حينما يواجه المريخ منافسه السلام، اليوم، بإستاد بانتيو، في نهائي بطولة كأس جنوب السودان المحلي في بانتيو لهذا الموسم، فإن الأنظار ستكون شاخصة صوب جاك جيمس، مهاجم فريق المريخ، الذي سينتظر منه الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات وقيادة فريقه للتتويج باللقب للموسم الثاني على التوالي.
الأزمة التي كاد يدفع المريخ ثمنها غالياً
جاك جيمس كان قد إنضم إلى صفوف المريخ في فترة الإنتقالات الصيفية الماضية قادماً من فريق الناصر السوداني وسط مجموعة من اللاعبين والنجوم الدوليين الذين تعاقد معهم النادي.
المريخ كان قد تعاقد مع جاك في محاولة لرفع مستوى الجودة في خط هجومه، توفير العمق الكافي والمطلوب، حل مشاكله الهجومية المتمثلة في عدم إستقرار أيوب كواك بسبب سفره المتكرر بغرض الدراسة، إعادة تور قاتلواك للعب في مركز الظهير الأيسر، ومساعدة نقونق توريه وتخفيف العبء الموضوع على عاتقه فيما يتعلق بمسؤولية تسجيل الأهداف وصناعتها وقيادة الفريق لتحقيق الإنتصارات، وقيادة الفريق إلى المرحلة التالية في مشروعه الطموح.
لكن، سرعان ما واجه المريخ أزمة كاد يدفع ثمنها غالياً بعدما أصدر نادي مونيكي بياناً أكد فيه بأن جاك جيمس لا يزال مقيداً في صفوفه، مطالباً المريخ بالجلوس مع إدارته من أجل حل المسألة حتى لا يدفع الثمن غالياً في الفترة المقبلة.
هذا الأمر تسبب في غياب اللاعب عن في ثلاثة مباريات في الكأس بدايةً من المواجهة أمام يونيتي ستارز في الدور الأول، نادي بويز في الدور الثاني، وبانتيو فيرست في الدور الثالث.
صحيح أن المريخ كان قد نجح، بطريقةً أو بأخرى، في تخطي عقبة منافسيه الثلاث وواصل مشواره في البطولة، إلا أنه كان واضحاً للغاية بأنه يحتاج بشدة إلى خدمات جاك جيمس وهو ما دفع إدارته للتحرك بسرعة للجلوس مع نظيرتها في مونيكي من أجل إيجاد حل للأزمة.
البداية التي لا تنسى
قبل يومين فقط على المباراة المصيرية والحاسمة للمريخ ضد سوون في الدور نصف النهائي من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في بانتيو لهذا الموسم، كان المريخ ومونيكي قد أعلنا عن توصلهما إلى إتفاق وحل للأزمة بعد قيام الأخير بإطلاق سراح اللاعب ليصبح جاهزاً للمشاركة مع المريخ في مبارياته في جميع المسابقات.
بحلول يوم الثلاثين من شهر سبتمبر، كان اللاعب يبدا تجربته الجديدة مع المريخ بالمشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق في مباراته ضد سوون في الدور نصف النهائي في الكأس.
بعد نهاية المباراة، كان اللاعب قد وقع على بداية تاريخية لا تنسى مع فريقه بعدما قاده لتخطي عقبة سوون من خلال تسجيله للهدف الأول وصناعته للثاني لزميله في الفريق نياريي!
بالطبع، لا يبدو بأنه كانت هناك طريقةً أفضل من هذه ليدخل بها اللاعب التاريخ ويبدأ تجربته الجديدة مع فريقه والإعلان عن نفسه بقوة وإثبات مدى قدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه وتبرير الجدل الكبير الذي رافق خطوة إنضمامه إلى صفوف المريخ.
من غيره؟
رغم كل ذلك، فإن التحدي الأكبر الذي يواجهه جاك جيمس يتمثل في الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات والإعلان عن نفسه بشكلٍ أقوى وأفضل من خلال قيادة الفريق للفوز على السلام في النهائي والتتويج بلقب كأس جنوب السودان المحلي في بانتيو للموسم الثاني على التوالي.
صحيح أن المريخ كان قد نجح في التتويج باللقب في الموسم الماضي بقائمة أضعف وأقل قوةً من التي تتوفر لديه حالياً ولم يكن في حاجة إلى جاك للتتويج بلقب هذه البطولة بقدر حاجته إليه في البطولات القومية، إلا أن الوقائع تشير إلى أنه قد تم التعاقد مع جاك والنجوم الدوليين من أجل الظهور في المناسبات الكبرى وتحمل عبء ومسؤولية قيادة الفريق!
جاك جيمس أمام لحظة تاريخية ومفصلية في تاريخه ولا يبتعد عن التتويج بلقب جديد في تاريخه سوى 90 دقيقة فقط سيحتاج فيها إلى إستحضار كامل خبراته وقدراته وإمكانياته، تقديم أفضل مستوياته على الإطلاق، وإستدعاء ذات المستويات التي كان قد قدمها مع مونيكي وقاده فيها للتتويج بلقب دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا للمرة الأولى في تاريخه، وإثبات مدى أحقيته بالمبالغ المالية والجدل الكبير الذي رافقه طوال الأشهر القليلة الماضية.