كرة القدم النسوية تحتاج إهتماماً أكبر من الإتحاد

614 مشاهدة

خطوة التعاقد مع المغربي سيدي محمد كروان لتولي منصب المدير الفني لمنتخب جنوب السودان للسيدات جاءت لتعيد الجدل والنقاش حول مستقبل كرة القدم النسائية في جنوب السودان في وقتٍ لا تزال تواجه فيه الكثير من التحديات والصعوبات في الفترة الأخيرة.

التعاقد مع كروان جاء في وقتٍ تحتاج فيه هذه اللعبة إلى إهتمام أكبر ومضاعف من قبل مجلس إدارة إتحاد جنوب السودان لكرة القدم، خصوصاً في ظل الفشل في تنظيم بطولتي الدوري والكأس في الموسم الماضي ومشاركة المنتخب في التصفيات المؤهلة للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات لعام 2024 في المغرب.

المهمة تعتبر صعبة ومعقدة للغاية بسبب أن المسؤولية ملقاة بالكامل على عاتق الإتحاد في ظل الغياب وعدم الإهتمام بالرياضة عموماً من قبل وزارة الشباب والرياضة.

لكن، ذلك لا يمنع من القول بأن طريقة إدارة إتحاد الكرة لهذا الملف فيها بعض التقصير بسبب التأخر في مسألة تعيين مدير فني جديد للمنتخب في وقتٍ كان أمامهم متسعاً من الوقت من أجل دراسة العروض والسير الذاتية للمدربين من أجل الإختيار فيما بينهم بعد نهاية عقد المدير الفني السابقة للمنتخب.

ربما، يمكن إيجاد بعض العذر والعزاء لذلك في التبريرات والمسوغات التي قدمها مايكل دانيال مرجان، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية بإتحاد جنوب السودان لكرة القدم، حول سبب التأخر في الإعلان عن المدير الفني الجديد للمنتخب وسبب تفضيل المدرسة المغربية بالتحديد، فإن هذا ربما يدعو للتفاؤل بمستقبل أفضل لكرة القدم النسوية في جنوب السودان.

إذا ما وضعنا في الإعتبار بعض الحقائق على غرار إن هذه تعتبر المرة الثالثة على الإطلاق التي يعمل فيها كروان مديراً فنياً، قصر الفترة التي عمل فيها مديراً فنياً مع الفرق السابقة، انه يخوض تجربة العمل خارج المغرب للمرة الأولى في تاريخه، انه يتولى منصب المدير الفني لمنتخب ما للمرة الأولى في تاريخه، فإن هذا يجعلنا لا نذهب بعيداً ونرفع من سقف التوقعات.

لكن، ما لا خلاف عليه هو حقيقة إن كرة القدم المغربية تشهد تطوراً وتقدماً ملحوظاً للغاية على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية المختلفة في السنوات القليلة الماضية.

لذا، فإنه يبدو واضحاً للغاية بأن التعاقد مع كروان تم على أساس رؤيته ينجح في نقل التجربة المغربية إلى جنوب السودان ومساعدتها على التطور ولعب دوراً محورياً ورئيسياً في إحداث تقدم وطفرة حقيقية على صعيد كرة القدم النسوية، خصوصاً إنه سيتولى مهمة الإشراف على جميع المنتخبات.

مع ذلك، فإن التخوف الأكبر يتمثل في عدم تحقيق أقصى فائدة ممكنة منه في حالة عدم الجلوس معه من أجل رؤية خطته وإستراتيجيته بخصوص كرة القدم النسوية والعمل على دراستها ومن ثم وضع أخرى موازية تحتوي على النقاط المشتركة التي سيعمل عليها الإتحاد في ذات الوقت بسبب انه لن يكون قادراً على تحقيق شيء إذا لم يتم توفير الأدوات اللازمة والمطلوبة التي تساعده على تنفيذ خطته، خصوصاً فيما يتعلق بالعمل على معالجة الأسباب التي أدت إلى عدم تنظيم بطولتي الدوري والكأس في الموسم الماضي والحرص على إقامتهما هذا الموسم ليكون المدرب قادراً على الوقوف على مستوى هذه اللعبة ومن ثم إيجاد نقاط القوة والضعف والعمل على معالجتها.

بغض النظر عن النتيجة التي ستنتهي عليها مباراتي المنتخب ضد مصر في التصفيات، فإن ذلك ينبغي أن يكون بمثابة البداية الحقيقية لتوفير المناخ الملائم لإحداث نقلة نوعية في كرة القدم النسوية.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: