشل قد يترتب على المنتخبات الوطنية بدايةً من منتخب الشباب.

ثورة التغيير

مجلس إدارة الإتحاد العام قام بالعديد من التغييرات في المنتخبات الوطنية والتي بدأت بإقالة شارلس جون ودينق أبو كلام من منصب المدير الفني والمساعد لمنتخب الشباب على التوالي وتعيين بيتر جيمس وموسى زكريا خلفاً لهما.

صحيح أن الأداء والشكل الذي ظهر به المنتخب الوطني في بطولة سيكافا للشباب في السودان كان دون مستوى التوقعات والتطلعات وعرضةً للإنتقادات بسبب تخيبه للآمال وعدم ظهوره بشكلٍ قوي ومقنع حتى مع تحقيقه لإنجاز الحلول وصيفاً لمنتخب يوغندا الذي توج بطلاً والتأهل إلى نهائيات كأس أمم افريقيا للشباب في مصر.

لكن، تلك الآراء والأصوات التي كانت تنتقد الشكل والمستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني في سيكافا كانت ترى بأن الوضع سيتحسن من خلال مطالبة الجهاز الفني بمعالجة الأخطاء التي صاحبت المشاركة في البطولة والوقوف عليها من أجل إيجاد حلول ناجعة لها وإعطاؤه الوقت من أجل تغيير الصورة السلبية التي ظهر بها المنتخب.

لذا، مع إقالة الجهاز الفني القديم وتعيين آخر جديد، فإن أداء المنتخب في بطولة أمم افريقيا للشباب سيكون تحت المجهر والنقد والملاحظة ومن ثم مقارنته بما كان عليه الوضع في بطولة سيكافا وهو شيء قد تكون له عواقب وخيمة على المنتخب ويتسبب في تعرض قادة الإتحاد لإنتقادات أكبر بسبب الخطوة التي أقدموا عليها بإقالة الجهاز الفني القديم وتعيين آخر جديد.

هل يتأثر بالتغييرات

الأمر هنا لا يتعلق بالتغييرات التي حدثت على صعيد الجهاز الفني فقط، بل تلك التي شملت عملية الإحلال والتبديل في المنتخب الوطني من خلال إستبعاد اللاعبين الذين قادوه لتحقيق الإنجاز في سيكافا وإستدعاء آخرين للمشاركة في أمم افريقيا للشباب.

صحيح أن الجهاز الفني الجديد قد حصل على كامل وقته من أجل إجراء تلك التغييرات والوقوف على مدى جاهزية اللاعبين لقيادة المنتخب الوطني لتحقيق إنجاز آخر جديد في هذه البطولة.

مع ذلك، فإن الكثيرون يتخوفون من إمكانية أن يتسبب ذلك في التأثير بشكلٍ سلبي على أداء وشكل المنتخب في أمم افريقيا للشباب وهو شيء سيتطلع الكثيرون لرؤيته وتكوين إنطباع أولي عنه بعد المباراة الأولى للمنتخب أمام الكنغو اليوم.

مشاكل بالجملة

لا يقتصر التحدي هنا على المشاركة في البطولة للمرة الأولى فقط، بل بخصوص المستويات التي ظهر بها المنتخب الوطني في مبارياته التحضيرية، خصوصاً مباراتيه الأخيرتين أمام مصر وزامبيا على التوالي.

الكثير من التساؤلات لا تزال تدور حالياً حول بعض الأشياء التي تتعلق بمسألة العقم التهديفي التي عانى منها المنتخب كثيراً في بطولة سيكافا الماضية والتي عادت للظهور مجدداً في مباراتيه الأخيرتين وإذا ما كان قد تم المسألة بصورة نهائية أم لا تزال المشكلة قائمة.

هذا يضاف إليه حقيقة أن معاناة المنتخب الدفاعية بدت واضحة تماماً من خلال إستقباله للكثير من الأهداف وهو شيء كان ينبغي أن يكون بمثابة تحذير وإنذار مبكر من أجل العمل على معالجة هذه المشكلة قبل إنطلاقة البطولة بسبب الطريقة البدائية التي إستقبلت بها شباك المنتخب الوطني الأهداف.

هذه المشكلة تأخذ حجم أكبر عند النظر إلى التغييرات العديدة التي شهدها خط الدفاع مقارنةً ببطولة سيكافا وهو ما يقود للتساؤل حول إذا ما كان السبب في عدم ظهور هذا الخط بشكلٍ قوي ومتماسك يعود إلى غياب التفاهم والإنسجام أم أن هناك مشكلة أخرى يعمل الجهاز الفني على معالجتها.

المحك

قرعة البطولة كانت قد أوقعت المنتخب في مجموعة متوازنة نسبياً بعدما أوقعته رفقة منتخبات يوغندا، افريقيا الوسطى، والكنغو.

مع ذلك، فإن هناك الكثير من التساؤلات التي لا تزال دائرة حول قدرته على التأهل من هذه المجموعة الصعبة وتخطي منتخبات هذه المجموعة والتأهل إلى الدور المقبل، خصوصاً أن مواجهة الكنغو وافريقيا الوسطى لا تقل صعوبةً وتعقيداً عن يوغندا التي وقف الجميع على مدى قوتها والفوارق الكبيرة للغاية بينه وبين منتخبنا الوطني بالقياس على المستويات التي ظهر بها المنتخبين في نهائي بطولة سيكافا الماضية في الخرطوم.

الواقع أن مواجهة الكنغو ينظر إليها على انه ستكون مفتاح المنتخب الوطني في هذه البطولة وستلعب دوراً كبيراً في تحديد المسار الذي سيسير عليه في البطولة.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: