لماذا خسر جنوب السودان أمام الكونغو؟

292 مشاهدة

هزيمة جديدة تعرض لها منتخب جنوب السودان بعد خسارته 1-0 من أمام الكونغو برازافيل، اليوم، في إطار مباريات الجولة الرابعة من دور المجموعات في التصفيات المؤهلة للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة في ساحل العاج.

الهزيمة جاءت في وقتٍ كانت فيه الآمال والتوقعات كبيرة للغاية بعد فوز جنوب السودان على الكونغو في الجولة الثالثة من المجموعات وهو ما قاد الكثيرون للتساؤول حول الأسباب التي أدت لخسارته من أمام الكونغو ذاتها في الجولة الرابعة.

هنا، نحاول الوقوف عند بعض الأسباب التي نرى بأنها كانت سبباً مباشراً في هذه الهزيمة.

كوزين

الإيطالي ستيفانو كوزين، المدير الفني لمنتخب جنوب السودان، يتحمل عبء كبير ومسؤولية الخسارة من أمام الكونغو، خصوصاً بعد النتيجة التي إنتهت عليها مباراة المنتخبين في الجولة الثالثة في الكونغو.

كوزين كان ينتظر منه إعادة مشاهدة شريط المباراة والوقوف على نقاط القوة والضعف في المنتخب والعمل على معالجتها وإستغلال زخم مباراة الجولة الثالثة والبناء عليها من أجل تحقيق الفوز على الكونغو، خصوصاً أن المنتخب كان قد دخل مباراته في الجولة الثالثة بظروف أفضل بكثير مقارنةً بما كان عليه الوضع في الجولة الثالثة.

فقط، يكفي الإشارة إلى أن المنتخب كان قد دخل اللقاء بضغوطات أقل، يخوض اللقاء في ملعبه، يواجه الكونغو بدون دعم جماهيري تقريباً، يمتلك دفعة معنوية مهمة، وكان في أشد الحاجة إلى الفوز.

لكن، الإيطالي ضرب بكل ذلك عرض الحائط وتسبب في تعرض المنتخب للهزيمة الثالثة في التصفيات لتصبح مهمته في التأهل إلى النهائيات شبه مستحيلة تقريباً.

الإختيارات

كل ما يمكن قوله أن كوزين لم يكن موفقاً إطلاقاً في العديد من خياراته لهذه المواجهة، خصوصاً فيما يتعلق بالأسماء التي إختارها للعب في خط الهجوم رفقة تيتو أوكيلو، إذ ظهر كلٍ من وليم أكيو وأغاو أوكوت بمستوى فني متواضع ونهيب للآمال تماماً وقد ظهر المنتخب بدون أي خطورة تذكر على مرمى الكونغو بإستثناء الفرصة المواتية للتسجيل التي تعامل معها أكيو برعونة وسددها فوق الشباك الخالية!

خطأ الدفع بأكيو وأوكوت بدا واضحاً من خلال قيام كوزين بإخراجهما بعد نهاية الشوط الأول مباشرةً، إلا أن الإيطالي إرتكب خطأ آخر في تبديلاته بعدما دفع بالثنائي إيفان واني وأجاك رياك بدلاً عنهما.

ثم إرتكب خطأ آخر بعدما قام بإخراج كلٍ من بيتر شول ومونيومو أشول ودفع بالثنائي جاكسون مورجان وكينجي واني، قبل أن يخرج تيتو ويدفع شول.

الدفاع

كل هذه التغييرات التي قام بها كوزين بدايةً من قرار إخراج أكيو وأوكوت كانت بمثابة إعلان على أن المنتخب سيلعب من أجل الدفاع والخروج بنقطة من اللقاء بأي شكلٍ ممكن وهو شيء كان مفاجئاً للغاية بالنظر إلى النتيجة التي إنتهى عليها لقاء المنتخبين في الجولة الثالثة.

ذلك بدا واضحاً من خلال التحول للعب بخمس مدافعين في الخلف، إذ ترتب على دخول إيفان واني عدد من التغييرات داخل الملعب بدأت بتحول داتا للعب كقلب دفاع ثالث رفقة توحا وتابان وتحول غيريجا للعب في مركز الظهير الأيمن تاركاً موقعه في الجبهة اليسرى لواني؟!

ثم الإكتفاء باللعب بأوكيلو وأجاك فقط في الهجوم وتقييد بيتر شول بواجبات دفاعية ومنح مقونق الحرية للتقدم إلى الأمام لتقديم المساندة الهجومية.

هذا شيء لا يزال يثير الكثير من الجدل والشكوك والتساؤلات بسبب اللعب بطريقة دفاعية أمام منتخب الكونغو الذي فاز عليه جنوب السودان في ملعبه وأمام جماهيره في وقتٍ كانت فيه المباراة تقام في ملعبنا!

قرار التحول للعب بطريقة دفاعية بحتة والإعتماد على الهجمات المرتدة أعطى الفرصة للكونغو من أجل التقدم إلى الأمام على أمل النجاح في خطف هدف وهو ما حدث من خلال نجاح ثلاثة لاعبين من الكونغو في التوغل بالكرة والدخول بها إلى منطقة الجزاء وتسجيل هدف في وجود ثمانية لاعبين في الخطف يقومون بأدوار دفاعية؟!

قراءة كوزين وطريقة تعامله مع المباراة كانت خاطئة وغير موفقة تماماً وقد دفع المنتخب ثمن ذلك غالياً من خلال الخسارة 1-0 ليصبح الوضع أكثر صعوبةً وتعقيداً قبل جولتين على إسدال الستار على التصفيات.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: