عمارات يونايتد.. بداية حقبة جديدة عنوانها الرغبة في العودة إلى القمة  

253 مشاهدة

عمارات يونايتد يبدأ حقبة جديدة في تاريخه حينما يواجه منافسه سوق حجر، اليوم، بملعب الزهرة، في إطار مباريات الدور الأول من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم.

عمارات يونايتد يبدأ موسمه الجديد في وقتٍ تعتبر فيه التطلعات والطموحات كبيرة للغاية ويأمل فيه الكثيرون في النادي أن تكون هذه بمثابة بداية جديدة لحقبة تكون مليئة بالنجاحات والإنجازات وينجحون في العودة إلى القمة ومنصات التتويج مجدداً.

اللحظة التي أدرك فيها النادي حاجته إلى مشروع جديد

بنهاية موسم 2021/22، كان الكثيرون في النادي قد تأكدوا من وصول الفترة الذهبية للفريق إلى نهايتها بعد أربعة أعوام أكمل فيها رحلة صعوده الصاروخية من الدرجات الأدنى إلى القمة من خلال التتويج بلقب كأس جنوب السودان المحلي في جوبا مرتين، كأس جنوب السودان الوطني مرة واحدة، المشاركة في بطولة كأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكونفدرالية» مرة واحدة، ووصافة بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا!

تبدو تلك، حصيلة تاريخية وإستثنائية ومميزة للغاية، بالنسبة إلى النادي، بسبب تلك النجاحات والإنجازات العديدة التي كان قد حققها في فترته الذهبية تلك.

مع ذلك، فإنه كان قد تأكد للكثيرون بأن النادي يحتاج إلى عملية إحلال وإبدال كبيرة للغاية وإعادة بناء إذا ما كان يطمح للمنافسة بشكل دائم على التتويج بالبطولات المحلية والقومية ومنع إنهياره وإنزلاقه إلى الدرجات الأدنى بعد الصعوبات والتحديات الكبيرة للغاية التي كان قد واجهها في موسم 2021/22 داخل وخارج الملعب بالتحديد.

كان واضحاً للغاية بالنسبة إلى الكثيرون بأن اللاعبين قد أصيبوا بحالة من التخمة والتشبع والإهارق بعد أربعة أعوام نافسوا فيها على التتويج بجميع البطولات المطروحة على الساحة في وقتٍ لم تتم فيه عملية الإحلال والإبدال وضخ دماء جديدة في صفوف الفريق بشكل جيد.

هذا حدث في وقتٍ كان فيه الفريق في أشد الحاجة إلى الإستمرار في تعزيز وتدعيم صفوفه بعناصر لديها الرغبة والشغف في إثبات نفسها، إظهار كامل قدراتها وإمكانياتها، تقديم نفسها بشكل جيد، وإتاحة الفرصة للقدامى من أجل إلتقاط الأنفاس وتجديد الدوافع والزخم.

خارج الملعب، كان النادي يعيش فترة حرجة وصعبة للغاية على كافة المستويات بسبب الأزمة الإدارية والفراغ الذي كان يشهده وهو ما إعتبره الكثيرون سبباً مباشراً في فشله في التتويج بلقب كأس جنوب السودان الوطني ودوري الدرجة الأولى المحلي في ذلك الموسم.

الإعلان عن الثورة

بالطبع، كان طبيعياً أن يسفر كل ذلك عن الإعلان عن ثورة كبيرة للغاية في النادي على كافة الأصعدة والتي بدأت بإنتخاب مجلس إدارة جديد بقيادة قرقوري باسيلي، تعيين النيجيري إلفيس يامبا مديراً فنياً جديداً، تعويض رحيل كل من عمر مايكل لواتي ومايكل ماركو وغيرهم بمجموعة جديدة من اللاعبين.

هذه التغييرات كان الهدف منها وضع حداً لمعاناة النادي، إعادته إلى مساره الصحيح ومكانه الطبيعي، بداية مشروع جديد بشكل تدريجي تمهيداً لعودته إلى القمة.

