لا تزال الخطوة التي أقدم عليها الايطالي ستيفانو كوزين، المدير الفني لمنتخب جنوب السودان، مؤخراً، بعد الإعلان عن القائمة المبدئية للمنتخب لمباراتيه ضد الكونغو برازافيل في التصفيات المؤهلة للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام ٢٠٢٣ في ساحل العاج تثير الكثير من الجدل والتساؤلات في الوسط الرياضي رغم مرور بضعة أيام عليها.
صحيح أن الهدوء قد ساد بعد إنطلاقة إعداد المنتخب يوم السبت، إلا أن الحيرة والدهشة لا تزال تسيطر على الكثيرون، خصوصاً فيما يتعلق بعدم إستدعاء أي لاعب من الذين تألقوا في بطولة كأس جنوب السودان العام وقدموا مستويات قوية ومميزة ومبهرة نجحوا خلالها في قيادة المريخ للتتويج بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه.
التساؤلات تدور حول عدم إستدعاء أي لاعب من صفوف المريخ، خصوصاً أن الكثيرون من لاعبيه قد تألقوا في هذه البطولة ولعبوا دوراً كبيراً في تتويجه باللقب.
مناسي
نوح جيلبيرت، نجم خط وسط المريخ وقائده الثاني، يعتبر واحداً من اللاعبين الذين لا تزال الأسئلة تدور حول سبب عدم إستدعاؤه للمنتخب، خصوصاً أنه كان واحداً من اللاعبين المهمين والمؤثرين الذين تألقوا في بطولة كأس جنوب السودان العام ولعب دوراً كبيراً في تتويج فريقه باللقب.
نوح لم يكتفي بالقيام بدوره القيادي في وسط الملعب من خلال التحكم في إيقاع اللعب وتشكيل حائط صد قوي أمام مرمى فريقه وتوجيه بقية زملائه فحسب، بل كانت له إسهامات أخرى في فريقه باعتبار أنه كان العقل المدبر في وسط الملعب وكان له دور هجومي كبير من خلال صناعته لهدفين لزملائه.
أتاري
في ظرف ثلاثة أشهر فقط، نجح خميس أتاري مع المريخ في تقديم نفسه بأفضل طريقةً ممكنة وإظهار ما يشفع له بالإنضمام إلى صفوف المنتخب الوطني.
أتاري أظهر أحقيته بالإنضمام إلى صفوف المنتخب من خلال المستويات المميزة والمبهرة التي قدمها مع المريخ في بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا وكأس جنوب السودان العام وكان عنصراً مهماً للغاية في النتائج المميزة التي حققها الفريق مؤخراً.
خميس أثبت قدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه وهو ما بدا واضحاً للغاية من خلال تسجيله لهدف وصناعته لإثنين في المباراة الوحدة التي لعبها مع الفريق في الدوري ضد عمارات.
رغم ذلك، فإنه لم يكتفي بتألقه في الدوري المحلي فقط، بل نقل تألقه إلى البطولة الأكبر وقد أثبت ذلك من خلال تسجيله لثلاثة أهداف وصناعته لمثلها في بطولة كأس جنوب السودان العام التي نجح في قيادة المريخ للتتويج بها.
أوموت
صحيح أن أوموت سبت كان قد فشل في الارتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات وإظهار كامل قدراته وإمكانياته وإثبات قدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه بعد ظهوره بمستوى فني متواضع ومخيب للآمال مع المنتخب الوطني في الفترة الماضية وخسارته لموقعه في قائمة المنتخب بعد تراجع مستوياته.
لكن، كل شيء يبدو مختلفاً للغاية هذا الموسم، إذ بدا واضحاً للغاية بأنه قد إستعاد ذاكرة التألق وأعاد إكتشاف نفسه مجدداً وهو ما بدا واضحاً في بطولة كأس جنوب السودان العام بعدما قدم مستويات قوية ومميزة وأسهم في تتويج فريقه باللقب في وقتٍ كانت له إسهامات كبيرة دفاعياً وهجومياً بعدما أسهم في أربعة أهداف – صنع أثنين وسجل مثلهما – وكان أحد الأسباب الرئيسية في إستقبال مرمى فريقه لهدفين فقط في ثمانية مباريات في البطولة.
توماس
فقط، يكفي الإشارة إلى أن توماس تونق قد توج هدافاً للبطولة مناصفةً مع المتألق جيمي مايكل لتدرك حجم المستويات المميزة والمبهرة التي قدمها مع فريقه في هذه البطولة.
توماس كان قد بدأ البطولة بديلاً في مباراتي المريخ ضد يامبيو ستار في الدور الأول بعدما خسر موقعه في التشكيلة الأساسية لصالح زميله سبت ديكسون (سواريز).
لكن، كل شيء تغير تماماً بدايةً من مباراة الذهاب في الدور الثاني أمام السلام بور، إذ بدأ اللقاء أساسياً ونجح في ترك بصمته من خلال قيادة فريقه للفوز والتأهل إلى الدور الثالث ومن ثم اللقب في وقتٍ سجل فيه خمس أهداف في البطولة.