يوم السبت لم يكن يوماً عادياً مثل بقية الأيام إطلاقاً، بالنسبة إلى رجل الأعمال جون لوال على الأقل، إذ كان يوماً سجل فيه اسمه في سجلات التاريخ بعدما فاز برئاسة نادي النجوم، الصاعد حديثاً إلى دوري الدرجة الثانية في جوبا، لولاية ثانية، في الجمعية العمومية التي إستضافتها قاعة نيفاشا، بفندق جنوب السودان بـ بُلك.
لماذا نحن هنا
هل كان مفاجئاً فوز جون لوال برئاسة نادي النجوم لولاية ثانية؟ سيكون من المؤسف والمخجل جداً إختزال ما أسفرت عنه نتائج الجمعية العمومية برمتها والإجابة بـ نعم أو لا، فالأمر أكبر من كل ذلك بكثير، خصوصاً عند النظر إلى الملابسات التي قادت إلى إنعقاد الجمعية العمومية.
كان مقرراً أن تسير الأمور بصورة طبيعية ويكمل فترته في منصبه كرئيس النادي حتى شهر ديسمبر المقبل، وهو ما كان يبدو عليه الأمر بالفعل حتى جاء، عصر يوم الأحد، الذي تلقى فيه خطاباً صادر عن مفوضية تسجيل الهيئات الشبابية والرياضية بولاية الإستوائية الوسطى يُفيد بضرورة الإسراع في إقامة الجمعية العمومية للنادي في غضون أسبوع فقط!
وقع الأمر على جون لوال كان كالصاعقة، إذ كان بمثابة طعنة تعرض لها في الخاصر، خصوصاً أنه كان قد بدأ الترتيبات من أجل وضع خارطة الطريق للنادي للموسم الجديد.
لكن، هل فزع من الصدمة ورؤية ما يحدث أمامه؟
واثق الخطى
رغم حقيقة أنه لم تمضي على رئاسته لنادي النجوم سوى ثلاثة أعوام وعدم إكتماله لفترته الإنتخابية كرئيساً للنادي، إلا أنه لم يفزع كثيراً من السيناريو الذي يجري أمامه، بل قام بالإتصال ببقية أعضاء مجلس إدارة نادي النجوم ودعا لعقد إجتماع عاجل قام فيه بترتيب أوراقه جيداً من أجل إعادة الترشح.
من أجل هذا الغرض، كان طبيعياً أن يقوم بإختيار مجموعته ولم يكن هناك من هو أفضل من أهل الثقة، الكفاءة الخبرة، وأصحاب المؤهلات، ليسفر الأمر عن إختياره كلٍ من نيال دينق لمنصب نائب الرئيس، فليب دينق سكرتيراً، وغاندي لوتوري أميناً للمال.
هذا الثلاثي كل واحد منهم يمثل حكاية لوحده وتم إختياره بعناية فائقة، فـ نيال يعتبر الصديق الوفي، فليب يُمثل الرجل التنفيذي، بينما يُعد غاندي بمثابة الإبن الأمين بالنسبة إليه، ليكتمل المشهد بوجود المايسترو جون لوال بإعتباره الرئيس والعقل المدبر لكل شيء.
مع مثل هذه المعطيات، لم يكن ينقص الأمر سوى وجود خطة ومشروع إنتخابي وهو شيء كان متواجداً بالفعل، ليُسفر كل هذا المشهد عن نتيجة طبيعية تتمثل في نجاح جون لوال في إكتساح الإنتخابات والفوز على منافسه بـ25 صوتاً مقابل ثمانية، وهو مشهد يمكن الدلالة عليه بالهدوء الذي كان يُسيطر عليه أبان فترة قيام أعضاء الجمعية العمومية بالتصويت من أجل إختيار الضباط الأربعة.
يمشي ملكاً
بالعودة إلى السؤال حول إذا ما كان فوز جون لوال برئاسة نادي النجوم لولاية ثانية مفاجئاً؟ فإنه يمكن الإجابة عنه بلا قاطعة، لم يكن الأمر مفاجئاً على الإطلاق بالنسبة إلى المتابع الحصيف للمشهد الرياضي بدقة وما يشهده نادي النجوم، بالتحديد، في السنوات الثلاثة الماضية.
جون لوال لم يكتفي بالسير ضد التيار والتغلب على كل الصعوبات والتحديات التي واجهها طوال فترة رئاسته للنادي، تفشي وإنتشار فيروس كورونا الذي تسبب في تعليق النشاط الرياضي وتأخير عملية نجاح النادي على كافة الأصعدة، الإنفاق على النادي ببذخ كإنفاق من لا يخشى الفقر، توفير كل متطلبات الموسم الجديد للنادي، بل قاده للصعود إلى دوري الدرجة الثانية عن جدارة وإستحقاق.
لكن، هل يسعى للتوقف هنا؟ لا يبدو الأمر كذلك، فطموحات جون لوال لا حدود لها، إذ يسعى لقيادة النادي للصعود إلى دوري الأضواء، البدء في تأسيسه بشكلٍ يتطابق مع المواصفات العالمية للأندية من خلال توفير مقر للنادي، ملعب للتدريبات، باص للترحيل، وتوفير إستثمارات كبيرة.