خسرنا كأس وربحنا منتخب

524 مشاهدة

خسارة نهائي بطولة سيكافا تحت ١٧ عام مؤلمة حقاً.

لا شك في ذلك.

مؤلمة لأن منتخب جنوب السودان كان الأقرب إلى اللقب، للتتويج به بعد المستوى القوي، المميز، الرائع، والمبهر الذي ظهر به.

مؤلمة بالقياس على المستوى الذي ظهر به منتخب الصومال، إذ كنا الأحق بالتتويج باللقب، إلا أن هذا حال كرة القدم.

ليس علينا لوم أحد على خسارة البطولة والفشل في التتويج بها، لأنه كان هناك بعض العزاء الذي خرجنا به، فقد كسبنا منتخباً للمستقبل.

لقد قدم لنا المنتخب الكثير من خلال تأهله إلى بطولة ٢٠٢٣، ولن يغير أحد من حقيقة أنه قد نجح في الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات رغم عدم تتويجه بلقب سيكافا.

على الأقل، كان هناك ما يمكن التفاخر به والتفاؤل بأن المستقبل سيكون مشرقاً أمامنا.

مستقبل مشرق لهذا الجيل التاريخي الذي نجح في كتابة التاريخ بنجاحه في التأهل إلى نهائيات مسابقة كأس الأمم الأفريقية لعام ٢٠٢٣ في الجزائر، والوصول إلى نهائي سيكافا.

مشرق بسبب نجاحه في تحقيق ما فشلت فيه جميع منتخبات جنوب السودان الوطنية على مدى السنوات القليلة الماضية.

مشرق بسبب نجاحه في تقديم أداء هو الأفضل للمنتخبات الوطنية في مشاركاتها في تصفيات جميع البطولات الإقليمية، القارية، والدولية.

لذا، لا ينبغي علينا الحزن كثيراً على خسارة لقب البطولة، فقد ربحنا في المقابل منتخباً للمستقبل ويمكن التفاخر به.

العمل والإستعداد لنهائيات كأس الأمم الأفريقية ينبغي أن يبدأ منذ الآن، وذلك بالطبع، بعد الوقوف على نقاط القوة والضعف والعمل على معالجة السلبيات التي تسببت في خسارة اللقب.

علينا التعلم من هذا الدرس القاسي، والبدء في التخطيط للمستقبل، بشكلٍ جيد، إذا ما كنا نرغب حقاً في التقدم إلى الأمام، فالنجاح يتطلب ذلك حتى لا نتفاجأ بالتعرض لخيبة أمل جديدة في المستقبل.

لقد نجحنا في البطولة الإقليمية بالفعل، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير إذا ما كنا نطمح لتكرار هذا النجاح على الصعيد القاري، فالقادم سيكون صعباً جداً.

لا شك في ذلك.

النجاح لن يتحقق إذا لم نتعلم من إخفاقاتنا وخيباتنا، إذ نحتاج إلى إعتبار هذه الخسارة بمثابةً درساً قاسياً والعمل على التعلم منه من أجل تفادي هذه الإخفاقات في المستقبل.

لقد أثبتت لنا المشاركة في سيكافا قدرتنا على صناعة المستحيل، تحقيق النجاح، وكتابة التاريخ إذا ما أدركنا وأمنا بقدراتنا وإمكانياتنا وحظوظنا.

فقط، نحتاج إلى إستغلال هذا الزخم والبناء عليه من خلال الإستمرار في الإهتمام بهذا المنتخب والبدء في الإستعداد لكأس الأمم الأفريقية مبكراً.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: