بوادر أزمةً جديدة بدأت بين جنوب السودان لكرة القدم وإتحاد جوبا المحلي، يوم أمس الأول، حول الجزء الشرقي من إستاد جوبا الدولي الذي لا تزال عمليات الصيانة مستمرة فيه منذ ثلاثة سنوات تحت تنفيذ شركة (GS) الإثيوبية للإنشاءات وبتمويلٍ من الإتحاد الدولي لكرة القدم.
وكان الوضع قد هدأ طوال الفترة الماضية بعد صعود الخلاف بين الإتحادين إلى السطح أبان فترة إنعقاد الجمعية العمومية العادية لإتحاد جوبا بعد مصالبة الأندية للإتحاد بالوقوف معها من أجل المطالبة بحقوقها فيما يختص بالجزء الشرقي للإستاد.
ورغم وجود إتفاق بين حكومة ولاية الإستوائية الوسطى والإتحادين، منذ حقبة فرانسيس أمين، رئيس إتحاد جنوب السودان لكرة القدم السابق، وموافقة الفيفا على القيام بعمليات الصيانة وفقاً لذلك، بمبلغٍ قدره خمسة مليون دولار أمريكي، إلا أن الإتحاد المحلي لجوبا كان قد رفض بعض بنود ذلك الإتفاق أبان حقبة أدلمو أوغسطينو واني، رئيس الإتحاد السابق.
وأخفقت جميع الجهات في التوصل إلى إتفاقٍ وظل الخلاف يصعد ويهدأ بسبب عدم الإتفاق على كيفية تقسيم الإيرادات وعملية بناء دكاكاين للإستثمار، وهو ما دعا اتحاد جوبا للإصرار على هذه الخطوة التي تم تجاهلها من قبل جميع الأطراف رغم المطالبات العديدة بضرورة مراجعة الإتفاق حتى لا يتكرر الخلاف مجدداً.
وكان الكثيرون ينظرون إلى تلك الخطوة بشيءٍ من الغرابة بسبب تشدد رئيس اتحاد جوبا السابق وإتهامه بالأنانية وعدم التفكير في المصلحة العام، وهو ما حدث، يوم أمس الأول، بعدما إنفجر الخلاف بين الطرفين مجدداً ليأخذ الخلاف منعطفاً خطراً بعدما إتخذ إتحاد جوبا قراراً بتعليق نشاطه إلى أجلٍ غير مسمى.
وأصدر إتحاد جوبا، أمس، بيانٍ – تحصلت «هاتريك٢٤» على نسخةً منه – دعا فيه الأندية إلى تقبل قراره بتعليق النشاط الرياضي، مبرراً ذلك إلى ملكيته لإستاد جوبا وانه المالك الحقيقي للجانب الشرقي للإستاد منذ عام 1964، كاشفاً عن إمتلاكه كافة الوثائق والأرواق التي تثبت ذلك، مشيراً إلى وجود خلاف مع الإتحاد منذ عام 2019، واصفاً ما يحدث بأنه مؤامرة.
وكشف الإتحاد بأنه لا يزال يجري محادثات ومشاورات مع اتحاد جنوب السودان، مشيراً إلى انه كان مقرراً اجتماعه معه بتاريخ الثالث من هذا الشهر إلا ان الإجتماع تأجل بسبب سفر معظم أعضاء مجلس إدارة الإتحاد وتواجدهم خارج البلاد.
وأوضح إتحاد جوبا في بيانه بأنهم قد تفاجأوا، يوم الإثنين، بقيام قواتٍ عسكرية بتطويق إستاد جوبا برفقة أوامر تقضي بالقبض على كل شخص يقوم بعرقلة أو إيقاف العمل في الإستاد.
ونفى ألبينو كويك، الناطق الرسمي باسم إتحاد جنوب السودان لكرة القدم، مداهمة قوات عسكرية مقر إتحاد جوبا، موضحاً ان القوات تتواجد في الإستاد منذ بدء عمليات الصيانة في الملعب، منوهاً إلى أنها تتواجد هناك من أجل حماية ممتلكات الشركة التي تقوم بعمليات الصيانة، مؤكداً على وجود خلاف بين الإتحادين بسبب الناحية الشرقية للإستاد.
وأوضح بأن الخلاف قد بدأ قبل ثلاثة أشهر بعد مطالبة إتحاد جوبا لاتحاد جنوب السودان بالحصول على الناحية الشرقية من أجل الإستثمار فيها لصالحه، مشيراً إلى ان انهم قد قابلوا تلك الخطوة بالرفض بسبب وجود إتفاق بين الأطراف الثلاث يقضي بأحقيتهم ومسؤوليتهم عن الملعب لمدة 20 عام بعد موافقة حكومة ولاية الإستوائية الوسطى وموافقة الفيفا.
وكشف عن قيام إدارته بمخاطبة الإتحاد المحلي قبل بضعة أشهر وتنويره حول بعض الإجراءات قبل البدء في عملية صيانة الناحية الشرقية من أجل تخصيصها كموقف للسيارات للأشخاص الذين يأتون إلى الملعب من أجل المشاهدة، مبيناً أن إتحاد جوبا لم يرد على ذلك الخطاب، كاشفاً عن بدء عمليات الصيانة في هذه الناحية بإعتبارها جزءاً من عمليات الصيانة التي تجري في الملعب.
وأضاف ان الإتفاق بين الأطراف الثلاثة يقضي بقيام اتحاد جنوب السودان بتسلم مسؤولية الملعب، موضحاً ان الإتفاق لم يشير إلى أحقية إتحاد جوبا بالحصول على جزء من الملعب وتخصيصه للإستثمار، داعياً إلى ضرورة العمل من أجل تطوير اللعبة بدلاً مما يحدث حالياً.
وقال لاكو فرانسيس، نائب رئيس نادي نياكورين، انهم في النادي قد تفاجأوا بقرار تعليق النشاط أثناء ذهابهم إلى ملعب بلك من أجل خوض مباراتهم الدورية، موضحاً انه حاول معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك رغم علم إدارة الإتحاد بما تقوم به الأندية من أجل تجهيز الفرق، منوهاً إلى ان قرار تعليق النشاط فيه ضرر كبير للأندية، داعياً إلى ضرورة إحتواء الخلاف بأسرع وقتٍ ممكن من أجل المصلحة العامة، واصفاً ما حدث من خلاف بأنه سوء تفاهم.
وأكد القطب الرياضي أبراهام وول، رئيس نادي المريخ الأسبق، على وجود خلاف خلاف بشأن إستاد جوبا، مشيراً إلى ان ما يحدث حالياً لن يساهم في تطوير اللعبة، مطالباً الجميع بالعمل على حل هذا الخلاف بأسرع وقتٍ ممكن في ظل وجود اتفاق بين الطرفين.
وناشد تعبان سبت، مشجع نادي المريخ المعروف باسم يابا مريخ، الإتحادين بعدم إدخال إستاد جوبا في أروقة الخلافات السياسية حتى لا يأخذ الأمر طابعاً غير رياضياً، مشيراً إلى تلقيه أخباراً حول تعليق النشاط دون معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، متمنياً إيجاد طريقةً لحل هذا الخلاف بأسرع وقتٍ ممكن حتى لا تتضرر الأندية بشكلٍ أكبر.