صحيح أن يامبا سرعان ما تمت إقالته من منصبه وتم تعيين سايمون لاسو خلفاً له بعد فترة وجيزة على تعيينه، إلا أن فترة لاسو كانت قد شهدت تبايناً كبيراً للغاية تمثل في نجاح الفريق في الوصول إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا والذي خرج منه أمام المريخ، في وقتٍ كان يعاني فيه من تراجع كبير في النتائج والأداء في الدوري لينتهي الأمر بإقالته من منصبه وتعيين نيكولا بيتر خلفاً له.

تعيين نيكولا كان بمثابة الإعلان على إستمرار ثورة التغيير في النادي وهو ما حدث، بالفعل، بعدما قام في فترة الإنتقالات التكميلية الماضية بثورة كبيرة للغاية تمثلت في تدعيم وتعزيز صفوف الفريق بعدد كبير من اللاعبين الذين ساعدوه على تحسين نتائج الفريق.

بداية جديدة

صحيح أن ثورة التغيير لا تزال مستمرة في النادي هذا الموسم بعدما قامت إدارته بتعيين نجم الفريق السابق النيجيري ريتشارد مديراً فنياً جديداً خلفاً لنيكولا في وقتٍ تم التعاقد فيه مع بعض اللاعبين.

مع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أن عملية إعادة البناء لا تزال مستمرة وبوتيرة أخف وأكثر هدوءاً مقارنةً بما كان عليه الوضع في الموسم الماضي، إذ كان ريتشارد قد نجح في إثبات نفسه وإظهار كامل قدراته وإمكانياته التدريبية بعدما قاد زعلان رومبيك للتتويج بلقب دوري جنوب السودان الوطني في الموسم قبل الماضي.

هذا بالإضافة إلى التعاقدات النوعية التي أبرمها النادي في فترة الإنتقالات الصيفية الماضية والتي تهدف إلى رفع مستوى الجودة وإضافة العمق اللازم والمطلوب، بالإضافة إلى عنصر الخبرة الذي سيقدمه الوافدين الجدد إلى الفريق.

التعاقد مع لاعبين مثل العائد سميث كلاتشي، مؤمن وتر، يوسف بدوي، ماتينق ماكور، مجاك عمار، ودوول جونسون لا بد من أنه سيرفع من مستوى الفريق ويساعده على الظهور بشكل أقوى وأفضل مقارنةً بما كان عليه الوضع في الموسم الماضي.

مع معطيات مثل هذه وفي ظل العناصر التي يمتلكها الفريق بالفعل، فإن الراهن على قدرته على العودة إلى القمة مجدداً يعتبر ممكناً رغم أنه سيحتاج إلى بعض الوقت من أجل التأقلم والإنسجام بين اللاعبين القدامى والجدد وتوصل المدير الفني الجديد إلى التوليفة المثالية والقادرة على تقديم أفضل إضافة حقيقية ممكنة للفريق.

الصعود إلى القمة

بالطبع، عملية عودة عمارات يونايتد إلى مساره الصحيح ومكانه الطبيعي كمنافس دائم على التتويج بالبطولات تعتبر صعبة ومعقدة للغاية وستحتاج إلى بعض الوقت، خصوصاً في ظل التغييرات العديدة التي شهدها منذ نهاية موسم 2021/22.

مع ذلك، فإن الفريق سيحتاج إلى إيجاد طريقةً لتحقيق نتائج إيجابية من أجل الهدوء والإستقرار إذا ما كان يطمح لإحراز بعض التقدم وهو شيء يتطلب بداية الموسم الجديد بقوة وأفضل طريقةً ممكنة والتغلب على سوق حجر والتأهل إلى الدور الثاني من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا.

الفريق إعتاد على تقديم نتائج ومستويات مميزة للغاية في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا والتي نجح في التتويج بها مرتين وحل فيها وصيفاً مرة واحدة وهو شيء ينبغي أن يمثل دافعاً وحافزاً كبيراً للجميع في الفريق من أجل محاولة تكرار ما حققه في الموسم الماضي على أقل تقدير من خلال الوصول إلى الدور نصف النهائي من البطولة.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: