الثاني عشر من شهر يناير سيظل يوماً خالداً يتذكره الكثيرون في مونيكي بسبب أنه كان اليوم الذي أعلن فيه اللاعب أبراهام ثاو عن نفسه بسرعة وبقوة كمهاجم كبير قادم، نهاية رحلة البحث عن مهاجم قادر على ملء الفراغ الكبير الذي كان قد خلفه رحيل جاك جيمس، ووضع حداً للعقم التهديفي للفريق.
لكن، بإستثناء كل ذلك، فإنه ليس هناك شيئاً يتذكره الكثيرون عن ثاو حالياً منذ ذلك الوقت بسبب أنه عاش فترة من الفراغ وتراجع وإنهيار كبير في المستوى، غاب عن هز الشباك، وكافح من أجل إستعادة ذاكرة التألق والمستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي ظهر بها، وإظهار وإثبات كامل قدراته وإمكانياته وأحقيته بالضجة الكبيرة التي كان قد أثارها في ذلك الوقت.
اليوم، ومع خوض مونيكي لمباراة مصيرية أمام كتور في إطار مباريات الدور الثالث في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم، فإن الكثيرون سيتطلعون لرؤية مدى قدرة ثاو على الإستفاقة من سباته العميق ومساعدة مونيكي وقيادته للفوز على كتور والتأهل إلى الدور ربع النهائي في البطولة.
ثاو الجديد الذي لا يعرفه أحد
كان صعباً للغاية بالنسبة إلى الكثيرون الإقتناع بحقيقة أن ثاو لا يزال موجوداً في صفوف مونيكي ولم يغادره من أجل الإنضمام إلى أي فريق آخر، بل أنه كان قد شارك أساسياً في مباراتي الفريق أمام إمتداد بلك ونيايينغ كاتانقا في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم!
بالطبع، حجم الدهشة والذهول الذي إنتاب الكثيرون لمعرفة تلك الحقيقة كان كبيراً للغاية بسبب أنه لم يكن سهلاً عليهم معرفة وتمييز أبراهام ثاو هذا الموسم، إذ بدا مختلفاً تماماً عن ذلك اللاعب الذي كان قد تألق مع مونيكي في مباراته الأولى معه على الإطلاق وقاده لتحقيق فوز كبير على فيفا ستار وتتويج ذلك الأداء بهاتريك تاريخي مختلف!
ببساطة، أبراهام بدا مختلفاً عن ذلك اللاعب الهداف في كل شيء: قصة الشعر، الرقم الذي كان يرتديه، التمركز، التحركات، البحث الدائم عن الفراغات في دفاع الخصوم، طلب الكرة بإستمرار من الزملاء في الفريق، التسديدات القوية، والرغبة الدائمة في تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الخصوم.
رحلة إعادة إكتشاف الذات
صحيح أن مونيكي كان قد شهد الكثير من التغييرات منذ الظهور الأول لثاو معه، إلا أن تلك التغييرات لم تحضر فوق أرضية الملعب، خصوصاً فيما يتعلق بخط الوسط والهجوم في مونيكي في ظل إحتفاظ الثلاثي تونق، نيلسون، وجورجي بمراكزهم في خط الوسط، وعدم حدوث أي تغيير في خط الهجوم!
ثاو أخفق في ترك تأثيره وبصمته في مباراتي الفريق أمام إمتداد بلك ونيايينغ كاتانقا ما يعني بالتالي تفويته لفرصة مثالية للغاية من أجل تذكير الجميع بقدراته وإمكانياته، إعادة تقديم نفسه بشكل أقوى وأفضل، التأكيد على أنه لا يزال يحتفظ بمهاراته وموهبته التي جعلته حديث الوسط الرياضي في شهر يناير الماضي، إثبات أنه يعتبر البديل الأفضل لتعويض رحيل جاك جيمس، وإظهار قدرته على تحمل عبء ومسؤولية قيادة الفريق لإنتصارات وإعادته إلى مساره الصحيح!
صحيح أن مونيكي كان قد نجح، بطريقةً أو بأخرى، في تخطي عقبة إمتداد وكاتانقا ووصل إلى الدور الثالث في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا في وقتٍ لا تزال فيه محاولات نجمه أبراهام مستمرة من أجل إعادة إكتشاف نفسه وإستعادة ذاكرة التألق والمستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي عرف بها.
الأرقام تشير إلى فشل ثاو في ترك أي بصمة أو تأثير في المباراتين سواء من خلال التسجيل والصناعة وهو شيء لا يبدو بأن الكثيرون غاضبون منه لذلك في مونيكي بسبب إستمرار مغامرة الفريق في البطولة.
عليه الإستفاقة
لكن، ما ينبغي أن يضعه اللاعب في الحسبان أن الوقت الذي كان متاحاً أمامه من أجل مراجعة نفسه، إعادة إكتشاف كامل قدراته وإمكانياته، وإستعادة ذاكرة التألق والمستويات القوية والمميزة التي عرف بها قد إنتهى تماماً وأصبح أمام واقع لا مفر منه يتطلب إستفاقته من سباته العميق والظهور بأفضل مستوياته والإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات.
مونيكي سيواجه كتور في وقتٍ سيتطلع فيه الكثيرون لرؤية ما سيقدمه أبراهام ثاو وسينتظر منه الجميع رؤيته يستعيد ذاكرة التألق ويبرهن على كامل قدراته وإمكانياته من خلال قيادته للفوز على كتور والتأهل إلى الدور ربع النهائي من البطولة.
هذا يعتبر الوقت الذي يبدو فيه مونيكي في أشد الحاجة إلى خدمات مهاجمه والظهور بأفضل مستوياته على الإطلاق، فهل يكون اللاعب على قدر التحدي ويستعيد ذاكرة التألق وينجح في ترك بصمته وتأثيره اليوم بعدما فشل في ذلك أمام إمتداد وكاتانقا؟!