تحديات يواجهها رمزي سبت لإعادة كتور إلى منصات التتويج

180 مشاهدة

عندما يلتقي كتور مع منافسه المريخ، اليوم، بملعب بلك، في مباراة القمة المؤجلة من الجولة الخامسة في بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا لهذا الموسم، فإن الأضواء ستكون شاخصة صوب رمزي سبت، المدير الفني لفريق كتور، أكثر من أي وقتٍ مضى، إذ تأتي المباراة في وقتٍ يواجه فيه الفريق ومدربه الكثير من التحديات والصعوبات التي تقف عائقاً أمامهم وتؤثر بشكل سلبي على مساعيهم في التتويج بلقبٍ ما هذا الموسم.


الرجل الذي جاء لإعادة كتور إلى منصات التتويج

بعد الإعلان عن عودة الحياة إلى إتحاد جوبا المحلي لكرة القدم في بداية الموسم، كانت الخطوة الأولى التي أقدمت عليها إدارة نادي كتور هي قطع الطريق على المريخ بانتيو من خلال إنهاء الجدل الذي كان دائراً حول المدرب رمزي سبت ويده اليمنى مبارك عبد الرازق من خلال تجديد الثقة فيهما.
بالطبع، تلك الخطوة كان لها ما يبرر حينها، إذ كانت الإدارة تنظر إلى رمزي على أنه الشخص القادر على وضع حداً لإبتعاد كتور الطويل عن منصات التتويج بسبب السيرة الذاتية المميزة التي يمتلكها وتحقيقه الكثير من النجاحات والإنجازات مع معظم الأندية التي تولى تدريبها على مدى أكثر من عقد داخل وخارج جوبا وعلى الصعيدين المحلي والقومي.


لذا، لم يكن هناك مفراً من تجديد الثقة فيه والتوصل معه إلى إتفاق يقضي بتمديد عقده مع النادي لفترة أخرى على أمل رؤيته ينجح في جني ثمار العمل الكبير الذي كان قد قام به رزق حكيم على مدى العامين الماضيين بعدما قاد كتور لوصافة بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا، مرتين على التوالي، دون أن ينجح في قيادته للتتويج باللقب.
كانت الإدارة مدركة تماماً لما يحتاجه الفريق من أجل إنهاء صيامه وإبتعاده الطويل عن منصات التتويج، ما دفعها لإعطاء الجهاز الفني بقيادة رمزي صلاحيات واسعة ودعم غير محدود ومشروط وهو ما جعل الفريق يقترب كثيراً من الصعود إلى منصات التتويج قبل أن يجد رمزي نفسه في مفترق طرق ويواجه الكثير من التحديات والصعوبات التي تقف أمامه عائقاً وتمنعه من قيادة كتور للصعود إلى منصات التتويج.


الإدارة

تبدو هذه مفارقة غريبة للغاية، بالتأكيد، خصوصاً أن هذه تعتبر ذات الإدارة التي جاءت برمزي وفعلت كل شيء من أجل رؤية الفريق يعود إلى منصات التتويج المحلية والقومية مجدداً!
لكن، ما يبدو عليه الوضع حالياً أن هذه الإدارة قد أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً وإضافياً على الفريق وتقف عائقاً بينه وبين منصات التتويج هذا الموسم، إذ إرتكبت الكثير من الأخطاء التي كلفت كتور غالياً في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم، وعادت لتفعل ذات الشيء في بطولة دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا لهذا الموسم!
الواقع أن الإدارة، بقصد أو بدونه، كانت قد إرتكبت الخطأ الذي تسبب في إيقاف اللاعب جوزيف معليش «قونقا» عن اللعب لمدة شهر وخسارة بطاقة التأهل إلى نهائي بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم، كما أنها إرتكبت خطأ جعل الفريق مهدداً بخسارة ستة نقاط جديدة في سباق المنافسة على التتويج بلقب كونجو كونجو ليغ هذا الموسم.


بطريقةً أو بأخرى، فإن الإدارة قامت بالتأثير بشكل سلبي على كتور والعمل الكبير الذي قام به المدرب رمزي سبت طوال الفترة الماضية أكثر من بقية الخصوم فوق أرضية الملعب وخارجه، إذ يكفي الإشارة إلى حجم الأضرار التي يواجهها الفريق فوق أرضية الملعب بعد كل خطأ إداري!
حسناً، كتور كان قد تعادل مع كل من سيمبا سلبياً وقوديلي إيجابياً بعد الخطأ الأول الذي كانت قد إرتكبته في الكأس، ثم تعادل مع الزلزال بعد الخطأ الثاني الذي إرتكبته أمام فيفا ستار في الدوري وهي أشياء تعتبر كافية لضرب الإستقرار الفني للفريق والتأثير سلبياً على كل العمل الفني الذي يقوم به الجهاز الفني من أجل قيادة كتور لتحقيق الإنتصارات في مبارياته في جميع المسابقات.


