خميس ليون نجم الأخلاق

368 مشاهدة

يستهوينا لاعب كرة القدم الموهوب. يستهوينا بموهبته، مهارته، تمريراته، أهدافه، ونحبه أكثر من هذا كله، عندما يقرن تلك المزايا بميزة الأخلاق، كون هذه الأخيرة، وأعني بها الأخلاق، هي الأساس والركيزة التي تجبر الناس، كل الناس، على إحترام من يحملها، أياً كان لونه أو فصيلة دمه.

في الرياضة مهما حاولت البحث عن النموذج الأمثل بين كل من يمارس ركل هذه المجنونة، فالنموذج الأمثل هنا لن يتجاوز الخلوق جداً جداً خميس ليون.

هذا النجم الموهوب الذي، كان ولايزال، يواصل تألقه قبل أيام من إعلان إعتزاله، ليس في كيف يسجل، ويمرر، ويتفنن على المستطيل الأخضر، بل في كيف يجعل من الرياضة سلوكاً مثالياً عنوانه الخلق الرفيع.

سنوات وهذا ليون الموهوب يكبر في عيون الجميع، يكبر لأنه المختلف الأجمل الذي استطاع أن ينجح بدرجة الإمتياز في تقديم نفسه في إطار الأدب والأخلاق والإحترام.

وبالتالي ها هو اليوم يظهر للمجتمع الرياضي برمته كنموذج وكقدوة تستحق بالفعل أن تعمم على أجيال الحاضر والمستقبل.

لن أعزف على وتر المبالغة ولن أضغط على زناد المجاملة، وإذا ما صرخت قائلاً خميس ليون هو الأنموذج الذي يستحق الاقتداء، ففي هذا الصوت الصارخ ما يأتي إلينا كتأكيد على حقيقة النجم الأوحد الذي أجمعنا عليه كرياضيين دونما استثناء، ولو لم يكن خميس ليون رائداً للأخلاق لما نال هذا الإعجاب ولما أصبح محبوباً في قلوب كل من ينتمي للرياضة.

نجوم كثر عاصرناهم في الماضي ونعاصرهم في الحاضر جلهم يتحدث ويتعامل وكأن على رأسه الطير، غرور وتعالٍ وفوقية قاتلة يهرب منها حتى الصديق.

تحية إعجاب وتلويحة محب ورفعة الإحترام أقدمها لنجم المريخ ونجم الأخلاق خميس على هذه الروح الإنسانية والتعامل الراقي والذي كانت آخر صوره في اللقاء النهائي في كأس الجنوب القومي الذي شارك فيه أمام الصومعة عندما غادر ملعب المباراة ليحتضن الكل دون إستثناء كأنه كان يقول لهم وداعاً.

هكذا بالفطرة دون مقدمات تلك الصورة المعبرة وتلك الحالة المختلفة فيهما من المدلولات الصحيحة ما يكفي لإنصاف ليون، وإنصاف قلبه الطيب وهو القلب الذي نتمنى وجود مثيله في ملاعبنا، لأن القلوب الطيبة هي من يرسي للأخلاق الحميدة قاعدة ومبدأ.

أمقت الغرور وأظنكم مثلي تمقتون أصحابه، فنحن جميعاً نؤمن بأن من تواضع لله رفعه، أما هواة التعالي والخيلاء والفوقية (فمع أنفسهم) يعيشون مع أنفسهم يتعايشون وكل نفس بما كسبت رهينة.

خميس غادر المستطيل الاخضر، لكنني برغم ذلك، أراه مكسباً كبيراً لفرقة المريخ، فخميس يملك المقومات التي قد تساعده لأن يكون مؤثراً، وفاعلاً، وصانعاً، للفارق في الجهاز الفني ومتى ما سنحت له الفرصة الكافية حتماً سينجح.

شكراً جزيلا خميس على تلك السنين التي قدمت فيها الغالي النفيس، فلم تبخل يوماً على فريقك بالجهد، فلك كل الإحترام والتقدير صديقي ستظل في قلب كل عاشق مهما كان لأنك كنت سبب افراحهم في وقت من الأوقات.

شكراً خميس ليون،،،

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: