كانت الخطوة التي أقدم عليها دانيال فطر في شهر مارس الماضي بتقدمه بإستقالته من منصبه كمدير فني لفريق يامبيو ستار كافية لإثارة الكثير من الجدل والشكوك والتساؤلات بخصوص الأسباب التي دفعته للإقدام على هذه الخطوة، خصوصاً بعد النجاحات والإنجازات الكبيرة التي كان قد حققها مع الفريق.
بعد شهر واحد فقط على تلك الخطوة، عاد فطر ليثير جدلاً جديداً بعدما تم الإعلان عن قبوله عرضاً من فريق الأهلي، المنافس في بطولة دوري الدرجة الثالثة، من أجل تولي منصب المدير الفني للفريق وسط تساؤلات عديدة حول الأسباب التي دفعته للقبول بهذه المهمة وملائمتها له في وقتٍ كان يستطيع فيه تولي مهمة فريق أكبر وأعرق وينافس في دوري الأضواء.
رحلة بحث عن الذات
لكن، ما حدث أنه لم يأبه لكل تلك التساؤلات والجدل الكبير الذي كان قد أثير حوله في وقتٍ إعتبر فيه الكثيرون هذه الخطوة بمثابة فرصة مثالية للإبتعاد عن الضغوطات، إعادة ترتيب أوضاعه، الوقوف على الأسباب التي أدت إلى نهاية رحلته الزاخرة بالنجاحات مع يامبيو ستار، إعادة إكتشاف نفسه والبحث عن الذات، إكتشاف أفكار وأساليب تدريبية جديدة، العمل بعيداً من الأضواء، ومحاولة العودة إلى القمة من تحت الصفر تقريباً.
بعد نهاية المباراة الأخيرة في بطولة دوري الدرجة الثالثة المحلي في يامبيو في الموسم الماضي، كان الجميع يقف في ملعب الحرية مذهولاً بالإنجاز الكبير الذي كان قد حققه الفريق تحت قيادة دانيال فطر بقيادته للتتويج بلقب بطولة دوري الدرجة الثالثة والصعود إلى دوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه وبعد سبعة أعوام على تأسيسه في موسم كان مثالياً للغاية من كافة الأصعدة.
هذا كان بمثابة الإعلان والتأكيد على قدرة المدرب على تحقيق النجاح وصناعة الحدث في أي مكان وأي ظروف، خصوصاً بعدما أظهر كامل قدراته وإمكانياته التدريبية مع فريق لا يمكن مقارنته بيامبيو ستار من كافة النواحي والأصعدة.
رغم كل ذلك، فقد أظهر تواضعاً كبيراً للغاية من خلال إظهاره إنكاراً وتقديراً كبيراً للجميع في النادي بدايةً من الإدارة وصولاً إلى الجماهير بعدما أكد بأن كل هذا لم يكن ليحدث بدون الدعم والمساندة والمؤازرة الكبيةر التي وجدها من الجميع في النادي.
الفريق الذي يهابه الجميع
مع نجاحه في إعادة إكتشاف وإثبات نفسه مع نادٍ مثل الأهلي من خلال قيادته للتتويج بلقب دوري الثالثة والصعود إلى الثانية، كانت الخطوة التي إنتظرها الكثيرون من فطر هو رؤيته يعود للعمل مع الأندية الكبرى في دوري الأضواء في الموسم الجديد، خصوصاً في ظل التغييرات العديدة التي كانت قد شهدتها أندية الدرجة الأولى بعد نهاية الموسم الماضي وسعي الكثير منها لتعيين مدربين جدد.
فقط، يكفي الإشارة إلى أن أندية كبيرة بقيادة يامبيو ستار، نايل سيتي، سوبر ستار، سانت ميري، وفيلا يونايتد كانت تسعى للتعاقد مع مدربين جدد.
لكن، ما حدث كان مفاجئاً للغاية بالنسبة إلى الكثيرون بسبب رفضه كل العروض المغرية التي وصلته وإتخاذه قراراً بالإستمرار مع النادي في ظل الثقة والدعم الكبير الذي يحظى به من قبل الجميع في النادي.
ليس ذلك فحسب، بل أنه قد رفع من سقف التحدي بتأكيده على رغبتهم في النادي في صناعة فريق قوي يهابه الجميع ويستطيع أن ينافس ويستمتع أفراده باللعب ويتمنى كل فريق عدم اللعب ضده!
الطريق إلى المجد
التحدي يبدو كبيراً للغاية بالنظر إلى أن الكثيرون يتطلعون لرؤية ما هو أفضل من النادي في الموسم الجديد، خصوصاً في ظل منافسته في بطولة مختلفة للغاية هذا الموسم ورغبة الكثيرون في رؤيته يحقق تقدماً أكبر في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في يامبيو التي كان قد وصل فيها إلى الدور ربع النهائي في الموسم الماضي.
الفريق سيبدأ مشواره في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في يامبيو اليوم بمواجهة تعتبر متكافئة ومتوازنة للغاية أمام فريق إيسلند سيتي، في وقتٍ يثق يه الكثيرون في قدرة الأهلي تحت قيادة دانيال فطر على مواجهة كل التحديات والصعوبات والتغلب عليها.
الطموح يبدو كبيراً للغاية هذا الموسم بسبب أن التحدي يتمثل في الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في بطولة كأس جنوب السودان المحلي من خلال الوصول إلى الدور ربع النهائي أو نصف النهائي على الأقل وإنهاء الموسم الأول في دوري الدرجة الثانية بضمان البقاء أولاً، ومن ثم رؤية ما سيكون الفريق قادراً على تحقيقه وإحتمالية منافسته على بطاقة الصعود إلى دوري الأضواء في نهاية الموسم.