خطوات إلى الخلف

271 مشاهدة

ما الذي ينبغي على نادٍ نجح في كتابة التاريخ بعد مرور سنواتٍ طويلة على تأسيسه وصعد إلى منصات التتويج للمرة الأولى في تاريخه؟ نعم، لقد نجحت في التخمين، هو مطالب ببذل قصارى جهده، العمل على البناء على هذا النجاح، الإستثمار فيه، وإستغلال هذا الزخم من أجل الإستمرار في الصعود إلى منصات التتويج.

هذا هو الشيء الطبيعي الذي يحدث في أي بقعة أخرى على وجه الكرة الأرضية، إلا هنا!

لذا، أرى بأن كل شيء يحدث في مونيكي، بطل مسابقة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا في الموسم الماضي، يشير إلى أنه يسير عدة خطوات إلى الوراء. ليس هناك شك إطلاقاً في ذلك، فكل ما فعله النادي على مدى الأسابيع القليلة الماضية يؤكد على ذلك الواقع، وإلا كيف تسير الأمور بهذه العشوائية والشكل المخزي والمخيب للآمال تماماً؟

كنت أتوقع أن يكون النادي قد عمل على مراجعة الموسم الماضي بالكامل ووضع خطة وفقاً للموسم الجديد والعمل عليها، خصوصاً بعد خيبة الأمل الكبيرة التي تعرض لها بعد الفشل في التتويج بلقب الدوري الوطني، إلا أن ما حدث كان مفاجئاً حقاً ويدعو للدهشة.

كل شيء سار على النحو الخاطيء منذ البداية، إذ لم تقم الإدارة بتدعيم وتعزيز صفوف الفريق بشكلٍ جيد رغم وضوح حاجته إلى بعض الإضافات في بعض المراكز، ثم أضيف إلى ذلك خطوة غريبة للغاية تتمثل في إقالة محمد آدم وتعيين أقوير مييك خلفاً له في منصب المدير الفني.

حسناً. لا بأس في ذلك طالما أن هذا يعني الرغبة الكبيرة للنادي في مواكبة التقدم والتطور في ظل القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها الأخير، وأنه سيكون قادراً على تحقيق النجاح بالقياس على النجاحات التي حققها سابقاً في مشواره التدريبي.

فقط، كل ما إحتاج إليه أقوير مييك هو الوقت: منحه فرصته كاملةً من أجل الخطأ والتجريب، إيجاد طريقةً لملء الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل بعض اللاعبين المهمين والمؤثرين، التوصل إلى التوليفة الأساسية والعناصر القادرة على تطبيق أفكاره وفلسفته التدريبية، إلا أن إدارة النادي لم تملك ذلك الشيء الثمين ولم تستطيع الصبر عليه لأقل من شهرين فقط، ليصدر القرار المعتاد سريعاً: الإقالة!

لماذا؟ هذا ما لم أنجح في معرفته بالتحديد بسبب التضارب الكبير في تبريرات الإدارة، إذ كانت هناك أكثر من رواية خرجت بها الإدارة لوسائل الإعلام لتبرير القرار، فتارة لأنه ليس في خطط مجلس الإدارة الجديد، الفريق أكبر منه ولم يرتقي إلى مستوى التوقعات والتطلعات، أنه غير مستعد لتولي المهمة، وتارة أخرى بسبب العديد من الخلافات!

لكن، السبب الأرجح أنه بسبب الخروج من مسابقة الكأس المحلية، ليس هناك سبباً آخر مقنع أكثر من هذا.

هذا بالطبع يقود إلى إثارة الكثير من الشكوك والجدل والتساؤلات: هل قامت الإدارة بتهيئة الظروف المثالية للجهاز الفني من أجل النجاح؟ هل منحته الوقت الكافي من أجل إحداث أي تغيير في الفريق؟ ماذا كانت تتوقع أن يحقق جهاز فني جديد في أقل من شهرين في ظروف في غاية الصعوبة؟

لا أعتقد بأنني في حاجة للإجابة عن هذه التساؤلات بسبب أن الجميع يعرف ما هو عليه الأمر بالتحديد.

الآن جاء جهاز فني جديد بقيادة وليم مايور في ظل ذات الظروف، وفي ظل إفتقار الفريق إلى الإستقرار الفني والإداري بسبب التغييرات العديدة التي شهدها منذ نهاية الموسم الماضي، فهل جاء بضمانات كافية من الإدارة بأنه سيمنح وقت كافي؟ وهل سيتوفر له مناخ صحي من أجل العمل لإحداث التغيير المنشود؟ الوقت سيتكفل بالإجابة عن هذه التساؤلات؟ لننتظر ونرى.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: