كونجو كونجو ليغ مختلف

266 مشاهدة

بعد غياب طويل إمتد لعدة أعوام، سنحت لي الفرصة مؤخراً لمتابعة بضعة مباريات في دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا لهذا الموسم، وكان مفاجئاً، حقاً، ماشاهدته!

لا أعرف إن كان الأمر طبيعياً وعادياً، بالنسبة إلى كل متابع حصيف للبطولة، ما شاهدته.

لكنني، شاهدت العديد من التغييرات التي حدثت على كافة الأصعدة.

بالطبع، أكتب ملاحظاتي وإنطباعاتي هذه وأقارنها بما كان عليه الوضع قبل خمس أو ست سنوات.

أرى بأن هناك تغييراً كبيراً قد حدث، الكثير من الأشياء الإيجابية وتطوراً ملحوظاً نحو الأمام.

هذه نسخة مختلفة ومتطورة جداً من البطولة، ولا أعتقد بأنني قد شاهدتُ مثلها من قبل.

بدايةً من الحضور والإهتمام الجماهيري الكبير بكونجو كونجو ليغ، التنظيم الفني والإداري، عقلية اللاعبين والإداريين والجماهير، تطور الأجهزة الفنية، والحرص على وجود جهاز فني متكامل ومقتدر ومميز جداً في معظم الأندية تقريباً.

هذا يُضاف إليه التغيير الكبير في طريقة اللعب، تغيير المفاهيم المغلوطة والبدائية التي كانت سائدة من قبل، وترك طرق اللعب التي أكل عليها الدهر!

كانت هناك الكثير من الصور الذهنية السلبية السائدة والمرسومة في أذهان الكثيرون حول الأندية التي ترغب في لعب كرة قدم مميزة ومحترمة أولاً، إمتاع الجماهير، وتقديم كرة قدم حديثة ومتطورة تتماشى مع ما وصل إليه العالم!

الآن، أصبح عادياً جداً مشهد رؤية فريق يرغب في لعب كرة قدم تليق باسمه وهويته، يبحث عن المتعة والإثارة والنتيجة بذات القدر من الرغبة والشغف والتساوي.

تقديم ما يتناسب ويتماشى مع روح العصر، يُبرر وجود جهاز فني متكامل ومقتدر، وسبب مقنع لتدعيم صفوفه بقوة ويتعاقد مع أفضل العناصر في مختلف الخطوط.

النظرة تغيرت بالفعل، فلم يعد يوجد هناك فريق يبحث عن الفوز والنتيجة فقط بأي ثمن، بل أصبح ذلك مصحوباً بالإقناع وتقديم كرة قدم حديثة في المقام الأول.

لذا، أصبح مشهداً عادياً أن ترى فريق يقوم ببناء اللعب من الخلف، يتبادل حارس المرمى التمريرات القصيرة مع المدافعين، يعود لاعبو خط الوسط إلى الوراء لطلب الكرة وتنظيم اللعب وتنويعه، ويتحرك المهاجمين بشكل مدروس ومخطط من أجل الوصول إلى مرمى الخصم الآخر والتسجيل في شباكه!

لم يعد يوجد هناك مجالاً العشوائية إلا فيما ندر!

كل هذا مع عدم تناسي صعود أجيال جديدة من اللاعبين والمدربين، أجيال تعرف ماهية كرة القدم، تدرك جيداً حتمية التغيير والمواكبة، وما يعنيه كل ذلك حرفياً.

شاهدتُ هذا يحدث، في المباريات القليلة، التي تابعتها في نهايات البطولة، وقد كنتُ أخرج في كل مرة بإنطباعات وأشياء جديدة!

أتمنى أن يكون هذا هو الحال بالفعل، وألا يكون مجرد إنطباعات عابرة وخاطئة جاءت بسبب لعب بعض الإندية بدون ضغوطات في نهاية البطولة.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: