رافقت الصحيفة القافلة الرياضية التي قام بها المحامي وموثق العقود والقطب الرياضي ورئيس نادي سانت بخيتة السابق إيمانويل أبراهام غاندي، إلى تركيكا، يوم السبت، لدعم الأندية وإتحاد تركيكا الفرعي لكرة القدم.
وضمت الزيارة الناجحة التي قامت بها القافلة وفداً كبيراً ضم إيمانويل ديجونق وصامويل ترتيسيو، نائب رئيس وسكرتير إتحاد جوبا المحلي لكرة القدم على التوالي، وعدد من نشطاء المجتمع المدني والمحامين.
وبعد نهاية الرحلة جلست الصحيفة إلى غاندي وطرحت عليه بعض الأسئلة المهمة وجاءت إجاباته على النحو التالي.
حوار: لينو قرنق
من هو إيمانويل أبراهام غاندي؟
أنا إيمانويل أبراهام غاندي، محامي ورئيس نادي سانت بخيتة السابق.
كنت داعماً للنادي بسبب رغبتي في دفعه إلى الأمام والحرص على تطوير وتنمية كرة القدم بالبلاد، إلا أنني تركت منصبي ومضيت قدماً بسبب عدم جدية بعض أعضاء مجلس الإدارة.
من أين جاءت فكرة دعمك للأندية وإتحاد الكرة في تركيكا؟
بصراحة، أصلاً لكل محامي خمس قضايا يقوم بمتابعتها دون مقابل كل عام، هذا موجود، حتي وزارة العدل، وأنا كمحامي فكرت في ذلك وتحويلها لدعم الرياضة في المنطقة التي نشأت بها بسبب حاجتهم الماسة إلى الدعم.
في السابق كنت أدعم بعض الأنشطة الإجتماعية والإنسانية والكنائس، إلا ان الأمر أصبح صعباً بعد الصراعات التي حدثت وتحول ذلك إلى أماكن للصراعات القبلية والعنصرية، ما جعلني أحول تركيزي لدعم الرياضة لأنها قادرة على إخراجنا من هذه المشاكل.
إذا تابعت، فقد تجمع الكل لمتابعة منتخبنا الوطني لكرة السلة في تصفيات كأس العالم وليس أدل على أهمية الرياضة ولعبها دوراً كبيراً في توحيدنا جميعاً بمختلف القبائل سوى الأعداد الكبيرة التي خرجت لإستقبال المنتخب في مطار جوبا الدولي بعد عودته من تونس.
ذلك كان شيئاً رائعاً ولفت إنتباه الجميع في البلاد بمختلف مجالاتهم، بالإضافة إلى العالم الخارجي وكان الكل يتساءل: كيف حدث هذا التحول الكبير في بلدٍ عرف بالصراعات والحروبات.
كانت هناك الكثير من الأسئلة التي تم طرحها في مواقع التواصل الإجتماعي، لأنه لم يكن معروفاً عن جنوب السودان في كرة السلة سوى منوت بول ولول دينق فيما بعد، والآن أصبح الجميع يعرف المنتخب الوطني بعد نتائجه ومستوياته القوية في التصفيات.
كيف تنظر إلى ذلك؟
لقد حدث بمجهودات بعض الأفراد بقيادة رئيس إتحاد كرة السلة لول دينق واللاعبين والجهاز الفني والإداري الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل محاربة الكراهية وتغيير الصورة المرسومة في الأذهان عن البلاد.
لقد نجح هؤلاء في تغيير تلك الصورة وما فعلوه سيكتبه التاريخ لأنهم نجحوا في إخراج بلادنا من هذا الوضع.
ما فعله هؤلاء بقيادة إتحاد الكرة يعتبر مجهود كبير ومقدر ويحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل المساهمة في تطوير الرياضة بمختلف أنشطتها نسبةً لأهميتها، لأنه عبرها يمكن المساعدة في عملية التنمية المستدامة وإحلال ثقافة السلام والمحبة بين الشعب الجنوبي.
بصراحة أنا سعيد جداً لما قام به اللاعبين، ولهذا تشجعت وتحركت للقيام بدوري اللازم من أجل دعم الرياضة وكرة القدم على مستوى تركيكا.
ما هو نوع الدعم الذي قدمته؟
لقد احضرت بعض المعدات الرياضية وقمت بتوزيعها لإتحاد الكرة والأندية الثلاثة عشر الموجودة في المقاطعة.
هل ستستمر هذه الفكرة أم انها ستكون لمرة واحدة
لقد قررت القيام بذلك دعماً للرياضة فقط، خصوصا في تركيكا وهذا لن يتوقف هنا، بل سيكون في كل موسم لأنني سأقوم بتوفير الأموال المطلوبة لذلك من بعض القضايا.
