الكثير من الأسئلة تدور في الأذهان قبل يوم واحد على إقامة الجمعية العمومية الطارئة التي ستعقدها أندية جوبا بعد الجدل الكبير الذي حدث طوال الفترة الماضية في أعقاب تجدد الخلاف بين إتحاد جنوب السودان لكرة القدم وإتحاد جوبا المحلي بخصوص الناحية الشرقية لإستاد جوبا الدولي وما أعقبه من تداعيات بإصدار إتحاد جنوب السودان قراراً بإيقاف مجلس إدارة اتحاد جوبا عن ممارسة النشاط الرياضي لمدة عام واحد.
مع كل ذلك، فإن السؤال الأكثر إلحاحاً وأهميةً حالياً يتعلق بالأسباب التي دفعت الأندية لتغيير موقفها إلى النقيض تماماً في غضون فترة وجيزة بعدما كانت تقف خلف مجلس إدارة الإتحاد المحلي الذي صدر قراراً بإيقافه؟!
المصلحة
بالنسبة إلى البينو كويك، الناطق الرسمي باسم إتحاد جنوب السودان لكرة القدم، فإن الأمر لا يعتبر سوى إدراك ومعرفة الأندية لمصلحتها وإمكانية تضررها بعد إيقاف مجلس إدارة الإتحاد المحلي السابق بسبب أن الأمر لن يكون في صالحها بإعتبار أنها صاحبت الحق.
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل أنه يطالب الأندية بالإستمرار في تحركاتها والعمل على إستئناف النشاط الرياضي بسرعة بسبب الخطورة التي ستنتج من إيقاف النشاط وأن يكون هذا الأمر بمثابة الأولوية بدلاً من التركيز على مسألة الخلاف بخصوص الإستاد.
الإرث
لكن، هل كان مفاجئاً الخطوة التي أقدمت عليها الأندية بتغيير موقفها وسعيها لإقامة جمعية عمومية طارئة؟ وهل كان للخطوة ما يبررها؟
لا يبدو الأمر مفاجئاً إطلاقاً بالنسبة إلى كويك في ظل إمتلاك الأندية إرث كبير وإعتيادها على القيام بخطوات ثورية وعدم صبرها على معظم مجالس الإدارات التي تعاقبت على الإتحاد المحلي طوال السنوات القليلة الماضية، إذ يبرهن على ذلك من خلال الإشارة إلى عدم وجود مجلس إدارة أكمل فترته القانونية التي تقتصر على أربعة أعوام في الإتحاد.
ولم يتوقف هنا فحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال الإشارة إلى أن أقصى فترة قد يقضيها مجلس إدارة هي فترة عامين وقد كانت هناك بعض الشواهد على ذلك قبل أزمة إستاد جوبا الحالية، إذ كانت هناك بعض الخلافات التي حدثت ولا يتوقع أن ينتهي الأمر هنا ويتنبأ بحدوث هذا الأمر مجدداً.
ليس بعد
لا يزال الوضع قائماً بالنسبة إلى ستيفن لادو «مولر»، رئيس كتلة أندية جوبا، فيما يتعلق بالموقف من الخلاف حول الناحية الشرقية للإستاد رغم تأييدهم في السابق لقرار مجلس الإدارة الموقوف بتعليق النشاط الرياضي وإتخاذهم قراراً بالدعوة لجمعية عمومية طارئة.
هذا الأمر برره من خلال التأكيد على أن موقف الأندية لم يتغير بسبب أنهم كانوا قد قاموا في الجمعية العمومية العادية بتكليف مجلس إدارة الإتحاد الموقوف بالمضي قدماً في الدفاع عن حقوقهم وإعلانهم الوقوف خلفهم.
مولر أرجع سبب دعوتهم لعقد جمعية عمومية طارئة إلى الرغبة في مناقشة الوضع الراهن، كاشفاً بأن القرارات التي سيقوموا بإتخاذها في الجمعية العمومية ستكون وفقاً للقوانين التي تنظم اللعبة.
ماكور مجوك، المسؤول المالي وعضو مجلس إدارة اتحاد جنوب السودان لكرة القدم السابق، إتفق مع حديث مولر الذي يفيد بعدم قيام الأندية بتغيير رأيها تجاه مجلس إدارة الإتحاد المحلي الموقوف، موضحاً ان الجمعية العمومية الطارئة تعتبر بمثابة جلسة مكاشفة وأنها ستكون بمثابة فرصة مثالية للتعرف على حقيقة إذا ما كانت الأندية لا تزال تتمسك بموقفها أم قامت بتغييره.
المصير
حينما تعقد الجمعية العمومية الطارئة، يوم السبت، بفندق بروس، فإنه سيكون أمام الأندية الفرصة الكاملة لتقرر موقفها بخصوص الجدل الدائر حالياً من خلال إنتخاب لجنة تسيير لإستئناف وإدارة النشاط مجدداً وإنتظار نهاية الموسم من أجل التباحث لإيجاد حل للخلاف حول الناحية الشرقية لإستاد جوبا.
هذه الرؤية يتفق معها الناطق الرسمي باسم اتحاد جنوب السودان الذي يشير إلى أن الكرة قد أصبحت في ملعب الأندية لتقرر مصيرها ومستقبلها الآن.