النسخة الثالثة عشر من بطولة كأس جنوب السودان الوطني ستنطلق، اليوم، في وقتٍ ستحتاج فيه لجنة المسابقات بإتحاد جنوب السودان لكرة القدم لإيجاد طريقةً لتفادي الوقوع في بعض الأخطاء والتحديات التي صاحبت البطولة في الموسم الماضي من أجل إنجاح هذه النسخة، خصوصاً مع إرتفاع عدد الفرق المشاركة في البطولة هذا الموسم.
البرمجة
واحدة من أكثر القضايا التي كانت قد أثارت جدلاً كبيراً في البطولة في الموسم الماضي كانت مسألة برمجة بعض المباريات، خصوصاً بعدما إضطرت اللجنة لإجراء بعض التعديلات على البرمجة القديمة لأسباب متفاوتة.
وكانت التعديلات قد بدأت بإجراء تعديلاً على برمجة مباريات المجموعة الثالثة التي إستضافت ملكال مبارياتها بعدما كان قد تم تأجيل إنطلاقة مبارياتها لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بعدم وصول بعض بعثات الفرق وتأخرها في الوصول إلى ملكال، ثم تكرر الأمر بعدما قامت اللجنة بتعديل جديد على برمجة مباريات الدور الثاني في المجموعة الثانية في جوبا من خلال تغيير موعد مباريات الإياب لتقام في يوم واحد بدلاً عن يومين.
ذات الأمر، حدث فيما يتعلق بالنهائي الذي كان قد تم تغييره دون الإعلان عن الأسباب التي أدت إلى تلك الخطوة.
صحيح أن معظم الأسباب التي كانت قد أدت إلى إجراء هذه التعديلات كانت مبررة تماماً حينها ورغم إحتمالية حدوثها مجدداً هذا الموسم، إلا أن اللجنة تحتاج إلى التعامل مع هذه المسألة بعناية فائقة.
الشكاوي
صحيح ان البطولة لم تشهد عدد كبير من الشكاوي إطلاقاً بإستثناء الشكوى الوحيدة التي كان قد تقدم بها غونزاكا ضد المريخ طاعناً في عدم قانونية مشاركة اللاعب كوت بيتر في مباراة الإياب بينهما في المواجهة الفاصلة من أجل تحديد الفريق الأخير المتأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة، إلا أنها كانت كافية لإثارة الكثير من الجدل والشكوك والتساؤلات بسبب الطريقة التي تم التعامل بها مع الشكوى.
جدل كبير كان قد صاحب تلك الشكوى بعدما قام غونزاكا بالتقدم بإستئناف إلى لجنة الإستئنافات بالإتحاد والتي أصدرت قراراً بإلغاء قرار لجنة المسابقات التي كانت قد أعلنت عن قبول الشكوى شكلاً ورفضها مضموناً بسبب الخطأ الذي إرتكبه النادي في إستنداه إلى المادة 88 من القواعد العامة في شكواه، لتقرر لجنة الإستئنافات إلغاء النتيجة التي إنتهت عليها المباراة وإعتبار المريخ خاسراً 2-0.
تلك الشكوى كادت تتسبب في أزمة حينها قبل أن يتم التوصل إلى إتفاق يقضي بإعادة المباراة بين الفريقين في خطوة أثارت جدلاً كبيراً للغاية حينها.
هذا الأمر ينبغي أن يكون بمثابة درساً يجب التعلم منه وهو شيء بدا أويوال لام، عضو مجلس إدارة إتحاد جنوب السودان لكرة القدم ورئيس لجنة المسابقات، مدركاً له بعدما كشف عن حرصهم على تجنب تكرار أخطاء الموسم الماضي.
وضعية اللاعبين
هذه تعتبر واحدة من القضايا التي ينظر إليها على أنها قد تثير جدلاً كبيراً للغاية هذا الموسم وتهدد بفشل هذه البطولة إذا لم يتم التعامل معها بشكل حاسم وسريع، خصوصاً مع وجود الكثير من المعطيات التي تشير إلى إحتمالية حدوث أزمة مشابهة لحادثة كوت بيتر في الموسم الماضي في ظل إرتفاع عدد الفرق المشاركة في البطولة هذا الموسم وإعتماد عدد كبير منها على اللاعبين القادمين من إتحادات دولية أخرى.
لكن، ما يدعو للتفاؤل بعدم حدوث هذا الأمر أو تأثيره بشكل سلبي على البطولة هو تأكيدات أويوال لام على سعيهم لمعالجة هذه المسألة والوصول إلى حل لها قبل إنطلاقة البطولة.
أزمة التحكيم
أزمة التحكيم كانت واحدة من القضايا الشائكة والتي أثارت جدلاً كبيراً في الموسم، خصوصاً في مجموعة جوبا التي شهدت جدلاً كبيراً في بعض المباريات على غرار مباراتي المريخ جوبا والسلام أويل والمريخ بانتيو ونايل إيغل نمولي بسبب الأداء المخزي والكارثي الذي ظهر به الحكام.
أداء الحكام كان قد أثار جدلاً كبيراً للغاية لدرجة أنه كادت تحدث أزمة في المريخ جوبا والسلام أويل في إياب مباريات الدور نصف النهائي من البطولة بعدما دخلت مجموعة من جماهير فريق السلام إلى أرض الملعب إعتراضاً وإحتجاجاً على أداء الحكام، ثم حدث الأمر بدرجة أقل في المواجهة بين فريقي المريخ بانتيو ونايل إيغل بانتيو.
لذا، فإنه ينبغي أن يكون قد تم الوقوف على كل هذه الأخطاء والعمل على معالجتها وتفادي تكرارها قبل إنطلاقة النسخة الثانية عشر من البطولة.