المنتخب

فجأةً، وبدون سابق إنذار ومقدمات، بدأ منتخب جنوب السودان تحضيراته وتدريباته تأهباً لإستحقاقاته في الفترة المقبلة تحت قيادة مدربه الفرنسي نيكولاس ديبوي وبوجود عدد كبير من اللاعبين المحليين.
هذا الأمر لا يبدو بأن كتور يعتبر الفريق الوحيد المتأثر منه فقط، بل الكثير من الأندية التي تنافس في مختلف البطولات في جوبا هذا الموسم في ظل إنطلاق معسكر «النجوم الساطعة» في وسط الموسم وفي توقيت يعتبره الكثيرون غير مناسباً إطلاقاً في ظل إشتداد المنافسة في جميع المسابقات وسعي كل فريق لتحقيق أهدافه من الموسم.
إعداد النجوم الساطعة كان قد بدأ بعد أقل من أسبوع فقط على بداية النصف الثاني من الموسم في وقتٍ كانت فيه معظم الأندية تعاني من نقصٍ حاد في عدد اللاعبين ومسألة عدم إكتمال صفوفها بسبب عدم عودة الكثيرين منهم من إجازاتهم بعد نهاية أعياد الميلاد ورأس السنة ولحاق البعض منهم بالتحضيرات بشكلٍ متأخر وإستحالة الإستعانة بهم في المباريات بشكلٍ مباشر دون الوقوف على مستوياتهم ومدى جاهزيتهم فنياً وبدنياً.


بالنسبة إلى كتور، فإنه يعتبر واحداً من أكثر الأندية المتأثرة بإعداد المنتخب في مثل هذا التوقيت من الموسم بسبب إستدعاء معظم القوام الأساسي وتسبب ذلك في إرهاق الكثيرين منهم وجدول التدريبات المكثفة ما بين المنتخب والنادي، ما أثر سلباً على أدائهم في المباريات وظهور عدد كبير منهم بمستوى أقل من التوقعات وغير معتاد منهم.
هذا الأمر بدا واضحاً للغاية في مباراة الفريق أمام الزلزال والتي بدا فيها الكثير من لاعبيه الأساسيين الذين تم إستدعائهم إلى المنتخب بعيدين تماماً عن المستوى الذي إعتادوا على تقديمه والظهور به مع الفريق.


الملكية

لسوء حظ رمزي وكتور، أن القدر قد كتب لهم حتمية مواجهة الملكية والتفوق عليه في جميع المسابقات هذا الموسم إذا ما كانوا يرغبون في العودة إلى منصات التتويج والفوز بلقبٍ ما.
صحيح أن كتور كان قد فاز على الملكية في المواجهة الأولى التي جمعت بينهما هذا الموسم، إلا أن الوضع سرعان ما تغير تماماً بعد تقدم الأخير بشكوى طاعناً في عدم قانونية مشاركة اللاعب قونقا في مباراتهم في الدور نصف النهائي في بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم ليعود الملكية ويكسب كتور داخل وخارج الملعب لاحقاً.
اليوم، يبدو الأمر أكثر صعوبةً وتعقيداً مع سعي كل فريق لإنقاذ موسمه من الفشل من خلال التتويج بلقب كونجو كونجو ليغ لهذا الموسم، إذ أصبحت هذه البطولة تمثل الأخير لكلاهما من أجل العودة إلى منصات التتويج بعد إبتعاد إمتد لوقتٍ طويل.
حالياً، يتصدر فريق الملكية جدول ترتيب كونجو كونجو ليغ برصيد 22 نقطة وبفارق أربعة عن كتور الثاني في وقتٍ يتواجد فيه كلاهما في مفترق طرق، فبينما يعيش الملكية فترة مميزة للغاية على صعيد الأداء والنتائج ويبدو مكتمل الصفوف تقريباً وقادر على تحقيق الإنتصارات حتى عندما يكون سيئاً، فإن كتور يعاني من مشاكل لا حصر لها وتزداد حجم الصعوبات والتحديات التي يواجهها مدربه رمزي سبت.

اترك رد

انتقل إلى أعلى
%d مدونون معجبون بهذه: