ملوال دينق
يدشن منتخب جنوب السودان لكرة السلة، اليوم الجمعة، من أرض تونس، المرحلة النهائية من مشواره في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى النسخة 19 من بطولة كأس العالم لكرة السلة التي تستضيفها بالاشتراك”اليابان– الفليبين – أندونيسا” في الفترة من 25 أغسطس حتى 10 سبتمبر 2023م، وذلك حينما يلتقي منتخب السينغال؛ أحد المنتخبات القوية المرشحة للتأهل إلى كأس العالم، ثم يعقبه بمواجهتي الكونغو الديمقراطية ومصر يومي 27 و28 على التوالي.
يدخل منتخب جنوب السودان، المرحلة الحاسمة من التصفيات متصدرًا لتصنيف المنتخبات، بعد تحقيقه نتائج مبهرة في مشواره اللافت بالتصفيات حتى الآن، بخاصة في الجولة الماضية في كيغالي التي هزم فيها صاحب الأرض والجمهور منتخب رواندا أمام أنظار الرئيس بول كيغامي، ثم تفوقه على بطل القارة منتخب تونس وكذلك ترويض أسود الكاميرون، وعلى أثر تلك النجاحات للنجوم الساطعة انهالت عليهم الإشادات والتبريكات من كل حدب وصوب، داخل البلاد وخارجها، واحتفى الجمهور برئيس اتحاد السلة لول دينق وزملائه في مجلس الإدارة والطاقم الفني بقيادة مدرب المنتخب ونجم دوري السلة الأمريكي السابق “رويال ايفي” الذي استطاع في فترة وجيزة من توليه المسؤولية الفنية للمنتخب أن يترك بصمته ويحدث نقلة كبيرة، وقد ظهر ذلك جليًا في الأداء الفني العالي للاعبين والجاهزية البدنية والنفسية التي قادت إلى إنهاء الجولة الماضية بالعلامة الكاملة.
كما أغدق الجمهور الرياضي المديح والثناء على نجوم المنتخب، بعد تحقيقهم الإنتصارات واحدة تلو الأخرى، لتتصدر اسمائهم وصورهم مواقع التواصل الإجتماعي وسودت أخبارهم صفحات الصحف السيارة، ما حدا برئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت لتقديم تهنئة رسمية للمنتخب وهو أمر نادر الحدوث في دولة تتصدر فيها أخبار السياسة والسياسيين المشهد العام بلا منازع.
إستطاع منتخب السلة أن يعيد زمام المبادرة والزخم للرياضة، باعتبارها منشط قادر على تقوية أواصر الترابط في المجتمع واستنهاض روح الوحدة الوطنية المفقودة والتعاضد والتكاتف، وكذلك الهام أجيال الشباب وتشجيعهم على اكتشاف مواهبهم وصقلها، ولأول مرة أيضًا يألف العالم وجه آخر لجنوب السودان بخلاف الحرب والمجاعات والانقسام السياسي، وهي خطوة إيجابية تتطلب البناء عليها بهدف الدفع في اتجاه إكتشاف الامكانيات الكامنة لدى أبناء وبنات جنوب السودان واستقطاب الدولة لدعم الرياضة والمناشط الإبداعية المختلفة.
من الملاحظ أيضًا أن نجاحات منتخب السلة ارتبطت بصلة وثيقة بشخصية رئيس الإتحاد الحالي لول دينق، الذي يعد اسمًا بارزًا في عالم كرة السلة، حيث استطاع بخبرته الكبيرة وعلاقاته الواسعة والممتدة وتأثيره في ساحة الرياضة المحلية والعالمية أن ينشل منتخب السلة من مجاهل النسيان، ليصبح في فترة قياسية منتخب يشار له بالبنان لدرجة أن منتحب السلة تمكن من سحب البساط من تحت اقدام منتخب كرة القدم التي تعد الرياضة الجماهيرية الأولى، وقد بدأ مشوار لول دينق بقبوله تولي رئاسة اتحاد السلة في مغامرة غير مضمونة واضعًا سمعته وتاريخه على المحك وسط المناخ الرياضي الملبد بغيوم الخلافات والانقسامات والتحزب الرياضي، وهو ما اتضح لاحقًا عندما دخل في خلافات مع بعض زملائه في مجلس الإدارة قادت إلى اصداره قرارًا بايقاف السكرتير وأمين المال، وكذلك اتهامه من قبل معارضيه بالانفراد بادارة الاتحاد وغيرها، وهو مؤشر ينذر بالخطر داخل أروقة اتحاد السلة، ويبقى السؤال الشاغل لاغلب الرياضيين حاليًا هو مصير اتحاد السلة والمنتخب مستقبلًا في حال قرر لول دينق طوعًا أو مكرهًا مغادرة الاتحاد، بخاصة أن النجاحات الحالية التي تحققت ارتبطت مباشرة بشخصيته، وهو أمر يقودنا إلى سؤال المؤسسية في الاتحادات الرياضية في البلاد والذي سنفرد له مساحة أخرى.
أخيرًا، تمنياتنا للمنتخب بمواصلة التألق والتوهج في الجولة الحالية، وأن يكون التوفيق والنجاح حليفه في مواجهة اليوم أمام أسود السينغال التي تعد مباراةً مهمة وحاسمة لتحديد مصيره في مرحلة الذهاب من الجولة النهائية للتصفيات الافريقية.