كان لافتاً للغاية الخطوة التي أقدم عليها إيمانويل توماس «بيبو» في فترة الإنتقالات التكميلية الماضية بإنضمامه إلى سيتيزن في صفقة إنتقال حر بعد نهاية عقده مع مونيكي في وقتٍ كان مطلوباً فيه من قبل الكثير من الأندية في جوبا.
مع ذلك، فإن خطوة إنضمامه إلى سيتيزن تعتبر بمثابة مغامرة مثيرة للغاية بالنسبة إلى الطرفين في وقتٍ يبحث فيه كلاهما عن شيء من الآخر.
مغامرة جديدة
بيبو سيبدأ مغامرته الجديدة مع سيتيزن، اليوم، عندما يواجه الفريق منافسه جوبا سيتي في إطار مباريات الدور الأول من بطولة كأس جنوب السودان المحلي في جوبا لهذا الموسم.
اللاعب يخوض مباراته الرسمية الأولى مع الفريق بعد مرور نصف موسم كامل على إنضمامه إلى صفوفه بسبب توقف النشاط الرياضي في جوبا.
المغامرة تبدأ في وقتٍ يبدو فيه كلاهما في أشد الحاجة إلى الآخر حالياً، إذ إنضم بيبو إلى سيتيزن في محاولة من أجل إعادة الإعتبار وإكتشاف نفسه من جديد، إثبات أنه لا يزال قادراً على العطاء وتقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه، وإثبات انه لا يزال يتمتع بالموهبة والقدرات والإمكانيات التي جعلته يلعب في أندية كبرى على غرار الناصر، عمارات يونايتد، مونيكي، ومنتخب جنوب السودان.
سيتيزن بدوره يحتاج إلى لاعب يستطيع لعب دور محوري ورئيسي في خط الوسط وقيادته والمساهمة في تحسين وضعه في الموسم الجديد بعد صعوده إلى دوري الأضواء.
إعادة إكتشاف الذات
بغض النظر عن الجدل الذي كان قد أثير بخصوص قرار إنضمامه إلى سيتيزن، فإنه يبدو واضحاً بأن قرار الرحيل عن مونيكي كان الأفضل بالنسبة إلى مونيكي وبيبو في ذات الوقت.
بيبو كان قد عانى من مسألة جلوسه الدائم على دكة البدلاء وقلة الفرص وعدد الدقائق الممنوحة له من أجل إثبات نفسه، إظهار كامل قدراته وإمكانياته، القتال على حجز مقعد أساسي في التشكيلة الأساسية، وإثبات مدى قدرته على تقديم الإضافة اللازمة والمطلوبة منه للفريق طوال الفترة التي إرتدى فيها شعاره!
مونيكي كان يشهد تكدساً كبيراً للغاية في عدد اللاعبين في خط الوسط طوال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في الموسم الأخير الذي شهد تتويجه بلقب دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا في ظل وجود لاعبين مميزين وبجودة كبيرة للغاية على غرار محمد إبراهيم «التش»، ستيفن باوار، شان بيتر، سبت جمعة آرو، تونق، ماندي، وجورجي.
فقط، يكفي الإشارة إلى حقيقة أن ذلك كان قد دفع محمد آدم، المدير الفني لمونيكي حينها، للعب بأربعة لاعبين في خط الوسط من أجل إستغلال هذا الأمر والتكدس الكبير في عدد اللاعبين في خط الوسط.
بعبارةً أو بأخرى، ربما، تسببت هذه الوفرة الكبيرة للغاية من اللاعبين في خط الوسط في تعرض بيبو للظلم وعدم حصوله على دقائق لعب أكثر.
لكن، كل هذا أصبح من الماضي حالياً ويحتاج إلى التركيز مع سيتيزن في تجربته ومغامرته الجديدة وبذل قصارى جهده والعمل على إستعادة ذاكرة التألق من أجل تقديم ذات المستويات القوية والمميزة والمبهرة للغاية التي كان قد عرف بها.
اللاعب سيكون عليه الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات والعمل على مساعدة فريقه من خلال تقديم أفضل مستوياته بشكل تدريجي وقيادته لتحقيق أهدافه وتطلعاته في جميع المسابقات هذا الموسم.
العنصر المفقود
سيتيزن كان قد عانى كثيراً طوال الموسم الماضي من نقص حاد في اللاعبين في مختلف المراكز في ظل إفتقاره إلى العمق الكافي والجودة المطلوبة للعب في أعلى مستوى تنافسي ممكن.
لكن، الوضع يبدو مختلفاً حالياً بعد التغييرات العديدة التي شهدها الفريق مؤخراً من خلال قيامه بتعزيز وتدعيم صفوفه بشكل جيد في آخر نافذتين للإنتقالات.
وسط كل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم مؤخراً، فإن بيبو يبرز على أنه اللاعب الذي ينتظر منه لعب دور محوري ورئيسي للغاية في الفريق من خلال قيادة خط الوسط، توجيه زملاؤه في الفريق، تحمل عبء ومسؤولية قيادة خط الوسط ومد المهاجمين بالتمريرات البينية، ومساعدة الفريق بأكمله من خلال المساهمة في تسجيل الأهداف وصناعتها.
بيبو سيكون عليه إستدعاء الخبرات الكبيرة التي راكمها طوال السنوات القليلة الماضية في تجاربه مع الإتحاد، الناصر، عمارات يونايتد، مونيكي، ومنتخب جنوب السودان من أجل مساعدة الفريق على التقدم إلى الأمام.