كيف ذلك؟
بطبيعة الحال، ينبغي أن يكون لكل محاميٍ بعض القضايا التي يقوم بها بشكلٍ تطوعي ودون مقابل سنوياً خدمةً للمجتمع، هناك عدد كبير من المحامين الذين يفعلون ذلك، فهناك ريج رينق الذي يرأس نادي مونيكي، مايكل ويلسون، ودانيال موسيس الذي كان رئيساً لنادي قوديلي قبل بضعة سنوات.
بالنسبة لي، قررت توفير أموال تلك القضايا وتوجيهها لدعم الرياضة، فعلت ذلك من قبل أبان فترة رئاستي لنادي سانت بخيتة وقد توقفت بسبب غياب النزاهة والإحترام.
نحن كأبناء وطن واحد، علينا المساهمة جميعا بقدر المستطاع والعمل على ضمان النهوض بالرياضة بمختلف أنشطتها على غرار ما فعله لول دينق.
هل ترى بأن ذلك سيساهم في تطوير الرياضة؟
هناك بعض التحديات التي تواجه كرة القدم في تركيكا على مستوى الأندية والإتحاد، منها عدم وجود المعدات الرياضية والملاعب وغيرها.
لذا، أعمل على معالجة هذه المشاكل من أجل ضمان نجاح الموسم الرياضي وضمان استمرار اللاعبين في ممارسة النشاط الرياضي.
هل تعتقد بأن هذه الخطوة ستدفع البقية للسير على هذا النهج؟
سأبذل قصارى جهدي من أجل فعل شيء لهذه المقاطعة، على الجميع العمل على دعم الرياضة في مناطقهم والحرص على تطوير وتنمية كرة القدم.
أحاول توفير شيء من الأموال التي احصل عليها من أجل تنفيذ إستراتيجيتي وأتمنى أن يسير البقية على هذا الدرب.
كيف تنظر إلى مستقبل كرة القدم في البلاد؟
كرة القدم بحاجة إلى الكثير من الدعم من أجل النمو والتطور، فليس هناك دعم كافي للأندية المحلية في وقتٍ لا تتواجد فيه بنية تحتية كافية ومناسبة لممارسة النشاط، إذ كان ينبغي تهيئة وتشجيع الأجيال القادمة لممارسة الرياضة بسبب قدرتهم على المساهمة في محاربة العادات الضارة.
لكن، ما حدث انه لم يتم أخذ ذلك في الحسبان، خصوصا في تركيكا، إذ تم تخطيط المقاطعة في فترة الحرب ولم يضعوا في اعتبارهم الحاجة إلى ضرورة وجود بنية تحتية وملاعب كافية لممارسة جميع الأنشطة الرياضية.
أرى بأن هذا لن يساهم في تطوير الرياضة، إذ نحتاج إلى بعض الملاعب وهذا الأمر يحتاج إلى الجلوس والتفاكر والعمل على إيجاد حلول لهذه المشاكل.
ماذا ينقص تركيكا من أجل التطور على الصعيد الرياضي؟
ينقصها الكثير على مستوى الإداريين والحكام واللاعبين، فلن يحدث أي تطور بدون تكاتف جميع الأطراف وفي ظل غياب الدعم من قبل الحكومة.
الأندية تدار حالياً من جيوب الأفراد وهذا لا يساعد في التطور، فلا بد من مساعدتهم وتأهيلهم.
لا يبدو انك مهتم بكرة القدم النسوية في ظل اقتصار دعمك على الشباب فقط؟
لقد قررت دعم مقاطعتي في المقام الأول بعد دراسة وخطة إستراتيجية قمت بوضعها رفقة رئيس إتحاد الكرة في تركيكا، والدعم كان للأندية والإتحاد.
لقد أخبرني بمعاناتهم من عدم وجود معدات رياضية وهذا ما دفعني لذلك، إذ قمت بهذا الدعم بناءً على ما وصلني من تقارير والدعم سيكون للكرة النسوية في الفترة المقبلة.
لم أكن أعلم بوجود منشط كرة القدم النسوية، إلا أنني وقفت الآن على كل شيء على أرض الواقع، خصوصا كرة القدم النسوية التي أصبحت جزء أساسي من كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.
ليس لدي سبب يمنعني من دعمها، سأقوم بذلك في الفترة المقبلة وسأحرص على تنفيذ إستراتيجيتي قبل إنطلاقة الموسم الجديد بصورة رسمية.
هل تقوم بتقديم هذا الدعم من أجل التمهيد لدخول سباق المنافسة على الحصول على منصبٍ في الإتحاد العام أو المحلي في المستقبل؟
لا، شخصياً لا أرغب منصب في تولي أي منصب في أيٍ من الإتحادين، أنا شخص قانوني ولا أطمح في ذلك أبداً.
هذا واجب وطني وليس رغبةً في منصب.
وصلنا إلى نهاية الحوار.. ماذا تريد أن تقول؟
أتمنى أن تقوم الدولة بوضع خطة استراتيجية واضحة لدعم الرياضة بدايةً من البنية التحتية وتهيئة الأجواء الملائمة لأطفالنا من أجل ممارسة الرياضة، لأنها تعتبر قادرة على توحيدنا.