بعد انتهاء فترة حركة تسجيلات وتنقلات اللاعبين الرئيسية على مستوى البلاد، شاهد المراقبون والساحة الرياضة عودة العديد من اللاعبين المحترفين بالدوريات السوداني الممتاز واليوغندي والكيني إلى الدوريات المحلية، خصوصاً كونجو كونجو ليغ أو دوري الدرجة الأولى المحلي في جوبا.
هذه الخطوة دفعت الكثيرون للتساؤل عن الأسباب التي أدت إلى عودة عدد كبير من اللاعبين إلى المنافسات المحلية على غرار الظاهرة ألوك اكيج، طوك كونق، أقوير جوزيف، أتاك لوال، مكويط وول، برافو صمويل، حسون جيمس، كلمنت بيدو، وغيرهم.
(هاتريك) استطلعت أراء الكثير من الفنيين والمختصين في محاولةً للوقوف على الأسباب التي دفعت اللاعبين للعودة إلى البلاد بكثافة غير معتادة في الفترة الأخيرة.
ويقول عضو مجلس ادارة الاتحاد العام لكرة القدم السابق ماكور مجوك : ان عودة اللاعبين الذين كانوا ينشطون في دوريات دول الجوار على غرار السوداني الممتاز واليوغندي والكيني، نتجت عن الأوضاع الأمنية في السودان، إضافة إلى ضعف مستوى الدوري السوداني الممتاز، إلى جانب قلة الإمكانيات البدنية لبعض اللاعبين من أبناء الجنوبين.
وأضاف: هذا بدوره ساهم في عدم وجود منافسة قوية في خامات الفرق المنافسة في الدوري السوداني، إذ لاحظنا خلال الفترة الماضية وجود ضعف في الإمكانيات البدنية للاعبين القادمين في الدوري السوداني في قائمة المنتخب الوطني، لأن أي لاعب عندما يتم استدعاؤه لكلية المنتخب دائماً ما يكون غير قادر على تقديم مستوى وأداء يُذكر ما يؤدي بالتالي الى تصنيفهم من الجهاز الفني وعكس لاعبي الدوري المحلي واليوغندي والكيني.
وتابع حديثه : كونجو كونجو ليغ أصبح قوي لأنه يعتمد على نظام دوريات دول شرق افريقيا من حيث اللياقة البدنية أو البنية الجسمانية، إضافة إلى تقدم أعمار بعض اللاعبين الجنوبين في السن وهذا قد يلعب دوراً في عدم تقديمهم لإضافة كبيرة تُذكر.
بدوره، قال المدير الفني لمنتخبنا الوطني تحت سن الـ 17 ” بلال فلكس ” : ان الدوري السوداني تأثر كثيراً بالأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد خلال الفترة الماضية، وقد أدى ذلك إلى تدني مستوى وأداء معظم اللاعبين الذين ينشطون في الدوري السوداني والمحترفين الجنوبيين لم يكونوا إستثناءً، خاصة في ظل عدم وجود الإمكانيات المطلوبة لممارسة النشاط الرياضي بشكلٍ أفضل.
بالنسبة إلى اللاعبين القادمين من الدوري اليوغندي، فإن الكثيرون منهم يعانون من بعض المشاكل الذهنية رغم تميزهم بإمتلاكهم للياقة بدنية عالية تساعدهم على التواجد في قائمة المنتخب الوطني بإستمرار، ولا يختلف عموماً لاعبو شرق أفريقيا عن شمال أفريقيا إلا في البنية الجسمانية فقط.
وتوقع ان يكون مستوى الدوريات المحلية أفضل حالاً في الموسم الجديد مقارنةً بالموسم الماضي، مؤكداً أن ذلك سيُزيد من قوة المنتخب الوطني خلال المسابقات القارية المقبلة، وتابع: كل لاعب سيبذل قصارى جهده من أجل إثبات نفسه في التشكليلة الأساسية لفريقه والظهور بشكلٍ أفضل لضمانة اسمه في قائمة المنتخب الوطني.
وأشار فلكس إلى ان مقترح الدوري الجنوبسوداني الممتاز أمر رائع جدا يمكن ان يزيد معدل مستوى اللاعبين خلال انضمامهم الى المنتخبات الوطنية.
ويرى الكاتب والمحلل الرياضي وحارس مرمى فريق الملكية السابق ” سبت انجلو ” : ان عودة اللاعبين الجنوبين إلى الدوريات المحلية سيزيد من درجة تنافسية ومتعة وإثارة هذه البطولات هذا الموسم، موضحاً ان عودة اللاعبين إلى البطولات المحلية جاء بشكل أفضل بعد تسجيلهم في مختلف الأندية المحلية بدرجاتها الثلاث المختلفة.
وأضاف: ستكون هناك منافسة قوية بين اللاعبين القادمين من الدوريات السوداني واليوغندي والكيني والمحلي، فكل لاعب يريد إثبات انه الأفضل وله امكانيات عالية، لكن هذا لن يحدث في فترة وجيزة خصوصاً بالنسبة إلى اللاعبين الوافدين الذين سيحتاجون إلى بعض الوقت من أجل التأقلم والإنسجام مع زملائهم والتعرف على أجواء وطريقة اللعب في كونجو كونجو ليغ، بينما سيحتاج الآخرون إلى الإجتهاد أكثر من أجل ضمان تواجدهم في التشكيلة الأساسية لفرقهم.
وأعرب النجم أقوير جوزيف، المنضم حديثاً إلى الهلال جوبا في فترة التسجيلات الرئيسية الماضية بعد نهاية تجربته الإحترافية الأخيرة في السودان، عن سعادته بالعودة للعب في كونجو كونجو ليغ مجدداًعبر بوابة نادي الهلال، موضحاً بأن السبب في عودة الكثير من اللاعبين المحترفين هو الأوضاع الإقتصادية والأمنية الصعبة التي يشهدها السودان مؤخراً، بالإضافة إلى رغبة اللاعبين في التواجد بالقرب من أسرهم.
وأكد اقوير ان عودة اللاعبين القادمين من الدوريات: السوداني والكيني واليوغندي سيدفع اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي لتقديم قصارى جهدهم وأفضل ما لديهم من أداء خلال الفترة المقبلة، موضحاً بأن ما حدث في الموسم الماضي بتراجع مستوى وأداء بعض اللاعبين ستكون له عواقب وخيمة هذا الموسم في ظل المعطيات الراهنة.
وإستدرك قائلاً: لا أتوقع حدوث شيء مماثل هذا الموسم، فعودة بعض اللاعبين إلى البلاد يمكن إعتباره بمثابة جرس إنذار بالنسبة إليهم.
وأكد على وجود إختلاف كبير بين اللاعبين القادمين من الدوري السوداني واليوغندي والكيني والمحلي فيما يتعلق بالإمكانيات البدنية والمهارات الفنية وغيرها حسب طريقة وفلسفة كل دوري ولاعب، فهناك بعض الأشياء التي يجهلها المحترف في الخارج فيما يتعلق بآلية وطريقة الإختيار إلى المنتخب الوطني، ولا اعتقد بأننا سنحتاج إلى ذلك في الفترة القادمة لأن المنتخب سيستفيد كثيراً من عودة المحترفين بسبب أنهم سيلعبون دوراً كبيراً في تقوية البطولة المحلية.