عندما تعاقد النجوم مع جوبيك عوض الكريم «كاكا» في بداية الموسم، وصف الكثيرون هذه الصفقة بالأهم والأفضل التي يقوم بها النادي في السنوات القليلة الماضية.
هؤلاء كانوا يعرفون جيداً حجم القدرات والإمكانيات الكبيرة التي يتميز ويتمتع بها اللاعب وما يستطيع تقديمه للفريق من إضافة.
الواقع أن صفقة التعاقد مع كاكا لا تشبه أي صفقة أخرى قام بها النادي في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في خط الوسط.
التوقيع مع اللاعب جاء في وقتٍ كان فيه النادي في أشد الحاجة إلى التعاقد مع لاعب بثقل وخبرة وإمكانيات كاكا بعد الصعود إلى دوري الدرجة الثانية.
النجوم كان يحتاج بشدة إلى لاعب يستطيع صناعة الفارق في خط الوسط، التحكم في إيقاع اللعب، قيادة هجماته، قادر على تخفيف الضغط على خط الدفاع، إخراج الكرة بسلاسة وهدوء، كسر خطوط ضغط الخصوم، قيادة الكرة والتحرك بها إلى مناطق الخطر والخصوم.
والأهم من كل ذلك: تحمل عبء ومسؤولية تسجيل الأهداف وصناعتها للمهاجمين.
اليوم، وبعد مرور ١٤ جولة على إنطلاقة بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا، فإنه يمكن القول بأن الرهان على كاكا كان صحيحاً.
كاكا لم يخيب الظن أبداً وأظهر وأثبت أنه كان صفقة ناجحة تماماً بالنسبة إلى الفريق بسبب التأثير والتغيير الكبير الذي أحدثه في صفوف الفريق.
الإضافة الكبيرة التي قدمها كاكا للنجوم تعتبر واضحة للغاية ولا يمكن الجدال حولها إطلاقاً.
ذلك يمكن تعضيده من خلال الإشارة إلى أن الفريق يتصدر، حالياً، جدول ترتيب بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا وينافس على خطف إحدى بطاقات الصعود إلى دوري الأضواء.
أكثر من كل هذا أن تأثيره يعتبر كبيراً للغاية لدرجة انه يعتبر لاعباً لا غنى عنه في صفوف الفريق وأحد أفضل اللاعبين في مركزه في البطولة هذا الموسم.
مباراة الفريق أمام تلانقا في الجولة الماضية كانت بمثابة فرصة مثالية وجديدة بالنسبة إلى اللاعب من أجل إظهار وإثبات مدى أهميته.
الفريق بدأ المباراة بدونه بعدما جلس على دكة البدلاء وبدا لوهلة أنه في طريقه لتحقيق فوزٍ كبير وعريض وكاسح بدونه قبل أن تأخذ الأوضاع منعطف خطر قبل ٣٠ دقيقة على النهاية بعدما سجل تلانقا هدف تقليص الفارق وضغط بقوة من أجل العودة وتعديل النتيجة.
هنا، بالتحديد، أدرك ماركو وول، المدير الفني لفريق النجوم، أنه قد يخسر اللقاء إذا استمر الوضع بهذا الشكل ليقرر القيام بالخطوة الطبيعية والمنطقية الوحيدة التي كان سيقوم بها أي مدير فني آخر: الدفع بكاكا رغم عدم جاهزيته بدنياً وذهنياً.
بالطبع، لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها ويفرض النجوم سيطرته، مجدداً، على اللقاء.
لذا، كان طبيعياً أن يعود الهدوء إلى صفوف الفريق، تخرج الكرة بسلاسة وهدوء من الخلف إلى الأمام، ويعود الفريق لتشكيل خطر أكبر على خصمه.
لكن، هل يكفي كل هذا؟ حتماً لا، إذ لم يكتفي كاكا بكل ذلك، بل قام بترك بصمته في اللقاء من خلال تسجيل الهدف الرابع من ضربة حرة مباشرة بطريقة مميزة من منتصف الملعب.