ديفيد ديريك ظلت أهميته بالنسبة إلى فريق الحرية تزداد يوماً بعد الآخر منذ إنضمامه إلى صفوفه.
لكن، مع مواجهة الحرية لفريق الناصر اليوم والإقتراب من حسم بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة الأولى إلى سنتر ليغ الصعود إلى دوري الأضواء، فإن أهميته بالنسبة إلى الفريق تتعاظم وتزداد بشكلٍ أكبر أكثر من أي وقتٍ مضى.
الذي لا يمكن الإستغناء عنه
شارلس جون «مورينيو»، المدير الفني لفريق الحرية، عرف عنه طوال هذا الموسم مع فريق الحرية إعتياده على القيام ببعض التغييرات في كل الخطوط قبل كل مباراة جديدة للفريق، إلا أن لاعباً واحداً فقط ظل بمثابة اللاعب الذي لا يمس ولا يمكن الإستغناء عنه إطلاقاً: ديفيد ديريك.
ديريك ظل اللاعب الوحيد الضامن لموقعه في التشكيلة الأساسية ونادراً ما يقوم مورينيو بالإستغناء عنه من خلال إجلاسه على دكة البدلاء أو إخراجه في الشوط الثاني بسبب مدى أهميته بالنسبة إلى الفريق والدور الكبير الذي يلعبه من خلال موقعه في خط الوسط.
بالطبع، ديريك يعتبر حالياً أكثر لاعب مشاركةً في مباريات الفريق في جميع المسابقات منذ بداية الموسم ولم يغيب سوى عن مباراة واحدة فقط كانت أمام سيتي بسبب الإيقاف في وقتٍ يتفوق فيه على جميع اللاعبين في الفريق.
أثر الفراشة الذي لا يزول
فقط، للدلالة على مدى أهمية ديريك بالنسبة إلى الحرية والسبب الذي يجعله عنصراً رئيسياً ولاعباً لا يمكن الإستغناء عنه إطلاقاً، فإنه يكفي الإشارة إلى أنه كان قادراً على ترك بصمته من خلال التسجيل أو الصناعة في معظم مباريات الفريق في دوري الدرجة الثانية هذا الموسم.
الواقع أن ديريك كان قادراً على ترك بصمته في المباريات حتى حينما يكون سيئاً، إذ يرجع ذلك بسبب الدور المحوري والرئيسي الذي يلعبه في خط الوسط من خلال تحكمه في إيقاع ونسق المباريات، عودته الدائمة إلى الخلف من أجل مساعدة المدافعين، تخفيف الضغط على زملاؤه من خلال طلبه الدائم للكرة من أجل الخروج بها من ضغط الخصوم، تقدمه بالكرة إلى الأمام، مساندته الدائمة لخط الهجوم، ولعبه دوراً كبيراً في صناعة الأهداف وتسجيلها.
ديريك كان حاضراً دائماً لتقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه ومساعدة زملاؤه على الوصول إلى مرمى الخصوم وقيادة فريقه للفوز حينما يكون في أشد الحاجة إليه وخدماته وهو ما يبدو ماثلاً في حقيقة أنه قد نجح في ترك بصمته في أول مباراة لعبها الفريق أمام قومبا وآخر مواجهة أمام قومبا ذاته في الدور الثاني.
وما بين مواجهتي قومبا في الدور الأول والثاني من البطولة، فإنه كان دائماً ما يترك بصمته في المباريات من خلال تسجيل والصناعة على غرار ما فعل أمام كل من الناصر، نياكورين ذهاباً وإياباً، إمتداد بلك، وغيرها من المباريات ما يجعله واحداً من أهم وأفضل اللاعبين حالياً، ليس في بطولة دوري الدرجة الثانية المحلي في جوبا فقط، بل في جميع البطولات في جنوب السودان.
رغم كل المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي يقدمها ديريك مع فريقه منذ بداية الموسم وإثبات لمدى أهميته من خلال إسهامه المباشر في منافسة فريقه على خطف إحدى بطاقتي الصعود إلى دوري الأضواء، إلا أنه لا يزال لا يحظى بالتقدير والإحترام الكبير الذي يستحقه بالنظر إلى إسهاماته.
التحدي الكبير
الواقع ان المسؤولية والمهمة الملقاة على عاتق ديريك قد تضاعفت تماماً في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد رحيل إيمانويل لوما عن صفوف الحرية في فترة الإنتقالات التكميلية الماضية وإنضمامه إلى صفوف جاموس ليصبح بذلك قائد الفريق في ظل ملازمة اللاعب بول لدكة البدلاء، إذ أصبح مطالباً بلعب دور قيادي ومحوري أكبر تماماً والمساهمة بشكل كبير في قيادة الفريق لتحقيق حلم الصعود إلى دوري الأضواء.
هذا التحدي، يبدأ اليوم، حينما يواجه الفريق منافسه الناصر في مواجهة تعتبر مألوفة تماماً بالنسبة إلى ديريك وينتظر منه الكثير قيادة الحرية لتخطي عقبة خصمه وتفادي سيناريو مباراة الذهاب، خصوصاً أن كل شيء كان يسير بشكل جيد بعدما تقدم فريقه في النتيجة عن طريقه قبل أن تسوء الأمور وينتهي الأمر بخروجه مطروداً.