بطولة كأس جنوب السودان العام كانت شاهدة على تألق وبروز العديد من اللاعبين مع فرقهم وظهورهم بمستويات قوية ومبهرة ومميزة للغاية حتى الآن.

مع ذلك، فإنه ليس هناك لاعباً إطلاقاً كان بمدى أهمية وتأثير جيمي مايكل منذ بداية البطولة حتى الآن.

ربيع المريخ

هذه البطولة يمكن النظر إليها على أنها بطولة المريخ بإمتياز بسبب المستويات الرائعة والقوية التي ظهر بها الفريق فيها من خلال نجاحه في خطف أول بطاقات التأهل إلى النهائي ونجاحه في المعادلة الصعبة التي فشلت فيها العديد من الأندية والمتمثلة في تقديم أداء سلس وممتع مصحوباً بالنتائج في وقتٍ تألق فيه العديد من لاعبيه لدرجة أنه سيكون من الصعب الإشارة إلى لاعب بعينه على أنه كان دون مستوى التوقعات والتطلعات.

لكن، وسط كل ذلك، يبرز جيمي مايكل على أنه كان أحد أهم وأفضل اللاعبين وظهوراً بأداء قوي ومقنع ومميز وثابت منذ بداية البطولة حتى الآن.

جيمي يعتبر واحداً من اللاعبين الذين يصعب الإستغناء عنهم في المريخ ويبتعد بمسافة كبيرة عن بقية اللاعبين بالنظر إلى المستويات القوية التي ظهر بها في البطولة، إذ يكفي الإشارة إلى أنه كان أكثر اللاعبين تأثيراً على نتائج فريقه في البطولة ويبتعد عن أقرب ملاحقية بسنين ضوئية.

ربما، سيكون من الصعب الوقوف على مدى أهميته وتأثيره على فريقه ونتائجه في البطولة والدور الكبير الذي لعبه من أجل وصوله إلى النهائي، إلا أن الأرقام تشير إلى ذلك بوضوح وتنصفه بشكلٍ كبير بعدما أسهم في تسجيل ثمانية أهداف، إذ سجل 5 أهداف وصنع 3 في 7 مباريات لعبها في البطولة.

كل هذا مع الإشارة إلى حقيقة أنه نادراً ما لعب الـ90 دقيقة كاملةً، إذ لم ينجح في إكمال كل دقائق اللعب المتاحة في البطولة في الفريق حتى الآن سوى الثنائي أوريجي مايكل وأوغي ستيفن، بينما إعتاد مورو بوسكو، المدير الفني للمريخ، على إخراج جيمي في معظم المباريات التي كان الفريق يحسمها مبكراً من أجل إراحته والحفاظ عليه للإستفادة منه في المباريات القادمة.

الإحترام والتقدير المفقود

رغم كل ذلك، فإن الواقع يشير إلى أن جيمي لا يحظى بالإحترام والتقدير الذي يستحقه في ظل المستويات المميزة التي ظهر بها حتى الآن بعدما نجح في تجاوز خيبة الأمل التي كان قد تعرض لها في الموسم الماضي مع أطلع برة بعدما ظهر بأداء متوضع للغاية.

جيمي يعيش حالياً أفضل أيامه ويعيش لحظة مفصلة وفارقة للغاية في مسيرته، إذ أعاد تقديم وإكتشاف نفسه من جديد وإستعاد ذاكرة التألق والمستويات القوية والمميزة والمبهرة التي عرف بها وقدم نفسه في المريخ على أنه لاعب مهم للغاية ولا يمكن الإستغناء عنه.

اللاعب ظهر إنسجاماً وتفاهماً كبيراً للغاية مع زملاؤه في الفريق، خصوصاً في خط الهجوم وينظر إليه حالياً على انه أحد أكثر اللاعبين خطورةً بسبب تحركاته المزعجة وقدرته على صناعة الخطر دوماً ومساهماته الكبيرة من خلال قيادته الفريق للفوز ومساعدته سواء بالتسجيل أو الصناعة.

الأفضل

جيمي حالياً لا ينافس على التتويج بجائزة هداف البطولة التي يتشارك صدارة قائمتها بخمسة أهداف رفقة زميله توماس تونق فحسب، بل أنه ينافس على الفوز بجائزة أخرى هي جائزة أفضل لاعب في البطولة من خلال المستويات المميزة التي ظهر بها حتى الآن والدور الكبير الذي لعبه في وصول فريقه إلى النهائي.

بالنسبة إلى الأرقام، فإنه ليس هناك لاعباً آخر في البطولة يتفوق عليه في الصناعة والتسجيل سوياً، في وقتٍ قدم فيه مستويات ثابتة ومميزة ومبهرة وكان واحداً من اللاعبين الذين لعبوا دوراً محورياً في الإنتصارات الكبيرة التي حققها فريقه في هذه البطولة ووصوله إلى النهائي.

لذا، فإنه سيكون مفاجئاً للغاية ذهاب جائزة أفضل لاعب إلى لاعب آخر وعدم تتويجه بها بعد المستويات القوية والمميزة التي ظهر بها مع فريقه حتى الآن ولعبه دوراً رئيسياً ومحورياً في وصوله إلى النهائي.

حان الوقت

قرار إبتعاد جيمي مايكل عن قائمة المنتخب الوطني الأول طوال الفترة الماضية، ربما، كان صائباً وصحيحاً بالقياس على المستويات المتواضعة والمخيبة للآمال التي كان يقدمها مع أطلع برة ومعاناته ومكافحته من أجل إثبات نفسه وإظهار كامل قدراته وإمكانياته.

لكن، حالياً، لا يبدو بأن قرار إستمرار إستبعاده عن قائمة المنتخب الوطني الأول سيكون صائباً ومفهوماً إطلاقاً، إذ حان الوقت من أجل إستدعاؤه مجدداً ويعتبر تواجده في قائمة المنتخب التي ستخوض تصفيات بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة في شهر مارس ضروياً وسيكون غير مفهوماً إستمرار إستبعاده.

اللاعب أظهر ما يشفع له بالإستدعاء إلى المنتخب مجدداً وأحقيته بالحصول على فرصة من أجل إثبات نفسه وإظهار قدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه.